سلط مقال رأي عبر صحيفة «نيوزويك» الأمريكية، الضوء على معاداة السامية التي تعززها قطر في أذهان طلبة المدارس، عبر مقرراتها الدراسية. وبعنوان عريض «الكتب الدراسية القطرية تعلم معاداة السامية»، لفت الكاتبان ماركوس شيف الرئيس التنفيذي لمعهد مراقبة السلام والتسامح الثقافي والتعليم المدرسي، وديفيد آندرو واينبيرغ مدير الشؤون الدولية في رابطة مكافحة التشهير، التي تتخذ من الولايات المتحدة مقراً لها، أنه، وقبل 24 ساعة من توقيع معاهدة السلام التاريخية بين كل من دولة الإمارات العربية المتحدة ومملكة البحرين وإسرائيل بالبيت الأبيض، عمدت «دولة خليجية ثالثة، لتوقيع اتفاقها غير المتوقع في واشنطن»، وبالتحديد في 14 سبتمبر الماضي، حين وقع وزير الخارجية الأمريكي، مايك بومبيو، ونظيره القطري، اتفاقاً يتمحور حول التبادلات الثقافية، للمضي قدماً في تعزيز ما وصفته وزارة الخارجية الأمريكية، بكل ثناء، بـ «مُثل التعاون المشترك بين البلدين لتحقيق التسامح والتنوع». بيد أنه، وبحسب ما أفاد به الكاتبان عبر المجلة الإخبارية الأسبوعية الأمريكية، فإن ذلك الثناء سابق لأوانه، إذ ظهرت أدلة جديدة «مقلقة»، تفيد بأن قطر تواصل تعليم عبارات مجازية معادية للسامية في كتبها المدرسية، فضلاً عن تقديم صور كريهة لليهود لتلاميذ المدارس. دراسة شاملة من جهته، عمد معهد مراقبة السلام والتسامح الثقافي في التعليم المدرسي، المعروف اختصاراً بـ «IMPACT-se»، لإجراء دراسة شاملة حول المناهج الدراسية الرسمية في قطر، مستهدفاً الموضوعات المتعلقة بالسلام والتسامح، لتتوصل النتائج الواقعية، إلى أن الكتب المدرسية في قطر، هي الأسوأ في المنطقة، وربما العالم بالنسبة لمعاداة السامية، والحض على أشكال الكراهية. وعلى سبيل المثال لا الحصر، لفتت الدراسة إلى كتاب للصف الخامس، حيث تم تصوير اليهود باعتبارهم قتلة. وفصلت دراسة معهد مراقبة الكتب المدرسية في ذكر الأمثلة، حيث نوه التقرير بأن المناهج القطرية، اتهمت اليهود بتحريف التعاليم الإلهية، بين ما يتم تدريسه للطلبة خلال رحلتهم الدراسية. لفت شيف وواينبرغ في مقال الرأي المنشور بمجلة «نيوزويك»، إلى أنه لا تتوانى المقررات الدراسية، عن تضمين توصيفات بغيضة لليهود، بكونهم أشخاصاً يتبعون أساليب الخداع والفساد. وتم سرد أمثلة تمت الاستعانة فيها بأكثر من 200 كتاب مدرسي قطري. تتطرق المراجعة الشاملة التي أجراها المعهد المتخصص في مراجعة المقررات الدراسية، إلى أن المناهج القطرية لم تتطرق في مكنونها إلى أي ذكر يتناول الهولوكوست (مجازر اليهود)، وقال الكاتبان إن الأمر السابق غير مبرر، خاصةً وأن استطلاعاً لـ «منظمة مكافحة التشهير» اليهودية لعام 2014، وجد أن أقل من 10 % من المشاركين من قطر (أو أي دولة عربية كبرى أخرى)، قد سمعوا عن الهولوكوست، ويعتقدون أن عدد اليهود الذين قتلوا في تلك المجازر، لم يكن إلا محض أسطورة، أو أمراً مبالغاً به. تشويه التاريخ أوضحت «نيوزويك»، أن الأسوأ من ذلك، في ما يتعلق بمناهج قطر الدراسية، يأتي باستمرارها في تدريس نسخة مشوهة من تلك الفترة من التاريخ، مرددةً أسطورة «طعنة الظهر» لهتلر، والتي عززت بدورها معاداة النازية للسامية. على سبيل المثال، يشير كتاب مدرسي قطري، ضمن مقرر دراسة التاريخ للصف الحادي عشر لعام 2019، أن «عداء النازيين للشعب اليهودي» تطور «لأنهم سبب هزيمة ألمانيا» في الحرب العالمية الأولى. أشار مقال الرأي المنشور أخيراً، إلى أن الجانب المشرق في تقرير IMPACT-se، يتبدى بتوقف قطر عن تدريسها الرسمي للخدعة التأسيسية المعادية للسامية، أو ما يعرف ببروتوكولات حكماء صهيون، وذلك بعد العام الدراسي 2017-2018، وذلك في أعقاب التدخل الذي جاء من قبل منظمة مكافحة التشهير اليهودية عام 2018. ومع ذلك، فإن نتائج الدراسة الحديثة، التي تم الاستناد لها، قدمت أدلة تشير إلى أن قطر لا تزال تدرس نظريات المؤامرة الأساسية المعادية للسامية. تابعوا أخبار العالم من البيان عبر غوغل نيوز طباعةEmailفيسبوكتويترلينكدينPin InterestWhats App
مشاركة :