وفقا لتقرير نشرته هذه الصحيفة فإن حجم الإنفاق على قطاع الرعاية الصحية سيبلغ هذا العام 98 مليار ريال بزيادة قدرها 10% عن العام الماضي، إذن هناك مال كثير ينفق على مشاريع وخدمات القطاع الصحي، لكن السؤال ماذا يقبض المجتمع مقابل هذه التكلفة الباهظة؟! الحقيقة أن البضاعة رخيصة ورديئة ولا تتناسب مع القيمة، فالخدمات الصحية ما زالت عاجزة عن مواكبة تطلعات المجتمع، والمواطن يجد معاناة في الحصول على المستوى اللائق من الرعاية الصحية التي يمكن أن تكون متاحة له في الوقت المناسب وبالمستوى المناسب، وما زالت الواسطة هي سيدة الموقف عند الحاجة للحصول على موعد مبكر أو علاج في مستشفى جيد!. الموضوع يؤكد أيضا أن المشكلة ليست في المال دائما وإنما بحسن الإدارة والتخطيط أيضا بدليل أن ضجيج المشاريع الصحية يملأ الصحف، لكن شكاوى المواطنين من سوء الخدمات الصحية تملأها أيضا!. أعلم أن استكمال المشاريع يحتاج للوقت، لكنني أعلم أنني أسمع هذه النغمة منذ سنوات عديدة وسأظل أسمعها لسبب بسيط هو أن التوسع في الخدمات الصحية لا يوازي التوسع في الطلب عليها بسبب زيادة عدد السكان وتمدد الرقعة السكانية جغرافيا!. المشكلة ببساطة هناك فجوة بين من يخططون لواقع ومستقبل القطاع الصحي وبين الحاجة الفعلية للمجتمع والآمال والمستوى المطلوب للخدمات الصحية .. باختصار هي الفجوة نفسها بين عيادات التشريفات في المستشفيات التخصصية والعيادات الخارجية في المستشفيات الحكومية .. وسلامتكم! jehat5@yahoo.com