العراق: مبادرة دولية لنزع «فتيل» استفتاء الانفصال

  • 9/15/2017
  • 00:00
  • 15
  • 0
  • 0
news-picture

شهد ملف الاستفتاء الذي ينوي إقليم كردستان العراق إجراءه في 25 الجاري، تطورا مهما، أمس، قد يساهم في تهدئة التوتر بين بغداد وأربيل، حيث أعلن رئيس الإقليم مسعود البرزاني، تسلمه مشروعا بديلا عن الاستفتاء من ممثلي الولايات المتحدة وبريطانيا والأمم المتحدة، مبديا ترحيبه بإجراء «حوار بناء». وأكد عزمه بحث الموضوع مع القيادة السياسية الكردية لإعلان موقفها «قريبا». وقالت رئاسة الإقليم إن «البرزاني استقبل وفدا رفيع المستوى من التحالف الدولي، مؤلفا من ممثل الرئيس الأميركي بريت ماكغورك، وممثل الأمين العام للأمم المتحدة في العراق يان كوبيتش، والسفير الأميركي في بغداد دوغلاس سيليمان، والسفير البريطاني فرانك بيكر، والوفد المرافق لهم». وأضافت أن «الجانبين بحثا مواضيع بينها قضية الاستفتاء»، لافتة إلى أن «الوفد قدم مشروعا بديلا لإجراء الاستفتاء، وأن البرزاني تسلم البديل ورحّب بإجراء الحوار البناء». وأكد البارزاني، وفقا للبيان، أن «الاستفتاء والبديل المقترح ليسا قراري الشخصي، وسيتم بحث الموضوع مع القيادة السياسية الكردستانية، وسنعلن موقفنا بصدد الموضوع قريبا». وكان ماكغورك وصل، الأربعاء، إلى كردستان، وعقد اجتماعا مع هيرو إبراهيم، عقيلة الرئيس العراقي السابق جلال طالباني في السليمانية. وفي قوت سابق، صوّت مجلس النواب العراقي بالإجماع على إقالة محافظ كركوك نجم الدين كريم، المؤيد لمشاركة المدينة المتنازع عليها، في الاستفتاء. وأفاد مكتب رئيس المجلس سليم الجبوري بأن «المجلس صوت على إقالة محافظ كركوك بعد تسلّم طلب رئيس الوزراء حيدر العبادي لإقالته من منصبه». وكان العبادي تقدم بطلب الى مجلس النواب لإقالة المحافظ، استنادا الى قانون المحافظات غير المنتظمة الصادر عام 2008. وانسحب النواب الاكراد من الجلسة التي أدرج فيها طلب رئيس الوزراء على الإقالة. ويدعم كريم، الذي ينتمي الى حزب الاتحاد الوطني الكردستاني، أحد ابرز الاحزاب الكردية في كردستان، ضمّ مدينته الغنية بالنفط الى استفتاء انفصال كردستان. إعلان حرب وفي أول رد فعل على الاقالة، أفاد شاخوان عبدالله، نائب رئيس كتلة الحزب الديموقراطي الكردستاني في البرلمان، الذي يتزعمه رئيس كردستان مسعود البرزاني، بأن القرار جاء من برلمان عربي وليس اتحادياً، مؤكدا عدم التزام الكتلة به. من جهته، اعتبر أحمد رضا، عضو مجلس محافظة كركوك عن التحالف الكردستاني، إقالة كريم «إعلان حرب على كركوك والأكراد»، مؤكدا أنه «ليس من صلاحية رئيس الوزراء حيدر العبادي ولا مجلس النواب إقالة المحافظ». وأضاف أن «كركوك لن تعترف بهذا القرار، كما أنها لن تسكت عنه». في سياق متصل، أرجأ برلمان كردستان العراق جلسته التي كان من المقرر ان يعقدها، أمس، إلى حين التوصّل الى اتفاق مع حزبَي التغيير والجماعة الاسلامية، المعارضَين لإعادة ترشيح رئيس الاقليم مسعود البرزاني، ما تسبب في عدم عقد البرلمان الكردي جلسات منذ نحو عامين. وذكر مصدر أن الحزبَين الكرديَين الرئيسَين، الديموقراطي الكردستاني والاتحاد الوطني الكردستاني، وباقي الاحزاب الكردية، أمهلت الحزبَين المعارضَين حتى اليوم، لحضور الجلسة المخصصة للرد على قرار «النواب» العراقي، موضحا أنه في حال امتناعهما فإن بقية الاحزاب ستحدد موعدا لعقد جلسة البرلمان المؤجلة من دون الحزبَين المعارضَين. تعبئة عربية بدوره، حذّر وزير الخارجية إبراهيم الجعفري زعماء كردستان من عواقب الإعلان عن الاستقلال من جانب واحد، مؤكداً أنهم سيجدون تنفيذه أصعب مما يتوقعون. وخلال وجوده في القاهرة للمشاركة في اجتماع وزراء الخارجية العرب، دعا الجعفري زعماء الأكراد إلى التفكير ملياً قبل المضي قدماً في خطوة الاستقلال، مؤكداً أن بغداد تعتمد على آلية الحوار وآلية التعبئة العربية وغير العربية. وأشار إلى أن التعبئة العربية الشاملة جاءت من كل وزراء الخارجية العرب. واستبعد الجعفري إمكانية وقوع صدام مسلح بين الحكومة المركزية في بغداد وحكومة كردستان. واعتبر أي اقتتال بين العراقيين خط احمر. للاستفتاء ثمن خارجياً، حذرت أنقرة من أن تنظيم الاستفتاء «سيكون له ثمن»، ودعت أربيل الى التخلي عن هذه «المقاربة الخاطئة». وذكر بكر بوزداج نائب رئيس الوزراء: «قرار البرزاني إجراء الاستفتاء خطأ تاريخي. تركيا ستتبع سياسات تقوم على وحدة أراضي العراق». وأضاف: «يجب إلغاء استفتاء شمال العراق، وإذا لم يحدث سيكون لذلك ثمن وعقاب». كذلك، طالب الامين العام للامم المتحدة أنطونيو غوتيريس كردستان بإجراء حوار مع بغداد، ونصح حكومتَي أربيل وبغداد بالتوصل إلى اتفاق في شأن الاستفتاء. (أ ف ب، رويترز، الأناضول، السومرية. نيوز)

مشاركة :