استقبل رئيس إقليم كردستان العراق مسعود البرزاني، وزير الدولة السعودي لشؤون الخليج العربي ثامر السبهان، حيث أكد الجانبان متانة العلاقات بين الرياض وأربيل. وذكرت رئاسة الإقليم في بيان أمس الأول أن «الوزير السعودي نقل تحيات وتقدير العاهل السعودي وولي عهده للرئيس البرزاني». وأضافت ان «السبهان أكد استمرار وتطوير علاقات الصداقة العريقة بين السعودية وكردستان العراق»، كما عبّر عن «استعداد بلاده للتوسط وتهيئة أرضية المحادثات لمعالجة المشاكل بين أربيل وبغداد». وأشارت الرئاسة إلى أن البرزاني أعلن أن الإقليم «لم يغلق أبداً باب الحوار والمحادثات». وكانت السلطات في الإقليم قررت إجراء استفتاء 25 الجاري على البقاء في العراق من عدمه. خطة خفيّة وفي وقت سابق، أعلن البرزاني أن هناك خطة تحاك في بغداد، تهدف إلى زعزعة الأوضاع في كردستان. وخلال كلمة له في دهوك، دعما لاستقلال الإقليم، قال: «هناك خطة في بغداد لزعزعة الأوضاع في إقليم كردستان.. الاستفتاء سيجرى في موعد المحدد ولم نتلقّ أي بديل حقيقي له». وأضاف: «لا نهدد أحداً، ولن نقبل أن يهددنا أحد.. البرلمان العراقي الحالي بيد مجموعة «شوفينية» (قومية متعصبة) وقرارات البرلمان العراقي من اليوم فصاعداً لن تشمل إقليم كردستان»، مشيرا إلى أن «هناك خطوتين أمامنا: الأولى التبعية والثانية الاستقلال». معصوم يتحرّك في سياق متصل، أعلن الرئيس العراقي فؤاد معصوم عن مبادرة للحوار لاحتواء الأزمة السياسية التي أثارها الاستفتاء، مبيناً أن الأخطار تستوجب دعوة جميع الأطراف المعنية لمعالجة الأزمة فورا. وقال إن الهدف من المبادرة ضمان الوصول بنجاح إلى حلول سلمية ديموقراطية تقوم على مبدأ الشراكة وتفهّم طموحات أبناء كردستان وكل المواطنين الآخرين، ورفض «المواقف الاستفزازية والمتطرفة». وكانت مصادر برلمانية كشفت عن تحرّك داخل البرلمان، يستهدف تقديم طلب لسحب الثقة من معصوم. حرب أهليّة من جهته، أشار القيادي موفق الربيعي إلى الإجراءات التي اتخذتها بغداد، ومنها قرار مجلس النواب رفض الاستفتاء في كردستان، وإقالة محافظ كركوك، والعمل على إبعاد معصوم عن منصبه، قائلا إنها مجرد قوة ناعمة تستخدمها بغداد للضغط على البرزاني. وحذّر الربيعي ــــ المنتمي إلى «ائتلاف دولة القانون» بقيادة رئيس الوزراء السابق نوري المالكي ــــ من أنه في حال إجراء الاستفتاء فإن الإقليم سيعيش السنوات العشر المقبلة أزمات ومشاكل معقّدة. وفي وقت سابق، حذّر القيادي في ميليشيا الحشد الشعبي هادي العامري من أن الاستفتاء قد يتسبّب في حرب أهلية. إغلاق منافذ من جهته، هدّد مسؤول إيراني رفيع المستوى أكراد العراق بأن بلاده ستغلق كل المعابر الحدودية معهم إذا ذهبوا إلى الاستقلال. ويبلغ حجم التبادل التجاري بين إيران وأكراد العراق أكثر من 8 مليارات دولار. وجدّدت وزارة الخارجية الإيرانية تأكيدها أن الاستفتاء «سيجر الفوضى إلى المنطقة»، مشبهة الخطوة بأنها «كارثة تدفع باتجاه تقسيم دول المنطقة»، واصفة إياها بأنها «خطأ إستراتيجي يضرب استقرار العراق». تقسيم العراق بدوره، أفاد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بأنه سيلتقي العبادي خلال زيارة للولايات المتحدة، الأسبوع الجاري، وسيبحثان مخاوفهما من الاستفتاء، مبينا: «ان الاستفتاء «عملية توجيه من أجل تقسيم العراق، وتركيا لا تقبل هذا النهج، وقد أعربت عن ذلك مرارا»، مردفاً: «سنجتمع مع السيد العبادي في الولايات المتحدة، ومما نراه فهدفنا واحد. هدفنا ليس تقسيم العراق». وأضاف أردوغان ان تركيا منزعجة من الاستفتاء «لا سيما أن تركيا تمتلك حدودا بطول 350 كيلو مترا مع تلك المنطقة، وأن سكان المنطقة من أكراد وتركمان وعرب هم في الواقع ينتمون إلى الحضارة نفسها، ولا يتميزون بشيء بعضهم عن بعض». (أ.ف.ب، رويترز، السومرية. نيوز)
مشاركة :