صوت مجلس النواب العراقي اليوم (الخميس) بالإجماع على إقالة محافظ كركوك نجم الدين كريم، المؤيد لمشاركة المدينة المتنازع عليها في الاستفتاء على استقلال إقليم كردستان، في خطوة وصفها المحافظ بأنها «غير قانونية» وندد بها رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني. وقال مكتب رئيس مجلس النواب سليم الجبوري في بيان مقتضب، ان «المجلس صوت على إقالة محافظ كركوك بعد تسلم طلب رئيس الوزراء حيدر العبادي لإقالته من منصبه». وكان العبادي قدم طلباً إلى المجلس لإقالة المحافظ استناداً إلى قانون المحافظات غير المنتظمة الصادر في العام 2008. وقال النائب عن التحالف الكردستاني زانا سعيد ان «مجلس محافظة كركوك لا يطبق عليه هذا القانون، لهذا لا يمكن إقالة المحافظ استناداً إليه». وقاطع النواب الأكراد الجلسة التي حضرها 173 مشرعاً في بغداد. وقال النائب هشام السهيل إن الغالبية صوتت لمصلحة إقالة المحافظ. من جهته، أكد كريم أنه لا يعتزم الانصياع لأمر بغداد والتنحي عن منصبه بعد التصويت في البرلمان الذي أجري بناء على طلب من رئيس الوزراء. وقال «سأبقى في منصبي. الاستفتاء سيتم كما هو مخطط له. رئيس الوزراء لا يملك سلطة تقديم طلب للبرلمان لإقالتي». ووفقاً لتلفزيون «كردستان 24»، قال بارزاني في كلمة أمام تجمع مؤيد للاستفتاء في زاخو، إحدى مدن إقليم كردستان، ان بغداد لم تترك مجالاً للمفاوضات بشأن الاستفتاء على الاستقلال. ويدعم كريم الذي ينتمي إلى «الاتحاد الوطني الكردستاني»، أحد أبرز الأحزاب الكردية في إقليم كردستان، ضم مدينته الغنية بالنفط الى الاستفتاء المقرر في 25 أيلول (سبتمبر) الجاري. وذكر بيان صادر عن رئاسة إقليم كردستان العراق أن قادة الأكراد سيدرسون خطة وفد غربي لتأجيل الاستفتاء على استقلال الإقليم الذي يتمتع بحكم ذاتي، بعدما اجتمع وفد من الولايات المتحدة والأمم المتحدة وبريطانيا مع برزاني، وقدم له مقترحاً بتأجيل التصويت المقرر في الشهر الجاري. وقال المبعوث الأمريكي الخاص للتحالف ضد «داعش» بريت مكغورك اليوم إنه «متفائل» بأن قادة إقليم كردستان العراق سيقبلون بخطة لتأجيل الاستفتاء على استقلال الإقليم. وقال خلال مؤتمر صحافي إن «المضي قدما في إجراء الاستفتاء سيكون تحركاً محفوفا بالمخاطر للإقليم، لأنه لا يحظى بدعم دولي في هذه اللحظة». وندد المحافظ بتأييد البرلمان لإقالته، وتعهد الاستمرار في منصبه، قائلاً ان الاستفتاء سيمضي كما هو مقرر. وقال المستشار المقرب من رئيس إقليم كردستان العراق مسعود بارزاني، هوشيار زيباري، ان «ليس من حق» البرلمان إقالة محافظ كركوك، موضحاً ان المحافظ يشغل منصبه بالانتخاب وان مجلس المحافظة هو الهيئة الوحيدة المخولة بإقالته. وفي وقت سابق، رحبت تركيا بتحرك البرلمان في وقت سابق لرفض إجراء استفتاء حول استقلال الأكراد، ووصفت الاستفتاء بـ «الخطأ التاريخي». وقال نائب رئيس الوزراء التركي بكر بوزداج ان «قرار رئيس إقليم كردستان العراق إجراء الاستفتاء خطأ تاريخي. تركيا ستتبع سياسات تقوم على وحدة أراضي العراق». وأضاف ان «هذه الخطوة ستضر بالسلام في المنطقة وتسبب أخطار أمنية». وعبرت وزارة الخارجية التركية في بيان عن قلقها من موقف القيادة الكردية المصر على الاستفتاء. وقالت انه «ينبغي الإشارة إلى أن هذا الإصرار سيكون له ثمن بالتأكيد. نحن ندعوهم إلى التصرف بتعقل والتخلي عن هذا المسار الخاطئ على الفور». وكان البرلمان في بغداد فوض رئيس الوزراء باتخاذ التدابير كافة التي تحفظ وحدة البلاد، رداً على إعلان إقليم كردستان إجراء استفتاء الاستقلال. وتعهد بارزاني المضي قدماً في تنظيم الاستفتاء، وقال إنه «حق طبيعي». ويعيش في تركيا أكبر عدد من السكان الأكراد في المنطقة، وتخشى أنقرة من أن التصويت بـ «نعم» قد يؤجج المشاعر الانفصالية في جنوب شرقي البلاد، حيث يخوض مقاتلون أكراد تمرداً منذ ثلاثة عقود قُتل فيه أكثر من 40 ألفاً. وأقامت أنقرة علاقات متينة مع إدارة البرزاني استندت على الروابط القوية في مجالي الاقتصاد والطاقة، إضافة إلى شكوكهما المشتركة تجاه جماعات كردية أخرى والحكومة المركزية في بغداد. وتعارض إيران وسورية الاستفتاء أيضاً خوفاً من أن يؤجج الرغبات الانفصالية بين السكان الأكراد. وتخشى القوى الغربية من أن يتسبب الاستفتاء في إشعال الصراع مع حكومة بغداد وأن يحول التركيز بعيداً عن محاربة تنظيم الدولة الإسلامية «داعش».