لجنة تضم ممثلين عن الفصائل الفلسطينية باستثناء حركة فتح قامت بتقديم شيك بقيمة 50 الف دولار كدية إسلامية لعائلات أشخاص قتلوا خلال الانقسام منتصف 2007.العرب [نُشر في 2017/09/15]بوادر نجاح الوساطة المصرية بين حماس ودحلان غزة (الاراضي الفلسطينية)- بدأت لجنة المصالحة المجتمعية التي تشكلت نتيجة تفاهم بين حركة حماس وتيار القيادي محمد دحلان، بتعويض عائلات ضحايا الانقسام الفلسطيني الخميس، رغم ان المصالحة السياسية لم تبصر النور بعد. وكان دحلان حتى 2007 رئيس جهاز الأمن الوقائي الفلسطيني في غزة التي غادرها مع قوات فتح إثر المواجهات بين الفريقين التي انتهت بسيطرة حماس على قطاع غزة وطرد فتح منها. ومنذ أشهر، تحصل اجتماعات بوساطة مصرية في مصر إجمالا بين حماس ودحلان، لم يعرف بعد تماما الهدف المنشود منها. وفي احتفال في مدينة غزة مساء الخميس، قامت اللجنة التي تضم ممثلين عن جميع الفصائل الفلسطينية باستثناء حركة فتح، بتقديم شيك بقيمة 50 الف دولار كدية إسلامية لكل عائلة من عائلات 14 شخصا قتلوا خلال الانقسام منتصف عام 2007. وقالت والدة عماد ابو قادوس الذي كان قائدا ميدانيا في كتائب عزالدين القسام، الجناح المسلح لحماس، وقد قتل خلال اشتباكات الانقسام الدامي "كنت مع الثأر والانتقام لدم ابني، لكننا قبلنا اليوم الدية لاننا نريد انهاء الانقسام والحصار عن كل الشعب في غزة". وقال المتحدث باسم لجنة التكافل الاجتماعي شريف النيرب ان"مجموع الحالات التي سيتم تعويضها يبلغ 730 حالة لعائلات سقط من افرادها قتلى وجرحى، بالاضافة الى تعويض آخرين تضررت ممتلكاتهم او منازلهم". وتم في يونيو التوصل الى تفاهمات بين دحلان وحركة حماس خلال اجتماعات عقدت في القاهرة وقضت بتعزيز العلاقات بين الطرفين بعد خصومة طويلة والتنسيق في حل العديد من الازمات في القطاع. وفي كلمة له خلال الاحتفال، قال النائب في المجلس التشريعي عن حركة حماس احمد بحر "بدانا تحقيق المصالحة الاجتماعية ونسعى الى تحقيق المصالحة الوطنية، وفد حركة حماس ابدى استعدادا كاملا لانجاح المصالحة وندعو حركة فتح للاستجابة لمقتضيات المصالحة". وقال النيرب "اليوم تم إنجاز عشرين ملف مصالحة اجتماعية. هناك إصرار من الجميع على إنجاز هذا الملف برغم المعوقات التي تفتعلها السلطة وأجهزة عباس". وكانت القاهرة قد طلبت أن يتم استكمال التفاهمات بين حماس وتيار دحلان بحضور القيادات السياسية الأعلى في الحركة بهدف وضع النقاط على الحروف بشأن تفعيلها على الأرض دون تأخير، ومنعا لأيّ تراجع حمساوي عنه. وتدرك السلطات المصرية أن تأمين سيناء يبدأ من داخل غزة من خلال تكثيف الإجراءات على الحدود بما يمنع تسلّل الجماعات المتطرفة عبر الأنفاق، ويصبّ تقريب وجهات النظر بين حماس ودحلان في صالح حماية الأمن القومي المصري لأن الجانبين سوف يكونان شريكين في تأمين وضبط الحدود وتطهير غزة من المتطرفين. ومن بين التفاهمات التي جرت في القاهرة، الترتيب لإنشاء جهاز شرطي مشترك بإمكانيات وكفاءات عالية مهمته تأمين الحدود مع مصر والإشراف على معبر رفح وترتيب الأوضاع داخل غزة وتفعيل لجنة المصالحة المجتمعية لحل مشكلة الدم العالقة بين الجانبين (دحلان وحماس) منذ الانقلاب الذي قادته حماس في غزة عام 2006. ولا تمانع حركة حماس أن يكون لتيار دحلان دور قوي في الخارطة الجديدة باعتباره من الشخصيات التي بإمكانها جلب المساعدات الخارجية لإعادة إعمار القطاع بعد خفوت الدعم المالي القطري الذي كان يقدّم للحركة منذ مقاطعة مصر والسعودية والإمارات والبحرين للنظام القطري بسبب دعمه للإرهاب وعلاقته بتنظيمات وحركات إرهابية.
مشاركة :