مركب مراقبة تابع لقوات كوريا الشمالية في نهر يالو الذي يفصل بين (أ.ب)الصين وشمال كوريا الجمعة لندن: «المجلة» أفاد مسؤولون من كوريا الجنوبية واليابان بأن كوريا الشمالية أطلقت صاروخا باليستياً مر فوق جزيرة هوكايدو اليابانية قبل أن يسقط في المحيط الهادي الجمعة في تصعيد جديد للتوتر بعد قيام بيونغ يانغ بتفجير أقوى قنابلها النووية في الآونة الأخيرة. وقال الأمين العام لمجلس الوزراء يوشيهيدي سوجا، إن الصاروخ مر فوق اليابان وسقط في المحيط الهادي على بعد نحو ألفي كيلومتر شرقي هوكايدو. وقال الجيش الكوري الجنوبي، إن الصاروخ بلغ ارتفاعا قارب 770 كيلومترا، وحلّق لنحو 19 دقيقة قاطعا مسافة 3700 كيلومتر تقريبا، وهي تكفي للوصول إلى منطقة جوام الأميركية. وفي 29 أغسطس (آب) أطلقت كوريا الشمالية صاروخا باليستياً متوسط المدى حلق لمسافة 2700 كيلومتر، ومر من فوق اليابان أيضا. وصدرت إعلانات تحذيرية بشأن الصاروخ في نحو الساعة السابعة صباحا (2200 بتوقيت جرينتش يوم الخميس) في أجزاء من شمال اليابان، في حين استقبل مواطنون كثيرون تنبيهات على هواتفهم المحمولة أو شاهدوا تحذيرات على شاشات التلفزيون تحثهم على الاحتماء في أماكن آمنة. وقال وزير الدفاع الأميركي جيم ماتيس، إن الإطلاق «جعل ملايين اليابانيين يلتمسون الحماية من الهجوم»، غير أن السكان في شمال اليابان بدا عليهم الهدوء ومارسوا نشاطهم المعتاد. وبعد قليل من الإطلاق، ذكر الجيش الأميركي أنه رصد إطلاق صاروخ باليستي متوسط المدى، لكنه لم يشكل تهديدا لأميركا الشمالية أو منطقة جوام الأميركية بالمحيط الهادي التي تقع على بعد 3400 كيلومتر من كوريا الشمالية. وسبق أن هددت بيونغ يانغ بإطلاق صاروخ صوب جوام. وقال اتحاد العلماء المعنيين في بيان «مدى هذا الاختبار مهم، حيث أظهرت كوريا الشمالية أن بوسعها الوصول إلى جوام بهذا الصاروخ». حسب وكالة «رويترز» للأنباء. لكن الاتحاد ذكر، أن دقة الصاروخ، الذي لا يزال في مرحلة مبكرة من مراحل تطويره، لا تزال منخفضة؛ وهو ما يجعل من الصعوبة بمكان تدمير قاعدة أندرسن التابعة لسلاح الجو الأميركي في جوام. وقال مسؤولون أميركيون، إن التزام واشنطن بالدفاع عن حلفائها لا يزال «صلبا». ودعا وزير الخارجية ريكس تيلرسون إلى «إجراءات جديدة» ضد كوريا الشمالية، قائلا إن «هذه الاستفزازات المستمرة لن تؤدي إلا إلى زيادة عزلة كوريا الشمالية الدبلوماسية والاقتصادية». وذهب رئيس كوريا الجنوبية مون جيه – إن إلى ما ذهب إليه تيلرسون وقال: إن الحوار مع الشمال مستحيل في هذه المرحلة. وأمر المسؤولين بتحليل عملية الإطلاق، والاستعداد لتهديدات جديدة من كوريا الشمالية. وقالت روسيا، إن التجربة الصاروخية تأتي ضمن سلسلة استفزازات غير مقبولة، وإن مجلس الأمن الدولي له موقف موحد، وهو أنه ينبغي ألا تحدث عمليات إطلاق من هذا النوع. في غضون ذلك، قال دبلوماسيون إن مجلس الأمن سيجتمع الساعة الثالثة مساءً بتوقيت شرق الولايات المتحدة (1900 بتوقيت جرينتش) الجمعة بناء على طلب الولايات المتحدة واليابان، وذلك بعد أيام قليلة من إقرار المجلس المكون من 15 عضوا بالإجماع تشديد العقوبات على كوريا الشمالية على أثر تجربتها النووية الأخيرة في الثالث من سبتمبر (أيلول) الحالي. وشملت هذه العقوبات حظرا على صادرات النسيج وواردات النفط الخام. وكان ذلك تاسع قرار بخصوص العقوبات يتبناه المجلس ضد كوريا الشمالية منذ عام 2006. وقال رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي للصحافيين في طوكيو «المجتمع الدولي في حاجة إلى أن يتحد ويبعث برسالة واضحة إلى كوريا الشمالية مفادها أنها تهدد السلام العالمي بأفعالها». ووصف الإطلاق بأنه «غير مقبول». وأطلقت كوريا الشمالية عشرات الصواريخ في عهد الزعيم الشاب كيم جونج أون، في حين تسرع العمل في برنامجها الذي يستهدف إعطاءها القدرة على استهداف الولايات المتحدة بصاروخ قوي محمل برأس نووية. وكانت كوريا الشمالية أطلقت الشهر الماضي صاروخا متوسط المدى من منطقة مماثلة قرب بيونغ يانغ، ومر أيضا فوق هوكايدو ليسقط في المحيط وقالت: إنها ستطلق المزيد. وقال: إندرو كاز، الذي يدرس اللغة الإنجليزية في مدينة كوشيرو في هوكايدو «المرة الأولى كانت غير متوقعة، لكني أعتقد أن الناس اعتادت على هذا بصفته شيئا طبيعيا جديدا… أكثر شيء عرقلته فيما يبدو كان قهوتي». وقالت كوريا الجنوبية، إنها أطلقت صاروخا صوب البحر ليتزامن مع عملية الإطلاق الكورية الشمالية، ودعا القصر الأزرق الرئاسي إلى اجتماع عاجل لمجلس الأمن القومي. كما عقدت اليابان اجتماعا لمجلسها للأمن القومي. وجاء الإطلاق بعد يوم من تهديد بيونغ يانغ «بإغراق» اليابان وتحويل الولايات المتحدة إلى «رماد وظلام» لدعمهما أحدث قرار لمجلس الأمن بشأن العقوبات ضدها. ومن ناحية أخرى، أعلن الجنرال جون هايتن، رئيس القيادة الاستراتيجية الأميركية يوم الخميس، أنه يؤيد فرضية أن كوريا الشمالية أجرت تفجيرا لقنبلة هيدروجينية في الثالث من سبتمبر؛ وذلك استنادا إلى حجم الانفجار. وقال هايتن لمجموعة صغيرة من المراسلين الصحافيين كانوا يرافقون وزير الدفاع جيم ماتيس في رحلة إلى مقر القيادة الاستراتيجية في نبراسكا «أفترض أنها كانت قنبلة هيدروجينية. يجب علي أن أفترض هذا بصفتي ضابطا بالجيش». وأضاف: «لست عالما نوويا؛ لذا لا يمكنني أن أبلغكم كيف تم ذلك وبماهية القنبلة… ولكن يمكنني أن أبلغكم أن حجم التفجير الذي رصدناه ورأيناه يدفعني إلى أن أوضح أنها كانت قنبلة هيدروجينية وعليّ أن أقيّم مع حلفائنا ما هو الرد المناسب على حدث كهذا». وتتهم كوريا الشمالية الولايات المتحدة، التي لديها 28500 جندي في كوريا الجنوبية، بالتخطيط لغزوها، ودأبت على التهديد بتدميرها وحلفائها الآسيويين. وهبط الدولار بشدة مقابل عملات تعد ملاذات آمنة مثل الين والفرنك السويسري في التعاملات المبكرة في آسيا متأثرا بعملية الإطلاق غير أن الخسائر سرعان ما تقلصت في تعاملات متقلبة. وفي واشنطن، قال البيت الأبيض، إن الرئيس الأميركي دونالد ترمب جرى إطلاعه على إطلاق الصاروخ الكوري الشمالي. وكان ترمب قد تعهد بعدم السماح لبيونغ يانغ بتهديد بلاده أبدا بصاروخ نووي، لكنه طلب أيضا من الصين بذل المزيد لكبح جماح جارتها. وتؤيد الصين بدورها ردا دوليا على المشكلة. وقال تيلرسون «يجب على الصين وروسيا أن توضحا عدم تسامحهما مع عمليات الإطلاق الصاروخي الطائشة هذه باتخاذ إجراءات مباشرة خاصة بهما». ونفت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية هوا تشون ينغ أن يكون لدى بكين المفتاح لتخفيف حدة التوتر في شبه الجزيرة الكورية قالت إن المسؤولية تقع على عاتق الأطراف المعنية بصورة مباشرة. وأضافت: «أي محاولة للانسحاب من القضية ستكون غير مسؤولة ولن تفيد في حلها»، مؤكدة من جديد موقف الصين، وهو أن العقوبات لن تكون مؤثرة إلا إذا تزامنت مع محادثات. والولايات المتحدة وكوريا الجنوبية لا تزالان في حالة حرب من الناحية الفنية مع كوريا الشمالية؛ لأن الصراع الكوري الذي دارت رحاه بين عامي 1950 و1953 انتهى بهدنة وليس باتفاق سلام.
مشاركة :