لكل حاج عائد من المناسك قصة عاشها أو حدثت أمامه. قبل أيام ودعنا أجمل الليالي والأيام وأفضلها بركة ألا وهي أيام عيد الاضحى المبارك، فلقد بدأت قوافل الحجاج العراقيين بالعودة إلى العراق بما فيها من مواقف ومشاهد خلال رحلتهم لأداء المناسك. وتقول الحاجة شيماء عادل انها تحج لأول مرة إلى بيت الله الحرام وانها عاجزة عن وصف الشعور الأول عندما وصلت إلى الروضة في المسجد النبوي. وقالت إنها كانت في بالغ السعادة من وصولها أخيرا الى بيت الله بعد معاناة التقديم والقرعة. وأكدت أن الموقف كان أعظم وأشد عليها عند مشاهدة الكعبة المشرفة حيث شعرت برهبة المكان ولم تتمالك نفسها من البكاء. ويقول الحاج عدنان لقد شاهدت رجلا جاء لأداء المناسك مشيا على الأقدام في رحلة امتدت من روسيا إلى الديار المقدسة. وقال حينها تساءلت سرا وفكرت بدهشة هل يمكن أن نفعل مثله نحن العرب. ويقول الحاج ثامر زينل في حديثه عن الحجرة النبوية إنه رغم الكثير من الوصف الذي ورد عنها، فقد ظلت في نظر الكثير من الناس سرا من الأسرار التي يستحيل معرفتها، ما ان تسمع رواية او وصفا حتى تكتشف أن هناك المزيد وأنك مهما حاولت واجتهدت فلن تنال من المعرفة عنها سوى القليل. ويذكر لنا الحاج مشاعره الفياضة وخاصة لمن سمح لهم بدخول الحجرة النبوية المكان الذي عاش فيه الرسول محمد وحجرة السيدة عائشة التي أسلم فيها الروح. وأضاف إنها من الأماكن المغروسة في وجدان المسلمين. "لقد ظللت محدقا من بين فتحات الحجرة وقد اصابتني رهبة وقداسة المكان، لكن شيئا ما دفعني للنظر لعلي أرى ما سمعت عنه. وتابع "شاهدت فوانيس معلقة بسقف الحجرة النبوية ومثلها داخل الكعبة المشرفة وهناك هدايا قديمة مصاغة من الذهب والفضة، تعكس مراحل في عمق التاريخ الإسلامي واختلست نظرات للحجرة ومتعت عيني في بقعة ضمت الشطر الأكبر من حياة الرسول، أنوار تتجلى في ذات المكان وهديل الحمام المجاور اسمعه في اذاني، اتخيلها كما جاورت غار ثور يوم هجرة الرسول مع صاحبه أبوبكر الصديق. وذكر لنا الحاج عمار بمشاهداته اثناء رمي الجمرات إذ يأتي كل حاج بما يؤمن به من أفكار نحو المقصد الديني من هذه الشعيرة، فمنهم من يرجم حظه العاثر ومنهم من يقذف ماضيه السيئ وكلها قصص طريفة حصلت خلال رمي الحجاج للجمرات وتتناول الدوافع والمقصد الذي يفكر به الحجاج وراء رمي تلك الجمرات. وقال "شاهدت حاجة ترمي الجمرات وهي تصرخ باسم شخص مع كل حصى ترميها وعند سؤالها عن هوية الشخص الذي وصفته بألفاظ نابية، لم تتجاوب لأنها كانت غاضبة، لكن إحدى قريباتها قالت إنها تقصد زوجها وأنها اتت للحج من أجل أن تتغير حياتها بالكامل. وكان هناك حاج انشغل برمي الحصى لتقع في الدائرة وكان كل مرة يعاود الرجم وبرر ذلك، بالقول يجب أن تصيب هدفك بدقة فكذلك هي الحياة. وقال حاج آخر أتينا لرجم العفريت.. الشيطان مش كويس وبيخلي الإنسان يرتكب الخطيئة ويوقعنا بالهلاك. ورمي الجمرات من شعائر الحج والتي يقوم بها الحاج في منى وهي من الشعائر الواجبة على الحاج وتعتبر من أطولها وقتا، إذ يستغرق أداؤها من يومين إلى ثلاثة أيام يقضيها الحاج في المشاعر وعددها ثلاث جمرات صغرى ووسطى وكبرى يبدؤها الحاج بالترتيب. الحاج رياض وقد خنقته العبرة وهو يروي قصة تعرفة على شخص في مناسك الحج كان مريض بالسرطان حصل على أمنيته الأخيرة، عندما طلب من الذين يتمنون له الشفاء مساعدته على تحقيق أمنيته، حيث حصل على أمنيته الأخيرة بالسفر إلى الحج، وإنه يحلم بأداء الحج بعدما أخبره الأطباء أن المرض تمكن منه، وهو من مخيمات اللاجئين السوريين في تركيا بعد إنشاء لجنة الحج التي سمح له بموجب اتفاق بين الائتلاف السوري والسعودية بقدوم حجاج من مخيماتهم في تركيا ومصر ولبنان، فمنحت لهم تأشيرات للحج. ويذكر الحاج رياض مواقف كثيرة منها قصة لاجئ سوري في تركيا مصاب بالسرطان تحققت أمنيته أخيرا بأداء المناسك بمساعدة لجنة شكلت بالاتفاق بين الرياض والائتلاف السوري المعارض. يذكر الحاج عبدالله أنه يشاهد كلما ذهب لأداء المناسك مجموعة كبيرة من حجاج متشابهين في الشكل وفي الملابس يمشون بانتظام وهدوء اتضح أنهم حجاج من اندونيسيا وينتظر المواطن الأندونسي الراغب بالحج بلوغ عمر 37 عاما حتى يستطيع أداء مناسك الحج بحسب مدير جمعية الحج والعمرة الإندونيسي وتعطي السعودية إندونيسيا، وهي أكبر بلد مسلم من ناحية عدد السكان أعلى حصة.