مسرح وجد «خشبة» ولم يجد «شاشة»

  • 8/10/2014
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

لا أعلم هل يصح أن نسمي ما يقدم في الأعياد مسرحيات أم عروض ترفيهية لأنها إن كانت عروض ترفيهية فلا بأس من عرضها لثلاثة أيام أما إن كانت مسرحيات فإن ما يحدث هو هدر للوقت والجهد والمال. لقد طرحت هذا الأمر أكثر من مرة لعل آخرها في العام الماضي وسنظل نكرر الأفكار عاماً بعد آخر مع التطوير ولاشك لعل هنالك من يأخذ بها رغم أنني وكثير من زملائي الكتاب لا نجد لما يطرح اي صدى ودوماً أتذكر كلمات صديقي الراحل الأستاذ محمد العلي يرحمه الله الذي كان يقول لي دوماً: "أبا حمد أنت تنفخ في قربة مخروقة". أنتم تتابعون الصحف في أيام العيد الثلاثة وترون التغطيات الصحفية للمسرحيات التي تنتجها الأمانة وتتابعون الشاشات خلال أيام العيد الثلاثة أيضاً وتشاهدون مسرحيات عربية أنتجت منذ عقود وبين ما يعرض حياً وما يعرض مسجلاً يتبادر على الفور سؤال يقول ترى متى سنرى هذا الإنتاج المحلي على الشاشة؟ حيث يأتي كل عيد بإنتاج جديد ويرحل بذكرى من حضر عروضه وهم بضعة آلاف لأفضل العروض ولكن ماذا عن الملايين الذين من حقهم أن يشاهدوا هذه العروض على الشاشات ترى متى سيشاهدونها؟. الإجابة حتى الآن "في النخل"؛ لأن هذه الأعمال تنتج ولا تصور حتى يستفاد من عرضها تلفزيونياً وهنا يكمن الخلل. دعونا نتحدث بلغة الأرقام فنقول أن إنتاج 8 مسرحيات لن يكلف الأمانة أكثر من مليوني ريال وهو مبلغ بسيط جداً ويحتاج لمثله حتى ينتقل العمل من الخشبة للشاشة نصفه للتصوير التلفزيوني ونصفه لرفع مستوى العمل تقنياً فبعض المسارح مؤهلة للرؤية البصرية وليست للصورة التلفزيونية. لذا إن كانت الأمانة تدفع النصف فإن النصف الثاني مطلوب من الشاشة الراغبة في عرض هذا الإنتاج ولهذا نستغرب غياب التنسيق بين هيئة الإذاعة والتلفزيون وبين الأمانة لاختيار أفضل النصوص والتأكد من جودة العمل أثناء "البروفات" والتجهيز لتصوير الأعمال المناسبة للعرض التلفزيوني والتي تتطلب ولاشك مسارح مناسبة تقنياً للتصوير التلفزيوني الاحترافي. لقد أنعش التلفزيون السعودي المسرح المصري في سنوات مضت بشراء مسرحية كل أسبوع وكانت تنتجاً خصيصاً للعرض الأول على شاشة التلفزيون السعودي وكان يشارك في البعض منها ممثل سعودي أو اثنان مقابل الحصول على دعم إضافي لتشجيعهم وكان هذا النوع من المسرح "المسرح التلفزيوني" تكتب نصوصه وفق المحاذير الرقابية السعودية وينتج في أسبوع للتصوير التلفزيوني وبحضور جمهور مجاني حتى أصدرت الجهات الرسمية في مصر قراراً بمنع تصوير أي عمل مسرحي ما لم يعرض جماهيرياً لمدة أسبوع على الأقل لأن المسرح وجد للعرض الجماهيري وليس للتصوير التلفزيوني؛ ولأن هذا الشرط سيرفع تكلفة إنتاج أي عمل أضعافاً مضاعفة فلقد توقف هذا النوع من الإنتاج وكان الأجدر بنا بعد التوقف أن نوجه هذا الدعم للإنتاج المسرحي المحلي إلا أن هذا لم يحدث. لهذا وفي ظل وجود داعم لوجود المسرح كأمانة مدينة الرياض وربما يتوسع ليكون لكل الأمانات في مناطق المملكة تبرز أهمية التكامل بين الأمانات والهيئة لتطوير هذا الإنتاج المسرحي والسماح بنقله للشاشة بعد اكتمال مدة عرضه على خشبة المسرح ليثري مكتبة التلفزيون بكم من الأعمال وليسمح لمن لم يحضر العروض المسرحية بمتابعة إبداعات شبابنا وشاباتنا عبر الشاشة فكم من عمل لم تخلده في الذاكرة إلا الشاشة. أتمنى أن نرى تطبيقاً سريعاً للتكامل المنشود وآلياته حتى نكون على الأقل قد نفخنا ولو لمرة واحدة في "قربة ليست مخروقة"..

مشاركة :