'لعبة الزواج' بين خشبة المسرح وشاشة السينما

  • 12/9/2023
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

الرباط - "لعبة الزواج" هو عرض مسرحي وسينمائي من تأليف وإخراج إدريس شويكة، ومن تشخيص مجيد لكرون ورقية بنحدو وسينوغرافيا أمين آيت حمو وإدارة التصوير فاضل شويكة ومونتاج محمد خلال. تدور أحدث "لعبة الزواج" حول حكايات عن الحياة الزوجية حيث يتم تقديم مجموعة من التحديات اليومية للزوجين في المغامرة الزواجية، وتتميز هذه التجربة بجوانب متنوعة من الحياة الزوجية في مسار العلاقة وتتضمن ذلك التفاعل مع الأنشطة الروتينية والمفاجآت غير المتوقعة والتعامل مع قرارات مهمة في مسار العلاقة ويتم تحديد مصير الشخصيات الزوجية بناء على اختياراتهم وتفاعلاتهم مع بعضهم. وفيما يلي حوار مع المخرج إدريس شويكة عن كواليس تحويل العرض المسرحي إلى سينمائي. ما هو مصدر إلهامك للعمل على "لعبة الزواج" كعرض مسرحي وسينمائي؟ لقد كانت هذه المغامرة الفنية منعشة وغنية للغاية وأنا ممتن لأنني تمكنت من مشاركة أفكاري حول هذا المشروع المتميز. إن الإلهام وراء "لعبة الزواج" متجذر في اهتمامي بالروابط الاجتماعية باعتبارها عوالم مصغرة معقدة للحياة البشرية، فالزواج بمراحله المختلفة من الحب الأول إلى الشيخوخة هو لوحة غنية بالعواطف والتحديات والتحولات وكانت رغبتي هي التقاط هذه التجربة العالمية وتقديمها بطريقة صادقة وواقعية ونقدية. كيف جاءت الفكرة على العمل؟ إن فكرة العمل كانت خلق حكاية سلسة تستمر على مدى عقود وتكتشف الزواج بكل أبعاده من أولى عواطف الحب إلى الانفصال ومن تحديات الأطفال إلى الخلافات، ويسعى عرض "لعبة الزواج" إلى رسم صورة ذات معنى لهذه المؤسسة الأساسية في المجتمع. ما هي الحبكة الرئيسية والرسائل التي تحاول توصيلها من خلال هذا العمل؟ إن الهدف من العمل هو تتبع القصة المركزية أي رحلة الزوجين عبر المراحل المختلفة للحياة الزوجية من اللحظة السحرية للحب الأول إلى تعقيد الصراعات الزوجية ومن السعادة المشتركة إلى وحدة الشيخوخة فكل مشهد هو مرحلة حاسمة في حياة الزوجين ومن خلال هذه اللحظات أسعى إلى اكتشاف هشاشة الحب والزواج ومرونتهما وجمالهما المتأصل. أما الرسائل التي أود إيصالها من خلال هذا العمل فهي متعددة منها واقع الزواج المتغير الذي غالبًا ما يكون بعيدًا عن القصص الخيالية ولكنه مع ذلك ثمين، ومن ثم الحاجة إلى التفاهم والتواصل والقدرة على التكيف لتجاوز معًا كل اضطرابات الحياة وأهمية تقدير كل لحظة لأن الحياة سلسلة من الفصول والزواج من أهم ركائزها. كيف كانت عملية تحويل العمل المسرحي إلى شاشة السينما؟ هل واجهت تحديات خاصة في هذا السياق؟ لقد كانت عملية تكييف "لعبة الزواج" بين التشخيص فوق خشبة المسرح والعرض السينمائي مغامرة مثيرة فالمسرح يتيح القرب المباشر من الجمهور بينما توفر السينما إمكانية الانغماس البصري الأكثر تفصيلاً، ويكمن التحدي الرئيسي في الحفاظ على العلاقة الحميمة العاطفية مع استغلال الإمكانيات البصرية للسينما ويتطلب هذا معالجات دقيقة بين العرض المسرحي والتقطيع الفني لخلق تجربة سينمائية غامرة مع الحفاظ على الجوهر المسرحي وهذا أمر ليس باليسير. ما هي العناصر التي حاولت تسليط الضوء عليها في الإخراج لتعزيز تجربة المشاهد؟ سعيت في عملية الإخراج  إلى تسليط الضوء على حميمية اللحظات التي يتقاسمها الثنائي ولقد تم استخدام عناصر ديكور رمزية وعناصر إنارة مركزة قصد إبراز والتأكيد على التحولات الزمنية كما  تم تركيز الاهتمام على التفاصيل العاطفية لأن هذا هو الحيز الذي يكمن فيه الجوهر الحقيقي للزواج. ما هي الجوانب التي ركزت عليها أثناء التعاون مع الممثلين والطاقم الفني؟ لقد كان التعاون مع فريق العمل أمرًا بالغ الأهمية فاختيار الممثلين اعتمد على قدرتهم على تجسيد العمق العاطفي للشخصيات وعملنا مع الفريق التقني وعلى رأسه مدير التصوير دو التكوين الصلب والتجربة الغنية في مجال التصوير السينمائي فاضل اشويكة يداً في يد لخلق جو بصري متماسك. ثم إن  مرحلة الإعداد القبلي والإنتاج ليسا خاليًين من التحديات فالانتقال من المسرح إلى السينما يتطلب فهمًا تفصيليًا لديناميكيات الوسيلتين التعبيريتين ولقد كان التنسيق مع الفريق التقني لضمان الانتقال السلس بين الصيغتين معقدًا ولكنه ضروري وتم التغلب على التحديات من خلال التخطيط الدقيق والتواصل المفتوح والشغف المشترك بالمشروع. كيف يمكن أن يؤثر الأداء المسرحي على تجربة الجمهور بالمقارنة مع العرض السينمائي؟ يوفر الأداء المسرحي القرب الفوري والتفاعل المباشر مع الجمهور فكل أداء فريد في نوعه مع طاقة واضحة يبذلها الممثلون على المسرح. ومن ناحية أخرى يتيح العرض السينمائي انغماسًا بصريًا خاصا، لأن حجم اللقطات المقربة والمتوسطة خصوصا وزوايا الكاميرا تسهم في تقديم تجربة مختلفة ولكنها بنفس القدر من القوة ويوفر كلا التعبيرين فرصة فريدة للمشاركة العاطفية ولكل منهما فوائده المميزة. ما هي العناصر التي تميز "لعبة الزواج" عن أعمالك السابقة؟ إن "لعبة الزواج" تتميز عن أعمالي السابقة بمعالجتها الزمنية والموضوعية ففي حين أن مشاريعي السابقة ركزت في كثير من الأحيان على لحظات محددة من الحياة، فإن هذا العمل ينسج شبكة سردية عبر عدة عقود لكن  بالنسبة لى الاستخدام المشترك للمسرح والسينما في العمل نفسه الذي يمثل اكتشافًا جديدًا ومحفزًا للسرد فقد أتاحت لي التجارب السابقة المنجزة بنفس الأسلوب تطوير معرفتي في هذا الشأن. هل كان لديك توجهات خاصة في اختيار الموسيقى والتصوير السينمائي لدعم أجواء العمل؟ لم نكن بحاجة إلى موسيقى أصيلة لهذا العرض فالتقطيع الفني هو الذي شكل جانبًا حاسمًا في جو العمل وتم تكييف التقطيع الفني للحفاظ على وتيرة آسرة مع السماح بلحظات مؤثرة من التأمل وكان الهدف هو خلق الانسجام بين العناصر البصرية لتعزيز التأثير العاطفي. هل تعتقد أن هناك اختلافًا في التفاعل مع الجمهور بين المسرح والسينما؟ من الطبيعي أن التفاعل مع الجمهور يتنوع بين المسرح والسينما لأن فوق الخشبة تكون الطاقة التشخيصية لحظية وتؤثر في استجابة الجمهور بأسلوب مباشرة على الأداء. أما في السينما فيتم توسيع التفاعل وغالبًا من خلال العروض والمناقشات بعدها، فالمفتاح هو إدراك هذه الاختلافات واحترامها والبقاء منفتحًين على الطرق المختلفة التي يستجيب بها الجمهور للعمل. وفي الختام، يمثل عرض "لعبة الزواج" اكتشافًا جريئًا للزواج من خلال مرايا المسرح والسينما، إنه عمل يطمح إلى تصوير مدى تعقيد هذه المؤسسة وإثارة التعاطف العام وفتح حوارات حول الجوانب المتعددة للحب وحياة الأزواج. وآمل أن يجد هذا العمل صدى لدى الجماهير وأن يستمر في إثارة الأفكار حول الروابط الإنسانية التي تتجاوز الزمان والمكان.

مشاركة :