كلمة أمام الكتّاب العرب..

  • 9/16/2017
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

على أجندات اجتماع المكتب الدائم للاتحاد العام للأدباء والكتّاب العرب، الذي ينعقد اليوم في العين الكثير مما هو مهم على مستوى التطوير والتعديل والعضوية في النظام الداخلي للاتحاد.. مثل تعديل النظام الأساسي واللائحة التنفيذية للاتحاد.. «.. لمواكبة المستجدات والتطورات المتسارعة في وطننا العربي..» كما قال حبيب الصايغ الأمين العام للاتحاد.. ومما هو على لائحة المناقشات أيضاً بحث عضوية الكتّاب العرب الأفراد في الاتحاد بعدما قطع سنوات طويلة وهو اتحاد (اتحادات وروابط كتّاب)، أي أنه كان اتحاد كيانات ثقافية عربية، ويصبح اليوم اتحاد أفراد أو اتحاد أعضاء، وعند هذه النقطة بشكل خاص نأمل من الاتحاد أن يأخذ في أولوياته النشر والتوزيع وحقوق الكتّاب المادية والمعنوية وترجمة أعمال أدبية عربية إلى لغات عالمية حية، ولن تغيب هذه المطالب الحيوية، بالتأكيد، عن العقل الإداري العملي للزميل الشاعر حبيب الصايغ أمين عام الاتحاد، المعروف بنشاطه الإداري المتميز، وقبل ذلك نشاطه الأدبي الشعري، الذي يستمد منه الكتّاب العرب أملاً ثقافياً نحو التغيير الإيجابي في كل آليات عمل الاتحاد العام للأدباء والكتّاب العرب. ما ذكر أعلاه أمر مهم على صعيد التنظيم والتعديل، غير أن الأهم وفي هذه المرحلة الثقافية والسياسية العربية هو تنظيم ندوة «الثقافة في مواجهة الإرهاب»، فما عاد الإرهاب اليوم إرهاب جماعات وتنظيمات وأفراد فقط؛ بل وإرهاب دول راعية وممولة للتطرف والعنف والكراهية وشق الصفوف، والتآمر على الهوية الخليجية العربية، واستقطاب جماعات شاذة عن القانون، واستقطاب قوى إقليمية تتدخل في استقرار وثقافة المنطقة.. وكل ذلك حين تتبناه دولة ما، فهي في حقيقة الأمر تتبنى مصطلح الإرهاب وتعممه ليس في المنطقة فحسب؛ بل، وفي العالم كله.في هذا الوقت السياسي والثقافي؛ بل، والنفسي العام تلتقي في الإمارات 59 شخصية ثقافية عربية من 16 دولة، أي أننا في تظاهرة كبيرة أحد مكوناتها الفكر والتأمل والرؤية، وما أحوج العرب اليوم إلى رؤية ثقافية موحدة تبدأ أولاً من نخبها وعناصرها العاملة بجدية ومسؤولية في الحقل الثقافي.الإرهاب.. آفة وبلوى ومرض وجنون مسعور يطوف بالعالم ويتدحرج من مكان إلى آخر بحمايات وغطاءات وتسهيلات دولية في بعض جغرافيات العالم .. الإرهاب لا تتم مجابهته ومحاربته ومحاكمته بالسياسة أحياناً، وبالسلاح في أحيان أخرى، وبالدبلوماسية في أحيان كثيرة فقط؛ بل، تتم مواجهة الإرهاب أيضاً بالثقافة، وإلى جانب هذا الفعل الحضاري المدني ننجح عربياً وعالمياً إذا جابهنا الإرهاب بالتربية التسامحية الإنسانية، وبالتعليم التنويري التعايشي الانفتاحي، وبالإعلام الفكري النقدي المهني والمثقف.الثقافة في مواجهة الإرهاب.. أمر هو تحصيل حاصل.. لكن المثقف وحده يظل عمله منقوصاً أو غير مكتمل إذا لم يقف إلى جانبه التربوي، والمعلم والصحفي، وعالم الاجتماع؛ بل وعالم النفس أيضاً، وأكثر من ذلك مطلوب من الموسيقي والرسام والمسرحي والمفكر والفيلسوف أن يحاكموا الإرهاب ومصطلحه وتداعياته.. فهؤلاء الفنانون هم أول من كفّرهم وألغاهم من الحياة قراصنة كبار سطوا على الحياة وسرقوا كل ما هو جميل منها.. ومن الناس. يوسف أبولوزy.abulouz@gmail.com

مشاركة :