مشروع كلمة الإماراتي يترجم 12 كتابا برازيليا لكتاب من أصول عربية

  • 5/6/2019
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

مختارات لاثني عشر كاتبا برازيليا من أصول عربية وأدباء وكتّاب تأثروا بالثقافة العربية ضمها كتاب “من المهجر إلى الوطن” الذي ترجم نصوصه كل من صفاء أبوشهلا جبران ومحمد مصطفى الجاروش وصدر عن مشروع كلمة التابع لدائرة الثقافة والسياحةـ أبوظبي، وتم إطلاقه ومناقشته ضمن فعاليات معرض أبوظبي الدولي للكتاب 2019 الذي اختتمت فعالياته مؤخرا. من بين هؤلاء الكتاب الذين ضمهم المؤلف الجديد ميلتون حاطوم أحد أبرز الكتاب البرازيليين المعاصرين وهو من أصل لبناني، حاز على جائزة “تيليكوم للأدب”، وجائزة “جابوتيه” عن أفضل رواية ثلاث مرات. ونجد كذلك رضوان نصار الحائز على ” كامويش” المرموقة على نطاق الأدب باللغة البرتغالية، أحد الكتاب البرازيليين الأكثر حفاوة لدى جمهور القراء. ومارسيلو معلوف الذي كانت بدايته صاعدة في الأدب البرازيلى، فقد حاز على جائزة ساو باولو الأدبية لسنة 2016، ويسلط كتابه الأول “رحابة الخراف الحميمة” الأضواء على التاريخ الشخصي المبعثر لجده اللبناني، وهو من أصل لبناني وسوري.أيضا ضمت المختارات فصلا من رواية لماريا فاليريا ريزينديه الحائزة على جائزة “كاسا دى لاس آميريكاس” عن أفضل رواية سنة 2006، وعلى جائزة “جابوتيه” عن أفضل رواية سنة 2015، وجائزة جابوتيه عن أفضل كتاب للناشئة سنة 2009، وقد كتبت 20 كتابا. بدأت عملها فى مجال التعليم خلال الستينات، مقدمة خدماتها فى مناطق برازيلية مختلفة وأيضا في دول عديدة. عاشت فى الجزائر حيث أنشأت علاقات وثيقة مع العالم العربى. فى روايتها الأحدث “أغان أخرى” 2016 استحضرت ذكرياتها عن الفترة التي عاشتها في الجانب الجزائري من الصحراء الغربية خلال السبعينات. الندوة التي أقيمت ضمن فعاليات معرض أبوظبي للكتاب أدارها غيث حسن وشارك فيها بعض الكتّاب ممن تمت ترجمة نصوص لهم ضمن هذه المختارات، وهم ميرنا كيروز وليونارد طنوس وماركو لوكيزي وآنا ميراندا ومارسيلو معلوف، والذين أعربوا عن سعادتهم بالحضور إلى معرض أبوظبي الدولي للكتاب ولقاء جمهوره، ليكشف كل منهم بعد ذلك عن التأثير العميق للثقافة العربية عليه وعلى الأدب البرازيلي والثقافة الأوروبية بشكل عام. أما الشاعرة والروائية آنا ميراندا الحائزة على جائزة “جابوتيه” مرتين 1990 و2003 والعديد من الجوائز ولها نحو 30 كتابا، بما فيها “أمريك” وهو أحد الكتب المشهود لها في ما يتعلق بالهجرة العربية إلى البرازيل خلال القرن التاسع عشر، فقالت “إن البرازيل بلد مختلف عن غيره في هذا العالم، بلد يضم الكثير من المساجد والكثير من المهاجرين العرب قديما وحديثا، لكن يمثل نموذجا للتعايش الخلاق خاصة مع العرب، هؤلاء العرب الذين أثروا تأثيرا واسعا في الثقافة البرازيلية عبر إضافة مفردات جديدة إليها أو عبر إبداعاتهم في مختلف الفنون والآداب، فهناك شعراء مهمون من أصل عربي تزهو بهم البرازيل. كما أن النساء والرجال العرب يتمتعون بالشجاعة والجرأة وهناك الكثير من القصص الإنسانية المثيرة يحملها هؤلاء المهاجرون”.وأضافت “علمنا العرب الأبجدية، فهناك أكثر من 6000 كلمة تستعمل في اللغة البرازيلية مأخوذة من اللغة العربية”. أما الكاتب الروائي مارسيلو معلوف فقال “من جاء بي إلى هنا هو جدي.. أنا حفيد مهاجرين لبناني وسوري، فالجد لبناني والجدة سورية، جدي هو أسعد معلوف الذي خرج من لبنان في سن مبكرة مضطرا بل مكرها، بعد أن شنق العثمانيون اثنين من أشقائه، فقرر الأب أن يدفع بابنه الوحيد المتبقي له إلى الرحيل ليقطع في عام 1921 رحلة حملت الكثير من الوحدة والألم والشقاء إلى البرازيل، حيث تعرف على ابنة أحد المهاجرين السوريين وتزوجها وأنجب أبي وأعمامي، وروايتي ‘الخراف القريبة من بعضها’ التي صدرت عام 2015 تحكي قصة جدي وارتحاله وغربته”. وتابع “جدي توفي عام 1967 أي أنني لم أره حيث ولدت عام 1974، لكن أبي ووالدتي وأعمامي باحوا لي بقصص معاناته، ومن أجل كتابة هذه المعاناة كان لا بد أن أعيش تجربة شبيهة، أن أعيش وحيدا ومعزولا وخائفا، كتبت وحشة وغربة ومرارات جدي انطلاقا من صعوده السفينة وانتهاء بوصوله إلى البرازيل ولقائه بجدتي. وعندما حصلت الرواية على جائزة برازيلية كبرى شعرت أنني صنعت مجدا وفخرا لعائلتي وأصولي”. وتحدث الشاعر والروائي والبروفيسور ماركو لوتشسي أستاذ الأدب المقارن في الجامعة الفيدرالية في ريو دي جانيرو وهو من أصول إيطالية، مشيدا ومستشهدا بقصائد الشاعر الفلسطيني محمود درويش بعربية ضعيفة، فقرأ قصيدة “أحنّ إلى خبز أمي”. ولوتشسي حاز العديد من الجوائز بما فيها جائزة “آلسيو دي آموروزو ليما” عن أعماله الشعرية سنة 2008، وجائزة “مارين سوريسكو” من رومانيا، وجائزة تمنحها وزارة الثقافة الإيطالية، كما فاز بجائزة “جابوتيه” ثلاث مرات، وقد ترجم الرومي إلى اللغة البرتغالية. ومن جهته، أثنى سعيد حمدان الطنيجي مدير إدارة النشر في دائرة الثقافة والسياحة–أبوظبي على الكتاب مؤكدا أن الأدب البرازيلي جدير بالترجمة والانفتاح على الثقافة العربية، هذه الثقافة التي أثرت فيه وشكلت عقل ووجدان الكثير من أدبائه المرموقين.

مشاركة :