اللبنانيون يأملون بمحاصرة الإرهاب بعد عودة الحريري إلى بيروت

  • 8/10/2014
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

أحدثت عودة رئيس الحكومة الأسبق وزعيم "تيار المستقبل" سعد الحريري الى بيروت إنقلاباً حقيقياً، وهو ما سيظهر في الأيام والأسابيع المقبلة على الصعد كلّها. ولعلّ العودة المتأخرة بعد ثلاثة أعوام للحريري هي أفضل بكثير من عدم العودة. فمنذ وصوله خلق الحريري شعورا بالارتياح الكبير ليس في صفوف أنصاره فحسب بل لدى جميع اللبنانيين الذين تنفّسوا الصعداء وإن تفاوتت ردود فعلهم. ولعلّ هذا الغياب القسري للزعيم الشاب بسبب النكسة السياسية التي تلقاها عام 2010 وما تلاها من خيبات، أضافت إليها الثورة السورية المستمرّة مرارة لدى من توسّم بالمعارضة السورية القدرة على إزاحة نظام بشار الأسد، ثمّ تعرّضه لخطر أمني جسيم وخصوصا بعد اغتيال قيادته الأمنية ممثلة برئيس فرع المعلومات اللواء الشهيد وسام الحسن، ثمّ قتل العقل المفكّر ل"تيار المستقبل" محمّد شطح، وما سبق وتبع من ظواهر أحمد الأسير وصولا الى "داعش" و"النصرة" اللتين حاولتا اجتذاب القاعدة السنية اللبنانية فوقعتا في الخطأ ذاته الذي قضى على الأسير ألا وهو تصويب النيران على الجيش اللبناني فانقلب السحر على الساحر، كلّ هذه المحطات وعّت سعد الحريري على أهمية تواجده وسط انصاره الذين افتقدوا زعيمهم ففتشوا عن بدلاء منهم الصادق ومنهم الوصولي ومنهم الطامح ومنهم المتطرّف حتى الجنون. وحده سعد الحريري كان قادراً على تصويب البوصلة. إنها قناعة تولّدت في الأشهر الأخيرة وتظهّرت من خلال الحراك الدبلوماسي الحثيث الذي عمل على عودة الشيخ سعد بكتمان قلّ نظيره. بأي حال لعلّ هذا الوعي الحريري الى أهمية وجوده الشخصي في لبنان ينسحب أيضا على خصومه السياسيين وخصوصا قوى 8 آذار. فهذه القوى اكتشفت متأخرة بأنّ إبعاد الحريري بالشكل الذي احتفلت به سابقا كان خطأ دفعت ثمنه غالياً. فقد اكتشفت هذه القوى أن خطاب سعد الحريري ضدّ النظام السوري وانتقاده الدائم لسلاح "حزب الله" ودعوته إياه للعودة من القتال في سوريا أهون بكثير من شرّ "داعش" وأخواتها، وأسهل بكثير أيضا من اختطاف الطائفة السنية اللبنانية على حين غرّة الى أنياب "داعش" الطامحة الى افتراس كلّ من هو مختلف عنها. عودة الحريري فسحة أمل للبنانيين بأنّ الإرهاب سيحاصر بفضل الدعم الكبير الذي تقدمه المملكة العربية السعودية بأمر من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز لمحاصرة الإرهاب من خلال استثمارها في لبنان في دعم القوات المسلحة الشرعية وقد دفعت المملكة لغاية اليوم 4 مليارات دولار لهذه الغاية فضلا عن مساعدتها الحريري على العودة لأنه يشكّل حصانة سياسية وأمنية مهمّة للبنان وقد أثبت غيابه القسري هذه الحقيقة.

مشاركة :