انطلقت مؤخراً، المحاضرات والورش الاستباقية لملتقى الشارقة الدولي للراوي في دورته ال17، والتي نظَّمها مركز التراث العربي التابع لمعهد الشارقة للتراث، حول «العلاج بالحكاية»، وقدمها الدكتور نمر سلمون، بالإضافة إلى ورشة تنشيطية قدمتها الدكتورة دلال مقاري، بعنوان «الحكواتي الراوي من التراث إلى المعاصرة»، وتضمنت هذه الورش اكتشاف قدرة الحكاية على علاج الذّات والبوح بما يدور في النفس.وقال الدكتور عبد العزيز المسلم، رئيس معهد الشارقة للتراث: «كثرت في العصر الحديث المشكلات النّفسيّة نتيجة عوامل كثيرة أثّرت بالفرد، ومن الطّبيعيّ أن يلجأ أصحاب هذه اﻷزمات إلى معالجين وأطبّاء نفسيّين، بحثاً عن حلول تساعدهم على تجاوزها، حيث إن اﻷساس في العلاج النّفسيّ هو إخراج الصّراعات الدّاخليّة في شكل تداعيات، تشكّل في النّهاية حكاية عامّة للألم، لذلك نُسلط الضوء في معهد الشارقة للتراث على هذه المواضيع، لأن الحكاية هي اﻷساس الّذي يعتمد عليه المعالج النّفسي في إيجاد الحلول، بالإضافة إلى ضرورة نشر الوعي بأهمية الموروث الشعبي الوطني ودوره الرئيسي في حياتنا».وتطرق د. نمر سلمون في اليوم الأول من الورشة إلى شرح عن مفهوم العلاج الحكائي الإبداعي الجديد، وتدريب المشتركين على تحليل المعاناة من خلال الحكاية لتصبح محوراً للبوح والعلاج، وقال: «هذا النّوع من العلاج يوفّر لصاحب اﻷلم جانباً إبداعيّاً بالتّعامل مع عذاباته، ليحوّلها إلى حكاية جذّابة مجهولة المؤلّف».وقدمت الدكتورة دلال مقاري، ورشة «الحكواتي الراوي من التراث للمعاصرة»، بهدف تدريب المشاركين على تقنيات الراوي التراثي والمعاصر، وعلى مفهوم الحكاية كوسيلة تأهيل وإعداد وإدماج الفرد في المجتمع، بالإضافة إلى إحياء فن الروي، عبر عدة طرق مثل الروي عن طريق خيال الظل، والدمى، ومسرح الجسد، والأقنعة.وقالت: «يقع على عاتقنا جميعاً نفض الغبار عن تُراثنا، أي إخراج التراث من الحالة المتحفية إلى حالة الآن وهُنا، ثم إلى المُستقبل، وأنا أراهن دائماً على المستقبل، فالتراث قادر على حِمل أعباء هذا الحاضر، وهو حصيلة مشاعر، وفلسفة، وعلم نفس، وإبداع إجتماعي، وجزء كبير من الورشة قائم على تقديم تمارين حيوية، جسدية، فكرية، ذهنية، وروحية، بالإضافة إلى المعالجة بالفن، عن طريق فهم كيفية استثمار الموروث الشعبي وفن الروي».وتنطلق ورشة الحكواتي المؤلف تحت عنوان «حكايات شعبية للمستقبل» 18 سبتمبر وتستمر لغاية 20 من الشهر الجاري.
مشاركة :