بيروت - تعهد الفرع السابق لتنظيم القاعدة في سوريا بمواصلة القتال ضد قوات الحكومة السورية وحلفائها الروس والإيرانيين وندد بمحادثات تجري في كازاخستان لوقف إطلاق النار. واتفقت روسيا وإيران وتركيا الجمعة على نشر مراقبين حول منطقة "عدم التصعيد" في محافظة إدلب التي تخضع إلى حد كبير لسيطرة مسلحين إسلاميين. ورغم إشادة الدول الثلاث بالاتفاق بوصفه انفراجة بعد شهور من المحادثات في آستانة عاصمة قازاخستان إلا أنها لم تقدم سوى تفاصيل قليلة. وتندرج الخطوة تحت اتفاق أشمل تقيم بموجبه البلدان المذكورة أربع مناطق "لعدم التصعيد" في أنحاء سوريا مع اقتراب الحرب من عامها السابع. وساهمت خطة عدم التصعيد في تخفيف حدة القتال في مناطق من غرب سوريا بين المعارضة وقوات الحكومة الموالية للرئيس بشار الأسد. وقالت جبهة النصرة سابقا إن عملية آستانة ترقى إلى حد استسلام الجيوب الخاضعة للمعارضة مضيفة أن ما بدأ بوقف إطلاق النار "سينتهي بإعادة المناطق لحكم بشار من جديد". وقطعت الجبهة علاقتها بالقاعدة في العام الماضي وغيرت اسمها وتقود حاليا هيئة تحرير الشام التي تسيطر على مساحات من إدلب في شمال غرب البلاد على الحدود مع تركيا. ويعيش في إدلب مليونا نسمة على الأقل وهي أكبر منطقة سكانية تخضع للمعارضة التي تضم بعض فصائل الجيش السوري الحر الذي شارك في محادثات آستانة. وزاد عدد سكان إدلب بشكل كبير مع انتقال آلاف من المدنيين والمقاتلين من مناطق انتزعها الجيش السوري بمساعدة الطيران الروسي وفصائل تدعمها إيران. وانتقدت هيئة تحرير الشام فصائل من الجيش السوري الحر لحضورها اجتماعات آستانة التي انطلقت بجهود دبلوماسية روسية منفصلة عن محادثات السلام التي ترعاها الأمم المتحدة في جنيف. وقالت هيئة تحرير الشام "نخشى أن يأتي اليوم الذي تصطف فيه تلك الفصائل إلى جانب الطيران الروسي وتقاتل من يرفض بقاء الأسد ونظام حكمه". وكانت بثينة شعبان مستشارة الرئيس السوري قالت الجمعة إن محاولات تقسيم سوريا فشلت وجددت تعهد الحكومة باستعادة كل مناطق البلاد بما فيها إدلب وغيرها. وحقق الأسد تفوقا عسكريا في الحرب ضد جماعات المعارضة ومنها فصائل تحصل على دعم من الولايات المتحدة وتركيا ودول خليجية. ونقلت الوكالة العربية السورية للأنباء عن مصدر بوزارة الخارجية قوله السبت إن دمشق ترى أي وجود لقوات تركية على أراضيها غير شرعي. وقال المصدر "سوريا تؤكد أن الاتفاق حول محافظة إدلب هو اتفاق مؤقت هدفه الأساس هو إعادة الحياة إلى طريق دمشق-حماة-حلب القديم وانسياب كل حركة النقل بأشكالها إلى حلب". وكانت الحكومة سيطرت بالكامل على مدينة حلب شرقي إدلب العام الماضي في ضربة قوية للمعارضة. ويقول منتقدون إن خطة عدم التصعيد تقسيم فعلي للبلاد بعد سنوات من الصراع متعدد الأطراف. وتنفي موسكو وطهران وأنقرة ذلك وتقول إن مناطق عدم التصعيد مؤقتة رغم إمكانية تمديدها بعد فترة الستة أشهر المبدئية. وتسيطر هيئة تحرير الشام على الجزء الاكبر من محافظة ادلب. وتقلص الى حد كبير وجود الفصائل المقاتلة المعارضة الممثلة في محادثات استانا في المحافظة. وقال رئيس وفد الحكومة السورية بشار الجعفري في ختام محادثات استانا الجمعة "اختتمت اليوم بنجاح الجولة السادسة من اجتماعات استانا حيث جرى الاتفاق على عدد من الوثائق أبرزها الوثيقة المتعلقة بانشاء منطقة لخفض التوتر في محافظة ادلب". وأوضح رئيس تحرير صحيفة الوطن السورية وضاح عبدربه ان "استانا هو اتفاق دولي تحترمه الجمهورية العربية السورية لكنه لا يشرعن في اي حال من الاحوال وجود اي قوات اجنبية تركية او غير تركية على الاراضي السورية دون تنسيق مباشر مع حكومة الجمهورية العربية السورية". وكانت روسيا نشرت بالفعل عناصر من شرطتها العسكرية في العديد من مناطق خفض التوتر لمراقبة الالتزام بوقف اطلاق النار. وتدخلت تركيا عسكريا في شمال سوريا في آب/اغسطس العام 2016 دعما لفصائل مقاتلة وتم خلال العملية طرد تنظيم الدولة الاسلامية من مناطق حدودية. واعتبرت دمشق في حينه التواجد التركي على اراضيها عملا "عدوانيا"، مطالبة الامم المتحدة بادانته. وتركز اجتماعات استانا على بحث تثبيت وقف اطلاق النار في سوريا في حين تركز اجتماعات جنيف بين وفدي المعارضة والنظام على بحث العملية السياسية.
مشاركة :