أكد وزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء وزير الإعلام بالوكالة الشيخ محمد العبدالله أنه «لا يملك أي دليل على وجود ترتيبات ومساع إعلامية تهدف إلى إفشال جهود سمو الأمير في الوساطة الخليجية – الخليجية»، مشيراً إلى أنه «يقف دائما ضد تفكير ونظرية المؤامرة ما لم يتوافر الدليل بذلك»، مضيفا «لا أحب أن أخوض بالمؤامرات لأني أبحث عن الاسباب ومن بعدها اتكلم». وقال العبدالله في الحلقة النقاشية الختامية للملتقى الإعلامي الشبابي الذي أقيم مساء أمس الأول في فندق جي دبليو ماريوت إن «الإعلام (الواطي) الذي أشار إليه سمو الأمير في زيارته الأخيرة إلى واشنطن لا يعتبر بكل تأكيد خير نموذج، فهو نموذج سيئ يجب العمل على تجنبه وعدم تبنيه». وعن عدم ملامسة الحملة الإعلامية لرؤية الكويت 2035 للكويتيين لترسيخها في أنفسهم، قال «أنا أمثل نفسي وليس الحكومة في هذا الرد، واجزم أن ثقة المواطن في حكومته تكاد تكون معدومة لأسباب عدة وعلى مر العقود، ولذلك فإن أي مشروع يتم الحديث عنه أو محاولة لإبرازه سيواجه بالفشل لأن المتلقي غير مستعد لتلقي هذه الرسالة». وأضاف «لم يكن لدي تصور أو لدى المواطنين قبل سبع سنوات بأن مشروع تطوير الطريق السريع من الجهراء إلى مدينة الكويت الضخم سيسهم بالفعل في سلاسة استخدام الطريق وتخفيف معاناة أهالي المنطقة، لأن البناء يحتاج إلى سنوات طويلة والانتقاد يهدم في ثانية واحدة». وبين أن «تزايد الإنجازات الإيجابية سيسهم في تغيير الرسائل المرسلة إلى المتلقي ليكون أكثر إيجابية»، مضيفا «لا أعتقد بأن الفشل كان في الدعاية، لان المتلقي لم يكن جاهزاً». وحول مدى الثقل الذي تشكله وسائل التواصل الاجتماعي على مجلس الوزراء وكيفية احتواء ومعالجة القضايا التي تثار في تلك المواقع، قال «أعترف بأن تفاعل الحكومة مع مفهوم الإعلام الجديد أبطأ من أشقائنا في دول المجلس، ومع ذلك هناك وزارات عدة يجب أن تشكر على جهودها مثل الصحة والبلدية والأشغال والتجارة والعدل التي خصصت حسابات لتلقي الاقتراحات والشكاوى من أجل التفاعل مع كل ما يطرح في تلك المواقع». وأضاف «لاشك توجد مزايا عظيمة وكبيرة في الإعلام الجديد، واذا أحسنا استخدامه واستغلاله فسينعكس ذلك إيجابا على المجتمع ككل»، مشددا في الوقت نفسه على «ضرورة الابتعاد عما وصفه بـ (مساوئ) هذه المواقع». وحول دور المتحدث الرسمي في وزارات الدولة في الرد على كل ما يثار في مواقع التواصل، أكد أن «المتحدث الرسمي يقوم بدوره في عملية الرصد والمتابعة وإعداد التقارير»، مضيفاً أن «نفي الإشاعات يتطلب امتلاك الحقيقة وخصوصا وأن الإشاعات التي تطلق في الفضاء الحر داخل الكويت تتعدى بأضعاف الاخبار الصحيحة». وقال: «جهاز الناطق الرسمي يتبعني شخصياً، وأنا من طالب بعدم الرد على الإشاعات لأنه يجب أن يكون هناك معيار معين للتعامل معها، وللقيام بهذا العمل يحتاج الجهاز أن يمتلك كل المعلومات وأن تتعاون معه كل المؤسسات الحكومية وهو أمر غير وارد الآن»، لافتا إلى أن «هناك 64 متحدثا رسميا يجتمعون بشكل مستمر مع الناطق الرسمي بهدف وضع نظام يمكن الناطق الرسمي بالحديث نيابة عنهم بعد أشهر أو سنوات». وعن تبسيط وزارة الإعلام لخطة التنمية من أجل أن يتحسسها المواطنون، رأى العبدالله أن «الملتقى ليس لديه استعداد للاستماع إلى أي شيء يقدم من الحكومة لأنه لا يملك الثقة تجاهها»، مؤكدا «السعي حاليا لإيجاد طريقة بهدف أن تكون هناك مشاركة فعالة للمجمتع مع الخطة». وأضاف: «مهما عملنا فسنكون مقصرين، ومهما أسرعنا فسنكون أبطأ من الطموح المجتمعي وبالتحديد الشبابي، ولكن هذا ما بيدنا الآن». أما بخصوص وجود وعي لدى الشباب العربي بما يحيط به من أخطار وخصوصا بعد أحداث ثورات الربيع العربي، فاعتبر العبدالله أن «الربيع العربي فتح أعين البعض على أهمية مفهوم مواقع التواصل الاجتماعي والإعلام الحديث الذي لم يكن يستخدمها إلا الشباب»، مشيراً إلى أن «تفاعل الشباب في عامي 2011 - 2012 عن طريق هذه الوسيلة أصبح أكثر وضوحا لمتخذ القرار». وقال: «من باب الانصاف، فإن الحكومات العربية منذ عام 2011 حتى العام الماضي تطورت بشكل ايجابي اتجاه الشباب ووضع خططها من اجل تبنيهم وصقلهم في المواهب المطلوبة»، مضيفا «وان كان طموحهم اكثر مما هو متوافر، إلا ان السير في الاتجاه الصحيح وتحقيق بعض الانجازات افضل من لا شيء». اما بالنسبة لمدى تأثير وسائل التواصل الاجتماعي على الاعلام ومتخذي القرار، وأكد العبدالله ان «تأثير الشباب على الاعلام من خلال مواقع التواصل الاجتماعي قوي جدا، واضاف ان تلك المواقع اصبحت اليوم أحد المؤشرات الرئيسية التي يتم الرجوع اليها مهنيا ووظيفيا لمعرفة اتجاهات وآراء معينة». وأضاف: «كل من يحمل هاتفاً ذكياً أصبح إعلامياً، وأصبح بأهمية الوسائل الاعلامية العالمية، لأنه يمكن نشر أي معلومة أو فكرة سواء كانت إيجابية أو غير إيجابية»، مبيناً أن «هناك مسؤولية عظمى ملقاة على عاتقنا اليوم تجاه تثقيف الشباب حول كيفية استخدام هذا الهاتف بشكل صحيح وسليم». وعن القوانين التي أقرت أخيراً في شأن الإعلام الجديد وهل آتت ثمارها، أكد العبدالله أن «دور الحكومات هو تطبيق كل ما يصدر من تشريعات وقوانين بهذا الشأن، بالإضافة إلى سن التشريعات التي تحمي المجتمع من المخاطر بكل أنواعها»، مضيفا «غير معقول أن يسمح لي بالشتم في وسائل التواصل الاجتماعي ويمنع في وسائل الإعلام التقليدي». وأضاف «من هذا الباب جاءت القوانين لتوحد بين مفاهيم الإعلام بمختلف أنواعه، وقانون الإعلام الإلكتروني هدفه تقنين وسائل الإعلام الإخبارية في الفضاء الرقمي، لأنه لا يمكن أن تكون هناك متطلبات معينة لإصدار جريدة أو إنشاء قناة تلفزيونية أو إذاعية، ومن أجل نشر ذات المواضيع في الفضاء الإلكتروني يكون الأمر مفتوحا وبدون تنظيم». وأكد أن «قانون الإعلام الإلكتروني نظم عمل المؤسسات الإعلامية سواء الشخصية أو العامة في عملية نشر الأخبار»، لافتا إلى أن «هناك قوانين أخرى صدرت بهدف حماية المجتمع مثل قانون الجرائم الإلكترونية والذي قد يراه البعض تعدياً على الحريات الشخصية»، مضيفا «لا توجد حرية مطلقة، ويجب أن تكون هناك حدود قانونية لحماية المجتمع». على هامش الحلقة أفكار جميلة اعتبر العبدالله ان اجتماع 17 وفدا عربيا في هذا الملتقى الذي يأتي ضمن فعاليات الكويت عاصمة للشباب العربي بمثابة المناسبة الغالية، مضيفا «حظينا بأفكار (جميلة) وأطروحات (أجمل) من قبل هؤلاء الشباب». تراجع أمام 1000 قناة علق العبدالله على سؤال يتعلق بسحب القنوات الأخرى البساط من تلفزيون الكويت بالقول «بكل اعتزاز وفخر سحب البساط منا نتيجة التطور الكبير الذي شهده الإعلام خلال السنوات الماضية، وخصوصا وأن هناك اليوم أكثر من 1000 قناة تلفزيونية متنوعة ومختلفة، ولعل هذه إحدى سلبيات ذلك التطور». إعادة الريادة للإنتاج الكويتي أكد العبدلله أن المسؤولين في وزارة الإعلام على رأسهم الوكيل طارق المزرم يقومون بخطط كبيرة جدا من أجل إعادة ريادة الانتاج الكويتي الإعلامي في كل مجالاته، مضيفا «بعض تلك الخطط بدأنا نتلمس نتائجها والبعض الآخر لن نتلمسه إلا بعد مرور 6 سنوات». تقصير تجاه القدوة طالب العبدالله الشباب بأهمية السعي لاختيار القدوة الحسنة الذي يجب أن نضعه في أعيننا، معتبرا أن ثمة تقصيراً في إعطاء القدوة الحسنة المساحة الإعلامية الكافية لجذب الشاب. «الماكينة» الحكومية والخاصة أكد العبدالله أن الإعلام الحكومي أينما كان لن يلبي طموح الشباب وخصوصا وأن «الماكينة» الحكومية هي أثقل وأبطأ بكثير من «ماكينة» القطاع الخاص، معتبرا في الوقت نفسه أن الشباب بمثابة الوقود الذي يشعل هواء الاعلام الجديد. حارس البوابة أوضح العبدالله أن الكويت قامت قبل أشهر معدودة بطرح مناقصة لتنفيذ تقنية حارس البوابة gate way الذي يحصن الجهاز المعني في كل المؤسسات من أي اختراقات. ولفت إلى أن «حارس البوابة» هو للتأكد من أمان الشبكة وعدم السماح باختراقها، ومعرفة تفاصيل محاولات المخترق وهويته.
مشاركة :