القوات العراقية تُحرِّر عكاشات في عملية خاطفة تمهيداً للحسم قرب الحدود مع سورية - خارجيات

  • 9/17/2017
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

بغداد - وكالات - نجحت القوات العراقية بتحرير ناحية عكاشات، في إطار عملية عسكرية خاطفة تندرج ضمن سلسلة عمليات تمهيدية بدأتها، أمس، لاستعادة مناطق يسيطر عليها تنظيم «داعش» في غرب محافظة الأنبار قرب الحدود مع سورية، في حين سجلت أزمة «استفتاء الأكراد» تطوراً بارزاً، مع طلب واشنطن من أربيل التخلي عن هذه الخطوة. وأعلنت قيادة العمليات المشتركة العراقية، في بيان، بعد ظهر أمس، إن «قوات الجيش والحشد الشعبي والحشد العشائري والفوج التكتيكي لشرطة الانبار» حررت «ناحية عكاشات بالكامل» وفتحت «طريق تقاطع عكاشات على الخط الدولي»، لافتة إلى أن «عمليات التطهير مستمرة». وتقع المنطقة عند مفترق الطريق بين شمال غربي الرطبة وجنوب شرقي القائم، اي 310 كيلومتراً غرب الرمادي التي استولى عليها «داعش» مطلع العام 2014. وتضم المنطقة مخازن ومعسكرات للتدريب وورش لصنع العبوات الناسفة ومركز للقيادة والتحكم وخنادق لعناصر التنظيم. وكان الناطق باسم «الحشد الشعبي» احمد الاسدي أعلن صباح أمس ان العملية انطلقت من اربعة محاور وتهدف الى «تطهير المنطقة الاستراتيجية من رجس الدواعش». واشار الى ان «العملية رد سريع ومباغت على العملية الارهابية التي استهدفت الابرياء من اهلنا في الناصرية»، في اشارة الى الهجوم الدامي الذي نفذه «داعش» على مطعم وحاجز تفتيش، وأسفر عن مقتل 84 واصابة نحو مئة اخرين الخميس الماضي. وعشية انطلاق العملية، ألقت طائرات القوة الجوية آلاف المنشورات على مناطق عكاشات وعنة وراوة والقائم غرب الانبار، تتضمن توجيهات للأهالي وتبلغهم بالعملية الوشيكة. كما تضمنت المنشورات تحذيراً لـ»الدواعش» وطالبتهم بـ»تسليم أنفسهم والخضوع لمحاكمة عادلة أو الموت بنيران القوات المسلحة». من جهته، أوضح قائمقام قضاء الرطبة عماد مشعل أن «منطقة عكاشات تعتبر من المناطق المهمة لداعش حيث كان يستخدمها منطلقا لهجمات باتجاه المدينة وباتجاه القطع العسكرية المحيطة بالرطبة على الخط الدولي السريع»، لافتاً إلى أن «تحرير المنطقة سيساهم بالحد من تلك الهجمات الإرهابية ضد المدنيين والأجهزة الأمنية بالرطبة». وكانت القوات العراقية تمكنت من استعادة أغلب مدن محافظة الانبار التي استولى عليها «داعش» العام 2014 في سلسلة عمليات عسكرية بدعم من التحالف الدولي، لكن المتطرفين لا يزالون يسيطرون على عدد من المدن القريبة من الحدود السورية. من جهة أخرى، طالب البيت الأبيض اقليم كردستان العراق بالتخلي عن مشروع تنظيم استفتاء على الاستقلال في 25 سبتمبر الجاري، معتبراً أن اجراء هذا الاستفتاء سيكون خطوة «استفزازية» و«مزعزعة للاستقرار». وذكرت الرئاسة الاميركية، في بيان، أن اجراء الاستفتاء سيقوض الجهود الرامية للقضاء على تنظيم «داعش» وكذلك الجهود الرامية «لارساء الاستقرار في المناطق المحررة». واضاف البيان الذي صدر بعيد مصادقة برلمان الاقليم الكردي، ليل اول من امس، على اجراء الاستفتاء في 25 الجاري: «ندعو حكومة الاقليم الكردي الى التخلي عن الاستفتاء والبدء بحوار جدي ومتواصل مع بغداد، وهو حوار لطالما كانت الولايات المتحدة مستعدة للمساهمة في تسهيل حصوله». بدورها، أعربت الحكومة البريطانية عن رفضها إجراء الاستفتاء، معتبرة أنه «يتضمن مخاطر بزيادة عدم الاستقرار في المنطقة في وقت يتم التركيز فيه على هزيمة (داعش)». من جهتها، قدمت الأمم المتحدة مقترحاً لرئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني يقضي بالعدول عن الاستفتاء، في مقابل المساعدة على التوصل إلى اتفاق بين بغداد وأربيل في مدة أقصاها ثلاث سنوات. وحسب الوثيقة التي قدمها المبعوث الأممي إلى العراق يان كوبيس الخميس الماضي لبارزاني، فإن المقترح يقضي بشروع الحكومة العراقية وحكومة الإقليم على الفور بـ»مفاوضات منظمة، حثيثة ، ومكثفة ... من دون شروط مسبقة وبجدول أعمال مفتوح على سبل حل كل المشاكل، تتناول المبادئ والترتيبات التي ستحدد العلاقات المستقبلية والتعاون بين بغداد وأربيل». ويتعين على الجانبين اختتام مفاوضاتهما خلال عامين إلى ثلاثة أعوام، ويمكنهما الطلب «من الأمم المتحدة، نيابة عن المجتمع الدولي، تقديم مساعيها الحميدة سواء في عملية التفاوض أو في وضع النتائج والخلاصات حيز التنفيذ». من جهته، أوضح كوبيس أنه يتوقع رداً من بارزاني خلال «يومين أو ثلاثة». وفي السياق نفسه، رفضت إيران بشكل قاطع تقسيم العراق، محذرة من أن نزعة الانقسام «لو انطلقت لن يكون لها نهاية في المنطقة». ونقلت وكالة الانباء الرسمية الإيرانية (ارنا) عن رئيس مركز الدراسات الاستراتيجية في مجمع تشخيص مصلحة النظام علي ولايتي قوله إن إيران «حليف استراتيجي للعراق وتوافق مع أي قرار تتخذه الحكومة المركزية في بغداد». واعتبر ان نزعة الانقسام لو انطلقت لن يكون لها نهاية في المنطقة، وأنها تصب لصالح القوى «الاستعمارية والمتغطرسة لا سيما اميركا واسرائيل».

مشاركة :