نجاة مكي: الفن رسالة سلام تتجاوز الهويات الضيقة

  • 9/17/2017
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

حوار: نجاة الفارسالفنانة التشكيلية الإماراتية الدكتورة نجاة حسن مكي، رمز من رموز الفن التشكيلي في الإمارات، حاصلة على درجة الدكتوراه في مجال المسكوكات المعدنية سنة 2001، وعلى ماجستير نحت بارز وميدالية سنة 1998، ودبلوم عام في الفنون الجميلة سنة 1996، وبكالوريوس فنون جميلة سنة 1982 وذلك من كلية الفنون الجميلة في القاهرة، وهي عضو في عدة جماعات وجمعيات محلية ودولية للفنون والتراث، منها جمعية الإياب للفن التشكيلي باليونيسكو، كما تم تكريمها عدة مرات محلياً ودولياً. في هذا الحوار تؤكد مكي أن الفن رسالة سلام تتجاوز الهويات الضيقة وتهدف إلى زرع بذور الخير والمحبة بين الجميع. كيف تنظرين إلى مشهد الفن التشكيلي الإماراتي؟- نهنئ أنفسنا كفنانين بالنجاح المتسارع لحركة الفن التشكيلي على مستوى الدولة ككل، ففي كل إمارة نشاط جميل لا يستهان به، وهذا يوضح كيف ينظر المسؤولون للفن بأنه نافذة توصل الأمم للمستقبل المشرق، لقد تقدمت الإمارات تقدماً لافتاً في الحركة التشكيلية في الوطن العربي والخليج.ما هي أهم محطات تجربتك في الفن التشكيلي؟- في البدايات كان المعرض الأول محطة مهمة في حياتي، وقد أقيم في نادي الوصل في الثمانينات تحت رعاية المجلس الأعلى للرياضة والشباب، وغيّر الكثير من نظرتي للفن، وطوّر من أسلوبي. وكان لتواصلي مع جمهور النادي في المعرض الذي جذب فئات كثيرة من لاعبين ومسؤولين وموظفي الإدارة، حافزاً كبيراً في تشجيعي ودفعي قدماً.أما المحطة الثانية فهي حصولي على البكالوريوس، وكذلك وجودي في مجلس دبي الثقافي، وفي مجلس جمعية الإمارات للفنون التشكيلية، كما أن مشاركتي في معارض محلية وخارجية، أضاف الكثير لتجربتي في الاستفادة من آراء الآخرين، فالنقاش أثناء المعارض له أهمية كبيرة، والتواصل مع الآخرين من متذوقي الفنون أمر أساسي بالنسبة للفنان.كما أن وجودي في بعض الدول من خلال الإقامة الفنية، مثل الصين وفرنسا وألمانيا والجبل الأسود، أتاح لي فرصة التقاء طلبة المدارس من مختلف المستويات، وكذلك لقاء طلبة من ذوي الإعاقة، فرحلتي إلى الجبل الأسود كانت مفيدة جداً في إبداع لا مثيل له، خاصة ورشة المتحف الحربي، بالإضافة إلى إقامة معرض فني لي في نفس الفترة، وكان الجمهور مختلفاً عن الجمهور العربي مما شكل تجربة جديدة بكل المقاييس.وقد قدمت العديد من ورش العمل في كافة إمارات الدولة منها ورش عمل في برنامج خاص باليوم الوطني في دبي، وورش في معرض 421 في أبوظبي، إلى جانب العديد من الأنشطة والفعاليات التي تقيمها هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة، حيث تتم دعوتي مع فنانين آخرين مثل الدكتور محمد يوسف ومحمد القصاص وعبيد سرور وغيرهم مما يثري تجربتنا أثناء تبادل الأفكار ووجهات النظر والعمل معاً.أيضاً عمل الفنان في الاستوديو الخاص به، محطة مهمة تؤثر في تجربته فهو كل يوم يكتشف تجربة جديدة أو جميلة، ويحب أن يتعرف الجمهور إليها، من خلال مزج ألوان وخامات أخرى، فالفنان لا بد أن يطور من مسيرته حتى لا يمله الجمهور، وبالنسبة لي أطور من خاماتي وأفكاري حسب الزمن الذي أعيشه مع المحافظة على الثوابت والقيم المجتمعية الدينية والأخلاقية.كيف تنتقين عناوين معارضك الفنية؟ــ من خلال الفكرة، أو حسب الوقت فنحن حالياً في عام الخير، يتجلى ذلك ضمن عملي الفني في مضمون اللوحات أو من خلال ألوان أو ثيمة معينة أو رمز.شاهدنا في عدد من أعمالك لوحات على شكل دائرة ودون إطار ما الهدف من ذلك؟- التغيير جميل وكسر الروتين كذلك، كما أن انتقال الفنان من مرحلة إلى أخرى يغير من مفهومه للعمل الفني ويبدل من أفكاره، وقد سبق أن تعاونت مع الصحفي حكيم عنكر في عمل بعنوان «مدارج الدائرة»، كانت رؤية صوفية اتجهت فيها إلى الدائرة لأن لها رمزية كبيرة في الحياة والموت، في البداية والنهاية وذلك في جميع الثقافات، كما أنها تمثل حدقة العين فنشاهد العالم من خلالها، وعادة لا أحب الوقوف على شكل معين، اشتغلت على الدائرة وربما أشتغل على المكعب أو المثلث، فأنا دائماً في رحلة بحث متواصل كي أعطي بعداً وعمقاً واكتشافاً أجمل.ترسمين أحياناً بأصابع يديك وتتركين الفرشاة ما السر في ذلك؟- أميل إلى الرسم بالأصابع كوني نحاتة وأستخدم الطين، الرسم بالأصابع فيه إحساس مختلف عندما تلامس أصابعي اللوحة، الفرشاة جميلة أستخدمها وأستخدم أدوات أخرى، لا أتقيد فقط بالفرشاة، الفنان يجب أن يكون مستعداً، قد يرسم بقطعة خشب أو حجر صغير بورقة أو عود ثقاب.من أين تستوحين أعمالك؟- من البيئة المعاشة ومن المكان، ربما من وجه طفل أو بسمة امرأة أو منظر غريب ولا شك في أن الأحداث اليومية تشكل هاجساً فنياً، حتى الأحداث المأساوية أعيشها بلون فرح ويظل الحزن في القلب.قدمت العديد من الورش الفنية للأطفال، إلى أي مدى يمكن للاشتغال بالفنون أن يساهم في صقل شخصية الطفل وتوجيهها؟- الطفولة هي أساس الإبداع، الطفل عبقري دائماً يكتشف ما حوله ولديه إحساس مرهف يصف لنا عالماً غير موجود سوى بروحه الداخلية، ونحن نتعلم منه كيف نقتبس من الدمعة وردة.ما هو دور الفن والفنانين في حماية المجتمع من التطرف والإرهاب؟- دور الفن سلمي دائماً يتجه إلى المحبة وزرع بذرة الخير من خلال لوحة جميلة، والفنان قد يحول خامات من البيئة مثل ماكينة متعطلة، إلى وردة أو حصان. نحن الفنانين لا بد أن نتحد ونعطي صورة أخرى للفن، ليس بالدم يرتقي الإنسان، بإمكان الفنانين فتح نوافذ أخرى كأن يذهب ريع معرض ما إلى أطفال مخيم أو يتامى أو جهات خيرية إلى مسجد أو كنيسة، أنا كفنانة لا بد أن لا يكون عندي تطرف، وأن أفتح الحوار مع الآخر بغض النظر عن هويته، نحاور الآخرين بعيداً عن الدين والسياسة بمبادئ قيّمة فالإسلام هو سلام ولا بد أن ينعكس السلام الداخلي على السلام الخارجي.

مشاركة :