الخلل الهرموني يسبب فقدان التوازن

  • 9/17/2017
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

بدأ يشعر بالعطش الشديد والدائم، ولا يروي ظمأه الماء الكثير، فهو يشرب بمعدلات كبيرة، ورغم ذلك تنتابه حالة من العطش المستمر، ويدخل الحمام بشكل متكرر، فهو يعاني كثرة التبول، نصحه المقربون بالذهاب للطبيب لأن الموضوع زاد عن الحد الطبيعي والمعتاد، وهمس بعض المقربين في أذنيه بأنه مصاب بمرض السكري، حيث أكدوا له أن ما يعانيه هو جزء من أعراض داء السكري.شعر الشاب بالخوف فهو لم يتجاوز الثلاثين من عمره، وظل يسأل من حوله من كبار السن المصابين بمرض السكري ليتأكد بنفسه، فهو يخشى الذهاب إلى الطبيب ويصدم بأنه أصيب بالسكري، تردد كثيراً بعد سماع من حوله، فهناك بعض الأعراض لم تظهر عليه، ولكن الشك بدأ يتسلل إلى داخله أنه مصاب بداء السكري، رغم أن أبويه لم يصابا بهذا المرض، وأصابته حالة من القلق والتوتر، وحاول أن يطبق على نفسه نظاماً غذائياً صارماً قبل الذهاب للطبيب، ولكن الحالة مستمرة من دون تراجع في حدتها، وأخيراً قرر الذهاب للطبيب لتناول علاج السكري، لأنه استسلم للأمر الواقع، وظن أنه مصاب بهذا المرض، وكانت المفاجأة عند سماعه من الطبيب أنه ليس مصاب بمرض السكري، وأن ما لديه هي أعراض مرض آخر ليس له علاقة من قريب أو بعيد بمرض السكري، فقط يطلق عليه المتخصصون والأطباء مسمى مرض السكري المزيف، أو الكاذب، نتيجة تشابه جزء من أعراضه مع مرض السكري، وفي هذا الموضوع سوف نتناول مرض السكري المزيف بشيء من التفصيل، مع ذكر أسبابه وطرق الوقاية والعلاج المتاحة للتخلص من هذا المرض المتعب والمرهق.عطش كبيرتشبه أعراض مرض السكري المزيف إلى درجة كبيرة جزءاً من أعراض داء السكري عموماً، ومن هنا جاءت التسمية فقط، حيث يشعر المصاب بالعطش المستمر، ويصحب ذلك تكرار التبول بصورة مرهقة للغاية، وهذا المرض يصيب الصغار والشباب والكبار، ويهاجم بعض السيدات في أوقات الحمل، ويظن الكثير من الأشخاص أنهم أصيبوا بمرض السكري الحقيقي، وتنتابهم حالة من الحزن والاكتئاب الذي يمكن أن يقودهم إلى الإصابة الفعلية بالسكري، ورغم ذلك فهو من الأمراض التي يسهل التخلص منها، والخطورة فقط أنه يمكن أن يسبب حالة من الجفاف في حالة عدم تعويض كميات المياه والسوائل المفقودة، إضافة أنه يرهق الكليتين بشكل كبير، على اعتبار أنهما في حالة عمل مستمر، كما يتعرضان للملوحة المستمرة، ويمكن أن يسبب بعض المضاعفات الحادة، مثل الهبوط الحاد في الدورة الدموية، وتضرر القلب، وكذلك حدوث زيادة عالية في مستويات الصوديوم في الجسم، ويسبب في بعض الحالات ارتفاع درجة الحرارة، وهذه المضاعفات يمكن أن تؤدي إلى وفاة بعض الأطفال الضعاف من صغار السن، وأيضاً بين كبار السن الذين يعانون بعض الأمراض الأخرى، ولكنه قلما يقود إلى حالة الوفاة بين المراهقين والشباب والرجال، إلا في صورة نادرة للغاية، عندما يصل الإهمال إلى درجة الإصابة بالجفاف الحاد الذي يؤثر عفي بعض خلايا المخ ويتلفها، ويتسبب بحدوث حالة إعاقة مستمرة، أو الوصول إلى الموت، ولكن سرعة السيطرة عليه قللت من مضاعفاته وخطورته إلى درجة كبيرة، وساهمت في السيطرة عليه، وتقليل مضاعفاته لدرجة كبيرة. الحقيقي والمزيفتسود بعض المفاهيم الخاطئة التي تربط بين مرض السكري الحقيقي وبين المزيف، فعلى سبيل المثال يظن البعض أن هذه المشكلة تسبب ارتفاعاً أيضاً في مستوى السكر داخل الدم، ولكن لا دخل لهذا المرض في ارتفاع، أو انخفاض مستوى السكر في الجسم، كما أن هناك اختلافاً كبيراً في أسباب حدوث السكري المزيف والحقيقي، وأساليب علاج السكري المزيف بعيدة كل البعد عن طريقة علاج مرض السكري، سواء النوع الأول، أو الثاني، وما يميز مرض السكري المزيف هو تناول المريض كمية ضخمة من الماء والسوائل على مدار اليوم، وفي حالة عدم تناول هذه الكمية سوف يهاجمه الجفاف بسرعة، ويصاب بالإعياء والتعب السريع، نتيجة حدوث خلل ضخم في التوازن بين الأملاح داخل الجسم، حيث ترتفع نسبة أملاح الصوديوم والكلورايد في الدم بصورة كبيرة، ما يؤدي إلى زيادة ملحوظة في كثافة الدم، ومن ثم يحدث خلل في حالة الإدراك، ويشعر الشخص المريض بالتشتت وفقدان التركيز، وبعض الأشخاص يصابون بحالة من التشنج وفقدان الوعي، في حالة عدم تشخيص المرض بشكل صحيح، وبدء مرحلة علاج الآلية التي تنظم عملية إخراج البول، لأن عملية التبول تستمر أثناء النهار والليل بصورة مرهقة ومتعبة ومضرة، ويفقد الأطفال جزءاً كبيراً من الشهية وتتراجع معدلات النمو عن الحد الطبيعي.خلل في الدماغيصاب الشخص بمرض السكري المزيف نتيجة أسباب عدة، والعامل الأساسي في الإصابة بهذا المرض هو حدوث مشكلة في جزء من منطقة الوطاء بالدماغ، أو تلف حدث داخل الغدة النخامية، وغالباً ما يكون السبب هو الإصابة بأحد الفيروسات الشديدة، ويحدث ذلك أيضاً عندما يتعرض الرأس لحادثة تجعل كمية كبيرة من الدم لا تصل إلى الغدة النخامية فتدمر خلايا منها، وفي بعض الحالات يتم استئصال هذه الغدة نتيجة إصابتها ببعض الأورام والالتهابات التي لا ينفع معها إلا التخلص منها، ومن الأسباب أيضاً إصابة الغشاء السحائي المبطن للدماغ بالالتهابات، ويمكن أن تتسبب بعض الأخطاء التي تحدث أثناء إجراء بعض العمليات الجراحية في هذه المنطقة بتلف جزء من منطقة تحت المهاد، وكل هذه المناطق هي المسؤولة عن إفراز نوع معين من الهرمونات وتوصيله إلى الغدة النخامية لتخزينه وإمداد الجسم به، وهذا الهرمون هو الذي ينظم عملية إدرار البول، ويجعلها في المستوى الطبيعي، وأي خلل في هذه المناطق يقطع طريق إنتاج، أو توصيل، أو تخزين هذا الهرمون للكليتين، كما أن هناك سبباً آخر هو تولد نوع من المقاومة داخل الكليتين لهذا الهرمون، نتيجة حدوث قصور مستمر في وظائفها، إضافة إلى عدد من المشاكل الصحية التي تصيب المجاري البولية، ويمكن لتلوث الليثيوم أن يسب ذلك أيضاً، ومن العوامل أيضاً ارتفاع كميات الكالسيوم في الجسم، وانخفاض معدل البوتاسيوم، وبعض الأمراض التي تهاجم الكلى نتيجة العوامل الوراثية، مثل الاضطراب في الخلايا مستقبلات هرمون تنظيم البول، ويصيب الحوامل نتيجة إفرازات المشيمة لهرمون مضاد يدمر هرمون منع الإدرار، ويمكن أن تسبب حالة العطش الشديد هذه المشكلة. هرمون صناعييتحدد طريق العلاج لمرض السكر المزيف من خلال معرفة السبب الذي أدى لحدوث خلل في عمل الهرمون المنظم لعملية البول، فإذا أمكن علاج هذا الخلل فسوف يتوقف تأثير هذه المشكلة الصحية، وغالباً ما يقوم الطبيب بوصف دواء دسموبريسين، وهو مركب صناعي يعد كبديل لهرمون الفازوبرسين الذي يقلل إنتاج البول، ويتحكم في عملية إدرار البول، وله طرق مختلفة في التناول، فيمكن تعاطيه على هيئة أقراص في الفم، وأيضاً من خلال الحقن بالوريد، وأنواع منه تعطى عن طريق الأنف وأسفل اللسان، ومن الضروري أن يستمر المريض في تناول المياه والسوائل بكميات كبيرة لتعويض المفقود، كما يستمر الطبيب في معالجة القصور الكلوي في حال وجود المشكلة بالأساس في الكلى، مع العلاج السابق، إضافة إلى تنبيه المريض لعدم الإكثار من تناول الأطعمة المالحة والمخللات، والتقليل منها لأدنى حد ممكن، كما يحذر تناول كميات كبيرة من الأطعمة السكرية، ويقوم المريض بعمل تحليلات وفحوص منتظمة للوقوف على كميات الأملاح في الجسم، ومعرفة درجة التوازن الطبيعية داخل الجسم، وضروري أن يتجنب المريض حالات الإجهاد المستمر ومعالجة أية أعراض أخرى، خاصة حالة الإسهال أو التقيؤ، حتى لا يصاب بمرض الجفاف الحاد، فهناك خطورة كبيرة من هاتين الحالتين مع هذا المرض. نقص هرمون الفازوبرسين تشير الدراسات الحديثة إلى أن مرض السكري المزيف ناتج عن حدوث اضطراب كبير في حساسية الكليتين تجاه هرمون الفازوبرسين، وهذا الهرمون يمنع إدرار البول، أو مضاد لعميلة الإدرار، وهو هرمون يتم إنتاجه في الدماغ بمنطقة تحت المهاد، ثم يخزن في الغدة النخامية الخلفية بالمخ، ومهمته الأساسية إعادة امتصاص الماء من الكليتين، وعند إصابة الكلى بهذا الخلل تفقد قدرتها على تركيز الماء بالشكل الطبيعي، فتزيد كميات البول بكميات ضخمة، لأن الكليتين في حالة مقاومة مستمرة لهذا الهرمون، كما يصاب الشخص بهذا المرض نتيجة نقص إنتاج هذا الهرمون أيضاً، وكذلك عند فقدان الآلية في تخزينه داخل الغدة النخامية، والسبب في ذلك الإصابة ببعض المشاكل في منطقة تحت المهاد بالدماغ التي تنتج هذا الهرمون، أو إصابة الغدة النخامية ببعض الأمراض التي تفقدها بعض وظائفها، ومنها إمداد الجسم بهذا الهرمون وتخزينه إلى وقت الحاجة إليه، وهناك بعض الأدوية والعقاقير التي تقود إلى هذه المشكلة المرضية، كنوع من الآثار الجانبية المترتبة على تناول هذه الأدوية.

مشاركة :