توعّد رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، أمس، بالتدخل العسكري، حال أدى الاستفتاء المقرر في إقليم كردستان إلى وقوع أعمال عنف. وأضاف العبادي، في مقابلة مع أسوشيتد برس: «إذا تعرض العراقيون للتهديد باستخدام القوة خارج القانون، فإننا سنتدخل عسكرياً». ووصف العبادي التصويت بالتصعيد الخطر الذي يعتبر انتهاكاً لسيادة العراق. في الأثناء، قدّمت الأمم المتحدة مقترحاً لرئيس إقليم كردستان العراق، مسعود بارزاني، يقضي بالعدول عن الاستفتاء المرتقب في 25 سبتمبر، مقابل المساعدة على التوصل إلى اتفاق شامل على مستقبل العلاقات بين بغداد وأربيل، في مدة أقصاها ثلاث سنوات. ووفق الوثيقة التي قدمها المبعوث الأممي إلى العراق يان كوبيس لبارزاني، فإن المقترح يقضي بشروع الحكومة العراقية وحكومة الإقليم على الفور في مفاوضات منظمة وحثيثة ومكثفة من دون شروط مسبقة، وبجدول أعمال مفتوح على سبل حل كل المشكلات، تتناول المبادئ والترتيبات التي ستحدد العلاقات المستقبلية والتعاون بين بغداد وأربيل. وأكّد كوبيس أنّ هناك عرضاً، إذا وافق الأكراد على هذا البديل فسيتم إجراء مفاوضات، مشيراً إلى أنه يتوقّع رداً من بارزاني خلال يومين أو ثلاثة. بدوره، أعاد رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني، أمس، التأكيد خلال تجمع جماهيري في دهوك، أنه لا إلغاء ولا تأجيل للاستفتاء. وأضاف بارزاني: «لم نتلقَّ حتى الآن أي بديل حقيقي للاستفتاء». وفيما أعلنت المملكة المتحدة، في بيان أمس، أنها لا تدعم الاستفتاء الذي يهدد بانعدام الاستقرار في المنطقة، فيما يجب أن ينصب التركيز على هزيمة تنظيم داعش، اعتبر البيت الأبيض الأميركي أن الاستفتاء سيكون مستفزاً ومزعزعاً للاستقرار، وأنه سيكون عقبة أمام محاربة «داعش» واستقرار المناطق التي عادت إلى سيادة السلطات العراقية. في السياق، أشار المتخصص بالشأن العراقي في معهد العلاقات الدولية والإستراتيجية «إيريس»، كريم باكزاد، إلى أن قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني سيكون أياماً عدة في كردستان، لإقناع بارزاني بالتخلي عن الاستفتاء أو تأجيله حتى موعد غير محدد. ولفت باكزاد إلى أن الاستفتاء غير مقبول بالنسبة إلى إيران وتركيا، اللتين تملكان وسائل اقتصادية وسياسية وأمنية للضغط على كردستان. من جهته، قال مصدر أمني إن سليماني موجود في السليمانية، ويتطلع إلى البقاء إلى ما بعد موعد الاستفتاء، لإظهار مدى أهمية عدم إجراء الاقتراع لإيران.