في الثمانينات من القرن الماضي وفي غمرة الحرب الأفغانية السوفيتية استخدم حزب الإخوان المفلسين في سياسته الإعلامية الترويجية إشاعة القصص الخرافية بهدف حث الشباب المسلم للالتحاق بالحرب ومن هذه القصص أن مجموعة من المجاهدين العرب والأفغان تم حصارهم في كهف صغير وضيق بأحد الجبال ثم بدأت القوات الروسية تقصفهم بالصواريخ الموجهة بالليزر فكان الصاروخ إذا انطلق يتجه إلى الكهف مباشرة حتى إذا وصل عند مدخل الكهف انحرف عن مساره وانفجر بعيدا عنهم واستمر هذا الوضع لساعات ثم فجأة بدأ المجاهدون الأفغان والعرب يسمعون صيحات القوات الروسية المذعورة وصوت انفجارات فلما تبينوا من الأمر وجدوا رجالا بيضا يمتطون خيولا بيضا ومعهم سيوف يضربون بها رؤوس أفراد الجيش الروسي ويقعونهم صرعى واحدا تلوى الآخر ووجدوا منصات الصواريخ والمدافع التي كانت تقصفهم محطمة وبعد انتهاء المعركة اختفى هؤلاء الرجال مع خيولهم فيقنوا بأنهم ملائكة!!.وغيرها من قصص يزعمون أنها معجزات! فهذه الخرافات التي كان البعض يصدقها بسبب تعاطفه مع المسلمين من جهة و بسبب عدم وجود وسائل إعلام متطورة تنقل للناس ما يدور في أرض المعركة بالصوت والصورة مباشرة كما هو الحال في عصرنا الحالي من وجود ما يسمى قنوات التواصل الاجتماعي .ولهذا فقد كانت وسيلة الخطابة وتأليف الكتيبات التي تتحدث عن معجزات المجاهدين هي الوسيلة المتوافرة التي حاول حزب الإخوان وغيره من أحزاب سياسية دينية استخدامها لشحن عواطف الشباب المسلم في أنحاء العالم خاصة في منطقة الخليج العربية ليشاركوا في القتال هناك في الوقت الذي يجلس فيه المحرضون على الذهاب والقتال في منازلهم بين زوجاتهم وأولادهم ينعمون بالحياة بعد أن أصبحوا قادة رأي عام يشار إليهم بالبنان بسبب شهرتهم في الخطابة الدينية السياسية.ولكن وبسبب انتشار وسائل الإعلام المتطورة التي جعلت الشخص يلم بما يدور حوله في هذا العالم الفسيح تحول هؤلاء من الخطابة المعتمدة على سرد الخرافات باسم المعجزات إلى الخطابة التي تعتمد على الأحلام والتي يطلقون عليها كذبا وزورا رؤية صالحة وترويجها في قنوات التواصل الاجتماعي كما فعل الدكتور سلمان العودة عندما ظهر في تسجيل مرئي يقول فيه بأنه متفائل خيرا بالشباب لأنه رأى رؤيا جميلة في وقت السحر رأى فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم مؤكدا بأنه لأول مرة يراه في حياته بشكل واضح جداً جداً مما يوحي بأنه رآه في المنام عدة مرات من قبل.وأكمل بقوله أنه رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم في مكة المكرمة وكأنه بعث من قبره والصحابة رضي الله عنهم كأنهم بعثوا أيضاً من قبورهم ومنهم أبو بكر وعمر رضي الله عنهم وأنه حضر معهم الحلقة وجلس معهم بحضرة رسول الله صلى الله عليه وسلم ووجه له عدة أسئلة أجاب عنها صلى الله عليه وسلم ثم قال للنبي صلى الله عليه وسلم (يا رسول الله ممكن أن أسجل هذه الفتاوى والأجوبة التي تجيب لي عليها علشان (لكي) يستفيدوا منها الناس؟.. فالناس بنوا قواعد وأصول وراحوا في طرق شتى فلعل هذا الشيء يجمعهم على سنتك وعلى سراطك وعلى طريقك). فوافق رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال له : (لا بأس اكتب هذا الشيء ثم أعرضها علي حتى أراجعها وأصححها) ثم استكمل العودة كلامه عن حلمه بقوله أن النبي صلى الله عليه وسلم طلب منه أن يوفر لهم بيت يكون مأوى يجتمعون فيه فقال له سلمان بأن الظروف الآن ليست مواتية لأن هناك تحفظات واشتراطات أمنية فقال له صلى الله عليه وسلم :(لا أنهم سمحوا لفلان بأن يفتح بيت). وذكر له أسم شخص فرد عليه العودة بقوله : (أن فلان منهم وبهم) يعني فلان له علاقة أو له واسطة معينة أو قرابة تسمح له بالشيء هذا.فهذه الخرافة التي يحاول العودة ترويجها للشباب لها دلالات خطيرة أولها تزكية نفسه بأنه صالح كونه رأى النبي صلى الله عليه وسلم في المنام ومن المعروف أن رؤية النبي صلى الله عليه وسلم في المنام تكون للعبد الصالح وهي رؤية حقيقية وهذا من أجل التغرير بالشباب المسلم حتى يصدقوا كلامه ويتبعوا منهجه ويطبقوا أفكاره ولم يكتفي بذلك بل شبه نفسه بالصحابة رضي الله عنهم كتاب الوحي ونقلة الحديث وهذا فيه عجب بالنفس وكذب على النبي صلى الله عليه وسلم.ثانيا قوله أن النبي صلى الله عليه وسلم بعث في مكة وأنه طلب منه مكانا آمنا يجتمعون فيه تشبيه ببعثته صلى الله عليه وسلم في مكة المكرمة وكيف كان يجتمع مع المسلمين سرا ليعبدوا الله خوفا على أنفسهم من بطش كفار قريش وكأن لسان حال العودة يقول أن الحكومة السعودية ليست مسلمة وأنه هو وأتباعه من الإخوان المفلسين هم المسلمين فقط ولهذا طلب النبي صلى الله عليه وسلم منه توفير بيت آمن يجتمعون فيه.فهذه الخرافات التي أطلقها العودة هي أحدى محاولاته الفاشلة في تأجيج الشباب السعودي خاصة والخليجي عامة للثورة على حكوماتهم بحجة محاربة الفساد وتحقيق الحرية وغيرها من مصطلحات يطلقها الإخوان ليل نهار منذ اندلاع ما يسمى الربيع العربي.فقد أسس وترأس مؤتمر النهضة الذي شارك فيه علمانيون ورافضة متعصبون ونصارى يحملون الجنسية الإسرائيلية من أجل تدريب الشباب على كيفية العصيان المدني وكيفية إثارة الثورة وإدارتها في جزيرة العرب. ولكن سيف الحزم كان له بالمرصاد فقطع عليه الطريق وأثبت الشعب السعودي مدى وعيه وتمسكه بالسنة المطهرة التي تحث على طاعة ولي أمره في غير معصية الله خاصة بعدما شاهدوه مع زملائه في الحزب يعلنون النفير العام والجهاد في تركيا وهم جلوس يلعبون ويمرحون بين المروج الخضراء على الحدود السورية التركية وبعدها يسافرون مع عائلاتهم للسياحة إلى دول أوروبا ويمنعون أبناءهم من الذهاب إلى سوريا للقتال. أسأل الله أن يحفظ شباب المسلمين وديارهم من هذا المنهج المعوج. حمد سالم المري
مشاركة :