الجيش السوري يضيق الخناق على تنظيم داعش ويتمكن من قطع خط الإمداد الرئيسي للتنظيم في مدينة دير الزور بعدما استعاد السيطرة على حي الجفرة.العرب [نُشر في 2017/09/18، العدد: 10755، ص(2)]زمن صيد الدواعش دمشق - يواصل الجيش السوري مدعوما بميليشيات إيران وسلاح الجو الروسي التقدم على أكثر من محور في محافظة دير الزور شرقي سوريا، ولعل الإنجاز الأبرز الذي حققه في الساعات الماضية هو قطعه خط الإمداد الرئيسي لتنظيم داعش في المدينة. وقالت وكالة الإعلام الروسية نقلا عن مصدر لم تكشف عن اسمه إن الجيش السوري قطع خط الإمداد الرئيسي للتنظيم الجهادي في مدينة دير الزور بعدما استعاد السيطرة على حي الجفرة. وأوضح مصدر آخر لوكالة رويترز أن الجيش وحلفاءه سيطروا على حي الجفرة على الضفة الغربية لنهر الفرات وأنه لا يمكن لمتشددي التنظيم الفرار إلا بعبور النهر. وبدأ الجيش السوري منذ أسابيع حملة عسكرية على أكثر من محور لطرد تنظيم الدولة الإسلامية من دير الزور، وقد نجح في فك الحصار على جزء مهم من المدينة فيما لا يزال داعش يسيطر على قرابة الثلث منها. ويبدو أن عناصر التنظيم يدركون أنهم أمام معركة خاسرة، وقد بدأوا بالفعل يفرون من المنطقة عبر نهر الفرات. ويرى محللون أن التنظيم الجهادي بات وضعه ضعيفا جدا وأنه قاب قوسين أو أدنى من خسارة مدوية في سوريا، وأن هذا لا يعني إطلاقا أن الأمور تتجه في شرق سوريا تحديدا نحو الهدوء في ظل التصعيد الجاري بين قوات سوريا الديمقراطية والجيش السوري. وقال تحالف سوريا الديمقراطية إنه سيطر على 14 قرية على الضفة الشرقية لنهر الفرات منذ أن بدأ هجومه قبل نحو أسبوعين نحو دير الزور. وفي خطوة تصعيدية تعرضت القوات لضربة جوية مؤخرا في المنطقة، وقد وجهت أصابع الاتهام للطيران الروسي والسوري بالوقوف خلفها، الأمر الذي نفته روسيا. وقال الميجر جنرال إيجور كوناشينكوف المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية إن الطائرات الروسية قصفت فقط أهدافا في المنطقة تحت سيطرة تنظيم داعش. ويقول خبراء عسكريون إن الوضع في دير الزور متوتر وأنه في حال لم يتم التوصل إلى اتفاق بين الجانبين الأميركي والروسي بخصوص نقاط التماس بين سوريا الديمقراطية والجيش السوري، فقد تشهد المنطقة صراعا مسلحا بين الجانبين من الصعب التكهن بنهاياته. ومعلوم أن قوات سوريا الديمقراطية المشكلة من الأكراد وتم تطعيمها بعدد من الفصائل من العرب وعرقيات أخرى تطمح إلى تعزيز مناطق نفوذها، في ظل تمتعها بدعم من التحالف الدولي. وتشكل دير الزور منطقة استراتيجية من ناحية احتوائها على مخزون هام من الغاز والنفط، فضلا عن وجودها المتاخم للعراق. ويرى متابعون أن الطموح الكردي يبقى مرهونا بالموقف الأميركي الذي ما زال غامضا لجهة هل أن دفعه بالأكراد إلى الدير يهدف إلى الضغط على روسيا والأسد أم أنه بالفعل يسعى لسيطرة حلفائه على المحافظة. وأجرى وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون السبت اتصالا هاتفيا بنظيره الروسي سيرجي لافروف يتوقع أنه ركز أساسا على التطورات في شرق سوريا.
مشاركة :