أزالت السلطات المحلية العراقية، الثلاثاء 19 سبتمبر/أيلول 2017، تمثالاً للسيدة العذراء، من وسط مدينة البصرة جنوبي العراق، قبل ساعات من موعد تدشينه، بناء على طلب رئيس أساقفة الكلدان في المحافظة، خشية إثارة خلاف طائفي. وقال رئيس اللجنة الأمنية في مجلس محافظة البصرة جبار الساعدي، لوكالة الصحافة الفرنسية: "رفعت السلطات المحلية التمثال من مكانه، استجابة لطلب الإخوة المسيحيين، كون صاحب الفكرة أراد نصب التمثال لغرض زعزعة الاستقرار". وكانت منظمة "أرمن البصرة للإغاثة والتنمية"، التي نصبت التمثال بالتعاون مع ناشطين مدنيين، وجَّهت دعوات لتدشين النصب في منطقة العباسية وسط البصرة. لكن السلطات أقدمت على إزالته عند الساعة الثانية من فجر الثلاثاء، ومنعت قوات الأمن من الوصول إلى الحديقة العامة أو الاقتراب منها، إلا لعمال البلدية الذي بدأوا بتنظيف المكان. ووجه رئيس أساقفة البصرة والجنوب للكلدان، حبيب هرمز، كتاباً رسمياً إلى السلطات المحلية في البصرة، طالب فيها بإزالة التمثال. وقال في الرسالة "لم يوافق أي مسؤول ديني مسيحي في البصرة على هذا العمل"، مشدداً على أنه "قد يؤدي إلى ما لا يحمد عقباه". وأوضح هرمز "إذا حاول شخص خبيث القيام بما يؤذي هذا التمثال، فقد يؤدي ذلك إلى إيقاع الإيذاء بالعلاقة بين مختلف أطياف شعب البصرة". وتابع رئيس الأساقفة، أن "حوالي 90% من مسيحيي البصرة قد هجروا إلى خارج العراق منذ العام 2003 إلى اليوم، ولم يبق سوى 350 عائلة، فنخشى أن يؤدي هذا العمل غير المدروس إلى تهجير بقية العائلات بسبب الفتنة التي سيخلفها". وانخفض عدد المسيحيين في العراق من أكثر من مليون شخص إلى أقل من 400 ألف، بعيد الغزو الأميركي للبلاد، وأعمال العنف والتهجير القسري التي تعرضوا لها في مراحل مختلفة. ولدى أبرشية البصرة 15 كنيسة لا تستخدم منها إلا أربع كنائس. وقال منسق المشروع الوطني للتعايش السلمي في العراق، عمار كزار نمر: "نحن كمنظمات مجتمع مدني عملنا مع الإخوة المسيحيين على إقامة تمثال تذكاري يمثل رمزاً للتعايش السلمي بين الإخوة المسيحيين والمسلمين، وحصلنا على الموافقات الأصولية". وأضاف: "فوجئنا بإزالة التمثال من قبل مجلس المحافظة والبلدية والأجهزة الأمنية، دون سابق إنذار"، مستنكراً تلك العملية، ومطالباً "بتبرير رسمي من الكنائس ومجلس المحافظة".
مشاركة :