كركوك(العراق) - نظم نحو 2000 من الأكراد والعرب الثلاثاء مسيرة لدعم استفتاء الانفصال في مدينة كركوك الغنية بالنفط في شمال العراق، منددين بما وصفوه بـ"القمع والتعذيب". وكما يوجد في كركوك مؤيدون للانفصال، يوجد في المقابل معارضون له حيث يشكل التنوع العرقي والذهبي جزءا مهما من المشهد العام في المحافظة الغنية بالنفط. وتعكس التجاذبات السياسية والشعبية حالة الانقسام الذي يفتح الباب على مصراعيها أمام كل السيناريوهات بما فيها سيناريو الحرب الأهلية وصدام عسكري بين بغداد وأربيل. وتسيطر قوات البشمرغة الكردية على الأمن في كركوك، بينما سرت في السابق اشاعات عن تجميع للسلاح تحسبا لمواجهات محتملة ما لم يتراجع الأكراد عن الخطوة المثيرة للجدل. وقال أحد سكان المدينة من الأكراد "نحن الأكراد صار لنا قرون نتعرض للظلم ولكل أنواع قتل البشرية. هذا اليوم جمعنا الكل ونطالب بحقنا ونطالب بجمهورية كردستانية". وقال أحد السكان العرب بالمدينة ويدعى إبراهيم محمد "رأيي أنه إذا كان الاستفتاء يصب في مصلحة الكرد مثل ما يصب في مصلحة العرب والتركمان فأنا مع الاستفتاء نحن في كركوك محافظة التآخي والسلام". وتخطط السلطات الكردية للمضي قدما في إجراء الاستفتاء في 25 سبتمبر/أيلول رغم تحذير بغداد لها من "اللعب بالنار" والتصريحات الأميركية من أن هذه الخطوة قد تقّوض العملية العسكرية ضد تنظيم الدولة الإسلامية. غير أن الاستفتاء قد يسبب توترا على وجه الخصوص في كركوك حيث يتنازع الأكراد مع التركمان والعرب على النفوذ. وتقع كركوك على بعد 290 كيلومترا شمالي بغداد ويقطنها عدد كبير من السكان العرب والتركمان وتقع خارج الحدود الرسمية لإقليم كردستان. ويتنازع الأكراد والحكومة المركزية في بغداد السيطرة عليها. ويسعى الأكراد لإقامة دولة مستقلة منذ نهاية الحرب العالمية الأولى على الأقل عندما قسمت القوى الاستعمارية الشرق الأوسط بعد انهيار الإمبراطورية العثمانية لكنها تركت المناطق المأهولة بالأكراد متفرقة بين تركيا وإيران والعراق وسوريا.
مشاركة :