أكد الرئيس المصري، عبدالفتاح السيسي، أنه قد حان الوقت للتصدي بفاعلية للأطراف الداعمة للإرهاب، ودفعها لتحمل مسؤولياتها، مشيراً إلى أن على قطر إظهار رغبتها في عدم الإضرار بمصالح الدول العربية وعدم التدخل في شؤونها الداخلية، وذلك من خلال التجاوب مع مطالب الدول العربية الأربع، فيما أعرب وزراء خارجية الدول الأربع، خلال اجتماعهم التشاوري بمشاركة سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، وزير الخارجية والتعاون الدولي، ووزير الدولة للشؤون الخارجية، الدكتور أنور بن محمد قرقاش، وسفير الدولة لدى واشنطن، يوسف مانع العتيبة، عن أن الحل السياسي مع قطر يرتبط بتنفيذ المطالب، وأكدوا الاستعداد الدائم للدول الأربع للحل السياسي مع الدوحة. وفي التفاصيل، جاءت تصريحات السيسي خلال استقبال بمقر إقامته في مدينة نيويورك، مع مجموعة من الشخصيات المؤثرة بالمجتمع الأميركي، التي تضم عدداً من الوزراء والمسؤولين والعسكريين السابقين، بالإضافة إلى قيادات مراكز الأبحاث والمنظمات اليهودية ودوائر الفكر بالولايات المتحدة الأميركية. وقال السفير علاء يوسف المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية، في بيان وزع بالقاهرة، إن السيسي تناول خلال اللقاء العلاقات الاستراتيجية بين مصر والولايات المتحدة. كما استعرض السيسي، وفق ما ذكر المتحدث الرسمي خلال اللقاء، التطورات على الساحة الداخلية، مشيراً إلى أن مصر تخوض حرباً ضد الإرهاب والتطرف على مدار السنوات الماضية، وأن تلك الحرب لا يمكن مقارنتها بالحرب النظامية، ولكن يجب أن يتعامل معها المجتمع الدولي بمنهج شامل يتضمن أربع ركائز تشمل مواجهة كل التنظيمات الإرهابية من دون تمييز، والتعامل مع مختلف أبعاد الإرهاب، كالتمويل والتسليح والدعم السياسي والأيديولوجي، والعمل على الحد من قدرة التنظيمات الإرهابية على تجنيد المقاتلين، والحفاظ على مؤسسات الدولة الوطنية في المنطقة. وفي ما يتعلق بمسيرة التحول الديمقراطي وأوضاع حقوق الإنسان في مصر، أشار الرئيس السيسي إلى أن مصر أصبح لديها الآن إطار دستوري واضح ينظم العلاقة بين سلطات الدولة، ويعطي صلاحيات واسعة لمجلس النواب المنتخب، مؤكداً أن ما تحقق يمثل خطوات ملموسة على صعيد التحول الديمقراطي في منطقة الشرق الأوسط. وعلى الصعيد الإقليمي، تناول الرئيس السيسي رؤية مصر القائمة على أهمية الحفاظ على الدولة الوطنية ودعم المؤسسات الوطنية بما يمكنها من الاضطلاع بمسؤولياتها في حفظ الأمن ومكافحة الإرهاب، مشيراً في هذا الإطار إلى أهمية الحفاظ على وحدة الدولة الليبية ودعم الجيش الوطني الليبي وصون مقدرات شعبها، فضلاً عن ضرورة الحفاظ على وحدة أراضي الدولة السورية. وأكد أهمية تجنب تفتيت الدول في الشرق الأوسط، أخذاً في الاعتبار ما يمكن أن يؤدي إليه ذلك من المزيد من الصراعات والأزمات. كما تطرق الرئيس المصري إلى الجهود التي تبذلها بلاده لإحياء عملية السلام، مؤكداً دعم مصر لجميع الجهود والمبادرات الدولية، الرامية للتوصل إلى تسوية عادلة وشاملة لهذه القضية وفقاً للمرجعيات الدولية المتعارف عليها، وأشار إلى أن الوصول إلى حل عادل وشامل لهذه القضية من شأنه أن يوفر واقعاً جديداً بالمنطقة، ويسهم في تحقيق الاستقرار والتنمية. وأضاف المُتحدث الرسمي، أن الرئيس المصري أشار، تعقيباً على استفسارات الحاضرين حول المستجدات على الصعيد الفلسطيني، إلى أن مصر بذلت، على مدار الفترة الماضية، جهوداً كبيرة مع الإخوة الفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة، من أجل تقريب وجهات النظر ورأب الصدع الفلسطيني، سعياً لتحقيق المصالحة الفلسطينية وعودة السلطة الفلسطينية إلى قطاع غزة. ولفت إلى أن تحقيق السلام بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي لا يمكن فرضه من الخارج، بل يجب أن ينبع عن قناعة وإرادة حقيقية من الجانبين، منوهاً إلى أن ما تبذله مصر من جهود يأتي في إطار توفير البيئة المواتية للتوصل إلى تسوية عادلة بين الجانبين. في السياق نفسه، عقد وزراء خارجية الدول الداعية لمكافحة الإرهاب، السعودية والإمارات والبحرين ومصر، اجتماعاً في نيويورك، على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة. وجدد الوزراء المجتمعون التأكيد على الاستعداد الدائم للحل السياسي للأزمة مع قطر، على أن تلتزم قطر بتنفيذ المطالب الـ13، وعلى العمل على تحقيق الأمن القومي للمنطقة العربية. وأشار البيان الصادر عن اجتماع وزراء خارجية الدول الأربع في نيويورك، إلى أن الدول الداعية لمكافحة الإرهاب تعمل على تحقيق الأمن القومي للمنطقة العربية. وقال وزير الخارجية المصري، سامح شكري، عقب الاجتماع، إنه تم التأكيد على الاستعداد للحل السياسي لأزمة قطر، مضيفاً أن الدول الأربع أكدت ضرورة التزام قطر بتنفيذ المطالب. وأكد شكري أن الدول الأربع ملتزمة بالعمل على تحقيق الأمن القومي للمنطقة العربية كاملة، وتسعى لأن تكون العلاقة بين الدول العربية علاقة طبيعية، وأوضح شكري أن ذلك يتطلب وقف قطر عن دعم الإرهاب والتدخل في الشؤون الداخلية للدول الأربع وزعزعة الاستقرار بها. وأضاف أن الإرهاب على رأس القضايا التي تناقشها الدول الأربع في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة. وكان وزير الخارجية السعودي، عادل الجبير، صرح، في وقت سابق عقب لقائه بالأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريس، في نيويورك، بأن حلّ الأزمة مع قطر بيد الدوحة نفسها، وأنها بدأت بسبب عدم التزام قطر بوقف دعم الإرهاب والتدخل في الشؤون الداخلية لدول المنطقة.
مشاركة :