مسك والتفكير خارج الصندوق

  • 9/20/2017
  • 00:00
  • 34
  • 0
  • 0
news-picture

بحث مخصص الدخول والأرشيفنسخة الجوالal - watanالرئيسيةالسياسةالمحلياتالاقتصادالثقافةالرياضةحياة الوطنيكتب لكمنقاشاترؤية 2030PDF آخر تحديث: الأربعاء 20 سبتمبر 2017, 2:17 ص أمن الدولة حيدت خطر مثيري الفتنة محمد بن سلمان وفالون يوقعان اتفاقية للتعاون العسكري والأمني نزوح ثلث ودائع قطر وتحسين الصورة يستنزف الأصول 132 متهما بقضايا إرهاب سقطوا في ذي الحجة 4 مبررات لدمج الأمر بالمعروف في الإسلامية 15 قرارا تغير وجه الرياضة السعودية 4 ملايين ساعة تنجز 75 % من مدينة صناعات جازان أمن الدولة حيدت خطر مثيري الفتنة مسك والتفكير خارج الصندوق تكريس مفاهيم التسامح والسلام والنهوض بدور الشباب في تعزيز الحوار الحضاري كان العنوان الرئيسي للمنتدى الذي عقد مؤخرا في نيويورك، ونظمته مؤسسة محمد بن سلمان الخيرية (مسك)، بالتعاون مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، وحضره أكثر من أربعمائة من الشخصيات الأممية والفعاليات الاجتماعية السعودية، ولفيف من الشباب والشابات المبتعثين في الولايات المتحدة، اجتمعوا لبحث كيفية الاستفادة من الأفكار الخلاقة واستثمار مصادر المعرفة المتعددة من أجل بناء مجتمعات متعايشة مستقرة. انعقاد هذا المنتدى في هذا التوقيت تحديدا وعلى هامش انعقاد اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، ومع شركاء مثل برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، يدلل على أن المملكة بكل فعالياتها الرسمية والخاصة تعمل بشكل جاد باتجاه تكريس تلك المفاهيم التي كم نحن بحاجتها اليوم، في ظل كل هذه الفوضى في المفاهيم والصراعات العسكرية والسياسية بين الدول والعقائد، حتى أصبح هذا العالم يغلي بنفسه نحو مصير ربما إن لم نعمل جميعا نحو فرض شيء من العقل عليه لأوصلنا إلى ما لا تحمد عقباه. الشباب السعودي الذي شارك بهذا المنتدى متحدثا أو منظما أو حضورا كان العنوان الأبرز بالنسبة لي، فالكم الهائل من الشباب من الجنسين ممن غصت بهم جنبات القاعة وردهات الفندق الذي أقيم به المنتدى، يقول إن شبابنا الذي طالما رسمت عنه صور مجحفة أصبح اليوم يقف شامخا مساهما في إنجازات يشهد لها القاصي قبل الداني، فوجودهم باحثين في جامعات كـ MIT وهارفارد، وآخرون يعملون في مجالات متقدمة كصناعة الصواريخ والنانو، وفي تخصصات طبية دقيقة كلها مؤشرات لبلادنا بأن لها سفراء حقيقيين يشاركون العالم في عملية الإبداع والابتكار والنهوض بالبشرية نحو آفاق واسعة وبعيدة. كنت دائما ولا زلت أطالب مؤسساتنا التعليمية والدبلوماسية بأن تقوم بدور أكبر من أجل إدماج نوابغنا الشباب في برامج عملية في الخارج، من خلال فتح المجال لهم في العمل في مؤسسات بحثية وشركات تقنية وجهات عالمية، بحيث يبقون هناك لسنوات يكتسبون الخبرة والمعرفة والتأهيل العملي الحقيقي، ليكونوا سفراء حقيقيين لبلادنا في حضارات تعرف القليل عنا وما تعرفه في الغالب يصلهم مشوها ومجحفا لنا. برنامج الابتعاث الذي بدأ قبل أعوام تمكن من خلق جيل قادر على بناء البلاد، ولا زلنا نحتاج المزيد منهم، ولكننا في ذات الوقت نحتاج لأن تكون لدينا قوة ناعمة حول العالم تنشر عبر الحوار الحضاري حقيقة بلادنا وثقافتنا، وفي ذات الوقت تتشرب من الحضارات مواطن قوتها ومكونات القيم التنافسية التي بها نستطيع أن ننافس العالم، ونسهم في تحويل بلادنا من دولة ستخدم التقنية والعلم لدولة تبتكر وتغني العالم بعلمها. مؤسسة (مسك) قامت منذ تأسيسها بأعمال ربما تضاهي ما قامت به العديد من الوزارات مجتمعة، فالتأثير لا يكون فقط من خلال المال المعتمد كميزانيات من الدولة لخطط كثير منها يجتر ماضيها، بل من خلال المبادرات والتفكير خارج الصندوق كما يقال، والجرأة على الخروج عن المألوف بنشر ثقافة الحوار والتسامح اللذين يعدان اللبنة الأهم في عملية التلاقح الفكري، الذي نحن في أمس الحاجة له، خصوصا أننا اليوم لم نعد مجتمعا يقف موقف المتفرج بل هو مساهم فاعل على جميع المستويات، ورأس مالنا البشري لن ينمو إلا بنمو جيل شاب برؤية أممية.

مشاركة :