داعش ينسحب خلال 48 ساعة من خمسة احياء في المدينة لتصبح تسعين في المئة من مساحة الرقة تحت سيطرة قوات سوريا الديموقراطية.العرب [نُشر في 2017/09/20]حملة غضب الفرات في مراحلها النهائية بيروت - تقترب قوات سوريا الديموقراطية من السيطرة على كامل مدينة الرقة، أبرز معاقل تنظيم الدولة الاسلامية في سوريا، بعد بلوغ هجومها "المراحل النهائية" وطردها الجهاديين من تسعين في المئة من المدينة. وفي إطار هجوم مستمر منذ نحو اربعة اشهر في المدينة الواقعة في شمال سوريا، يبدو التنظيم المتطرف عاجزاً عن التصدي للضربات الجوية الكثيفة التي ينفذها التحالف الدولي بقيادة اميركية دعماً لعمليات قوات سوريا الديموقراطية المؤلفة من فصائل كردية وعربية. وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس الاربعاء "نتيجة الضربات الجوية المكثفة للتحالف الدولي، انسحب تنظيم داعش خلال 48 ساعة من خمسة احياء على الاقل في المدينة لتصبح تسعين في المئة من مساحة المدينة تحت سيطرة قوات سوريا الديموقراطية". وتقع هذه الاحياء في شمال المدينة، فيما "تقهقر من تبقى من عناصر تنظيم الدولة الإسلامية إلى حي الأمين ومركز المدينة والمجمع الحكومي وبعض المباني في وسط المدينة". وافادت قيادة قوات سوريا الديموقراطية في بيان موقع باسم غرفة عمليات "غضب الفرات" الاربعاء انها بدأت في الأيام الخمسة الأخيرة "حملة مباغتة استهدفت تحصينات مرتزقة داعش في الجبهة الشمالية للمدينة". وقالت ان الهجوم أفقد مقاتلي التنظيم "مبادرة المناورة وبعثر قواهم". وقالت إنها باتت في "المراحل النهائية لحملة غضب الفرات التي شارفت على النهاية". ودخلت هذه القوات مدينة الرقة، ابرز معاقل التنظيم الجهادي في سوريا منذ العام 2014، في يونيو بعد حوالى سبعة اشهر على هجوم واسع بدعم من التحالف الدولي بقيادة اميركية على المحافظة الشمالية. وتحاصر هذه القوات مقاتلي التنظيم منذ نهاية يونيو. وبحسب عبد الرحمن، "بعد مقتل المئات من عناصره خلال الأسابيع الفائتة، لم يعد التنظيم قادراً على الصمود لفترة أطول في مدينة الرقة نتيجة بدء نفاذ مخزونه من المعدات العسكرية والأسلحة والنقص المتزايد في المواد الغذائية المخزنة لدى التنظيم". "ألغام كثيفة" ولم يعد التنظيم، وفق المرصد، وتحت كثافة الضربات الجوية للتحالف "قادراً على اسعاف جرحاه، ما دفع عناصره الى الانسحاب نحو مناطق في وسط المدينة يعتقدون انها آمنة حتى هذه اللحظة". وأكدت الناطقة الرسمية باسم حملة "غضب الفرات" جيهان شيخ احمد لفرانس برس ان "الحملة مستمرة وستتواصل حتى تحقيق الأهداف". وبحسب عبد الرحمن، فإن السيطرة على الاحياء المتبقية لن تكون سهلة، نظراً الى "صعوبة التقدم واتمام عمليات تمشيط الاحياء المتبقية جراء كثافة الألغام التي زرعها داعش". وأجبرت المعارك في الرقة وريفها خلال أشهر، عشرات آلاف المدنيين على الفرار. كما قتل المئات جراء غارات التحالف الدولي. ويدعم التحالف الدولي بغارات جوية ومستشارين على الارض وبالسلاح، قوات سوريا الديموقراطية في معاركها ضد الجهاديين. وشاهد مراسل فرانس برس الثلاثاء في مدينة القامشلي (شمال شرق) قافلة محملة بعربات عسكرية اميركية الصنع وجرافات واسلحة في طريقها الى قوات سوريا الديموقراطية في الرقة. ويتصدى تنظيم الدولة الاسلامية في سوريا لهجمات على اكثر من جبهة، ابرزها في محافظة دير الزور في شرق البلاد، والتي تشكل في الوقت الراهن مسرحا لعمليتين عسكريتين: الاولى يقودها الجيش السوري بدعم روسي في مدينة دير الزور وريفها الغربي، والثانية تشنها قوات سوريا الديموقراطية بدعم من التحالف الدولي ضد الجهاديين في الريف الشرقي. والى جانب خسائره في سوريا، مني التنظيم المتطرف المسؤول عن اعتداءات دموية حول العالم، بسلسلة هزائم ميدانية في العراق المجاور ابرزها طرده من مدينتي الموصل وتلعفر. وتشهد سوريا نزاعاً دامياً تسبب منذ اندلاعه منتصف مارس 2011 بمقتل اكثر من 330 الف شخص وبدمار هائل في البنى التحتية وبنزوح وتشريد اكثر من نصف السكان داخل البلاد وخارجه
مشاركة :