دخل قائد المنتخب ونادي الهلال اللاعب صالح النعيمة في نوبة حزن وبكاء وهو يتذكر اللحظات الصعبة لرحيل الأمير فيصل بن فهد. وقال "النعيمة" أمس وهو يسرد ذكرياته لبرنامج "وينك" على "روتانا خليجية": لأول مرة أبكي أمام الكاميرا ؛ لكنني أعشق هذا الرجل فلا تلوموني في بكائي فقد كان بالنسبة لي أباً حانياً وصديقاً وأخاً، لقد كان معي في كل الظروف ودائم السؤال عني. وأضاف: أكن محبة لا توصف لهذا الرجل ،لقد علمني الرجولة وكيف أكون قائدا داخل الملعب،لقد كان غيورا جدا على وطنه وكان يصرف الأموال بسخاء في مقابل تحقيق الإنجازات ويشاهد علم بلاده يرفرف في كل المحافل الدولية. وأردف: فيصل بن فهد لم يكن فقيد الرياضة والكرة السعودية والعربية فحسب بل فقيد العالم أجمع، حتى إن الاتحاد الدولي لكرة القدم " الفيفا " كان يهابه ويحترمه ويخشاه. وتابع: هاتفني الراحل قبل وفاته وأخبرني بتعييني مديرا للمنتخب لكن القدر لم يمهله. وقال "النعيمة": فيصل بن فهد كان بالنسبة لي حاكماً، لأنه رجل لا يعيد الكلمة مرتين، وأعطاني الضوء الأخضر وأكد أن أي شيء يحدث بالمنتخب يجب أن أنقله له، ثم جاء قرار الإيقاف من الأمير فيصل بن فهد مثل "العسل على قلبي". وأضاف: في بداياتي كنت أسمع بمواضيع "الدنبوشي"، وفعلاً تأتي مباريات أحس فيها بثقل على أكتافي و "غباش" على عيوني. وأردف: تسجيلي في الهلال كان أكثر من حلم بالنسبة لي رغم ميولي النصرواية ولم أكن أملك شيئا قبل الهلال، حتى الريالين ما كانت في جيبي ، وكنت أميل لنادي النصر، وأحمد الله أنني ذهبت لنادي الهلال والسبب هو أن النصر يمتلك دفاعاً حديدياً لن يمكنني من البروز. وعن آخر ما قاله والده، قال: كان قبل ذهابي لمعسكر المنتخب بالكويت يقول لي: (الله يرضى عليك أحسن من رضاي عليك) ولم يخبروني هناك أنه توفي، وقد عرفت بوفاة والدي بعد مباراتنا مع منتخب الكويت، وعندما علمت انهرت. وقال "النعيمة": الشيخ عبدالعزيز بن باز صلى على الوالد في وجود الشيخ عبدالعزيز الماجد، ودمعت عيونهم عندما عرفوا أنه المتوفى. وأضاف: الشمس أقرب لك من أن ترى صالح النعيمة في منصب، لأن المسؤولين حساسون، ولو أنني رجل وصولي لرأيتني في المناصب العليا. وأردف: بنيت منزلي من خلال المكافآت التي حصلت عليها أثناء مشاركاتي مع المنتخب والهلال، ولم أعمل في عمل رسمي بعد الاعتزال، لكن فضل الله واسع ولا أحد يموت من جوع. وتابع: اعتزلت الرياضة وأعمل باتحاد كرة القدم مقابل راتب 3055 ريالاً لمدة خمس سنوات، فبعد اعتزالي جاءني الدهام وطلب مني الدوام بشكل رسمي أو الاستقالة، وكان هذا هو العمل الوحيد لي. وقال "النعيمة": ماجد عبدالله لاعب ماكر داخل منطقة الـ18، ونرتاح عندما يخرج منها، والتنافس بيننا كان شريفًا، ولم يكن بيننا أي تشاتم أو إساءة أو احتكاك غير حميم بالملعب. وأضاف: أول مبلغ حصلت عليه من نادي الهلال كان ألف ريال، أعطيت منها والدي 800 ريال ووضعت200 ريال في جيبي، وعندما حصلت على أول مكافأة وكانت 25 ألف ريال أخذ منها والدي خمسة آلاف ونصحني أن أشتري بالباقي سيارة، وعلمني إبراهيم اليوسف قيادتها. وأردف: في أيام الطفولة لم تكن لدينا أوقات لكرة القدم وكنا نجمع الأقمشة والجوارب القديمة ونصنع منها كرة للعب، ولقد نشأت في شارع الريل، وكان دائمًا معي شعار نادي اليمامة وجزمتي "دايس أم حديد"، وأصنع العارضات بالحجارة للعب كرة القدم.
مشاركة :