الإفراط في استهلاك الملح يسهم في زيادة خطر الإصابة بالسكري مع الأخذ في الاعتبار عوامل أخرى يمكن أن تساهم في زيادة الإصابة بالمرض.العرب [نُشر في 2017/09/21، العدد: 10758، ص(17)]زيادة تناول الملح تؤثر على مقاومة الجسم للأنسولين ستوكهولم- أظهرت دراسة سويدية حديثة، أن زيادة كميات الملح في الأطعمة التي يتناولها الإنسان يوميا، يمكن أن ترفع من خطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني. الدراسة أجراها باحثون في معهد الطب البيئي بجامعة “كارولنسكا”، بالتعاون مع باحثين من مؤسسات بحثية سويدية وفنلندية، وعرضوا نتائجها في المؤتمر السنوي للجمعية الأوروبية لدراسة مرض السكري، الذي عُقد في الفترة من 11 إلى 15 سبتمبر الجاري في لشبونة بالبرتغال. ولكشف العلاقة بين زيادة تناول الملح والسكري، راجع الباحثون بيانات أكثر من 1400 مريض بالسكري، بالإضافة إلى أكثر من 1300 شخص غير مصابين بالمرض. وجمع الفريق معلومات حول الوجبات الغذائية اليومية للمشاركين في الدراسة، وكمية الملح التي يتناولوها بشكل يومي. ووجد الباحثون أن الإفراط في استهلاك الملح يسهم في زيادة خطر الإصابة بالسكري من النوع الثاني، وذلك بعد الأخذ في الاعتبار عوامل أخرى يمكن أن تساهم في زيادة الإصابة بالمرض كالعوامل الوراثية وزيادة الوزن والتدخين وشرب الكحول والنشاط البدني.التقليل المبالغ فيه في نسبة الملح في الطعام يمكنه تعزيز هرمونات معيّنة فى جسم الإنسان ترتبط بأخطار عالية للإصابة بأمراض شرايين القلب ووجد الباحثون أيضا أن كل 2.5 غرام إضافية من الملح يتناولها الأشخاص يوميا فوق الحد المسموح به، تزيد خطر الإصابة بالسكري بنسبة 43 بالمئة. وأثبتت الدراسة أن تناول أكثر من 7.9 غرام من الملح يوميًا يزيد فرص الإصابة بالسكري من النوع الثاني بنسبة 58 بالمئة، مقارنة مع الأشخاص الذين يتناولون الملح في الحدود المسموح بها. وعن السبب في ذلك، قال الباحثون إن “زيادة تناول الملح تؤثر على مقاومة الجسم للأنسولين، ويمكن أن تؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم واكتساب الوزن الزائد، وهذه العوامل تسهم في الإصابة بالسكري”. وكانت منظمة الصحة العالمية حذّرت من أن الخبز يحتوى على أكثر من 25 بالمئة من كميات الملح التي يتناولها سكان إقليم شرق المتوسط، ثم يأتي بعده الجبن ومنتجات الطماطم المصنعة واللحوم والملح المضاف أثناء الطبخ أو أثناء الجلوس على مائدة الطعام كأهداف تالية. وأضافت أن “الحد من تناول الملح إلى أقل من 5 غرامات للشخص الواحد يوميا، يمكن أن يقي من مرض القلب والأوعية الدموية، وهو القاتل رقم واحد في إقليم شرق المتوسط خاصة والعالم عامة”. ووفقاً للمنظمة، فإن حوالي 90 بالمئة من الحالات المسجّلة حول العالم لمرض السكري، هي حالات من النوع الثاني، الذي يظهر أساسا جرّاء فرط الوزن وقلّة النشاط البدني، ومع مرور الوقت، يمكن للمستويات المرتفعة من السكر في الدم، أن تزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب والعمى والأعصاب والفشل الكلوي. في المقابل، تحدث الإصابة بالنوع الأول من السكري عند قيام النظام المناعي في الجسم بتدمير الخلايا التي تتحكم في مستويات السكر في الدم، وتكون معظمها بين الأطفال. ورغم كثرة الدراسات الطبية التي توصي بتقليل الملح في الطعام، أكدت دراسة كندية مستندة إلى نتائج دراستين دوليتين، أن الإفراط في تقليل كمية الملح في الطعام يمكن أن يكون له أضرار صحية أيضا. وشملت هذه الدراسات التي نشرت نتائجها في دورية “نيو إنغلاند” للطب، أكثر من 100 ألف شخص في 18 دولة، وقامت بتقييم الحصة اليومية من الصوديوم والبوتاسيوم وعلاقتها بمستويات ضغط الدم ومخاطر الإصابة بأمراض القلب والسكتات الدماغية والوفيات. وأكد الباحثون أن التقليل المبالغ فيه في نسبة الملح في الطعام يمكنه تعزيز هرمونات معيّنة فى جسم الإنسان ترتبط بأخطار عالية للإصابة بأمراض شرايين القلب.
مشاركة :