لِواط.. لا حَرج في استعمالها!

  • 8/13/2014
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

كثيرون من أهل العلم يجدون في أنفسهم وعند سواهم حرجا في سياق الحديث عن جريمة عمل قوم لوط استعمال لفظة لواط للفعل وللفاعل توصيفاً بـاللوطي ولا جرم أنّ مبعث هذا الحرج خشية الإساءة لنبي الله لوط عليه السلام وشرف اسمه من أن يلتاث اقتراناً بهذه الفعلة النكراء. وعند التحقيق يتبيّن أنّ الحرج -وإن تُحمد ناويا التنزيه في مبعثه- مرفوعٌ، وعليه فما من بأسٍ باستعمال اللفظة للفعل لواط ووصفا للفاعل بـلوطي وذلك أنّ جملةً من أهل العلم الكِبار وبخاصةٍ ممن تناول المسألة في بعض من تآليفهم أو ممن أفرد في هذا الجرم المشهود كتاباً مستقلاً بحيث لم يكونوا في حرجٍ من الاستعمال لـاللواط إشارة لتلك الفاحشة، ولم يُحفظ عن أحدٍ ممن كان قبلهم من الصحابة أنّهم وصفوا الفعل بـالفاحشة عوضاً عن اللواط. ولعلّهم في مجملهم قد أخذوا ذلك من مطلق اللفظ الوارد في حديث: اللوطية الصّغرى (إسناده حسن غير أنّ صحّته في وقفه على ابن عمر). وثمة حديثان آخران ذكرت فيهما اللوطية عند أبي داود في سننه وعند الإمام أحمد في مسنده عن ابن عباس. وكان ممن صنع ذلك دون تحرّج: الإمام الحافظ أبو محمد الهيثم بن محمد بن خلف الدوري في كتابه: ذم اللواط وكذلك هي صنعة الإمام الآجري في سفره: تحريم اللواط - وما من أحد قد تعقّبهما أو طاولهم تشنيعاً بحجة تعريض اسم النبيّ للإساءة! وممن نصّ على هذه التسمية دون نكارةٍ شيخ الإسلام ابن تيمية في مواضع من كتبه ومنها مثلا: الاستقامة 1/187-194، ومثله تلميذه ابن القيم في: الجواب الكافي 238-248 وغيرهما من صفحات كثر.. وكذا في كتابه الأشهر: إغاثة اللهفان في 70-71.. وتبعهما ابن رجب في: جامع العلوم والحِكم 1/320. وقال السفاريني في كتابه: قرع السياط في قمع أهل اللواط ما يلي: (وفلان لوطي أي يتعاطى عمل قوم لوط). ولم يذكر أنّ ثمة أحداً قد تعقّب من سبقوا بحجة الإساءة لاسم نبي الله لوط عليه السلام ولا لشخصه بخلاف ما كان من متأخرينا، ولعلّ للطبع أثرا في مثل هذا الاستنكار واستيحاش جرس اللفظة على أذنٍ تتوجّس خيفة من كلّ شيءٍ إذ قد ألفت تغليب ظنّ ليس محمودا في هذا الموطن! ولابن منظور في: لسانه كلام نفيس حول أصل التسمية لغة وما من شيءٍ في سوق كلامه يشي بالتثريب على الاستعمال. نقلا عن مكة

مشاركة :