تلاحق قوات سوريا الديموقراطية، تحالف الفصائل الكردية والعربية المدعوم من واشنطن، آخر فلول مقاتلي تنظيم داعش في الرقة، معقله الابرز في سوريا، بعد معارك دامت نحو اربعة اشهر، وفق ما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان الخميس. وقال المرصد السوري ان "قوات سوريا الديموقراطية والقوات الخاصة الأميركية بدأت عمليات تمشيط لكامل المدينة"، مشيرا الى ان "كثافة الألغام" التي خلفها الجهاديون تقف عائقا امام انهاء التمشيط "بشكل سريع" وامام "وصول القوات الى كامل أزقة وشوارع المدينة". ويتوارى آخر الجهاديين في الرقة، وفق المرصد، "في اقبية وملاجئ المنطقة الممتدة من الملعب البلدي والمخابرات الجوية" في وسط المدينة. واكد مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس "لم يبق سوى فلول من المقاتلين متمركزين على الاغلب في الملعب البلدي ومبنى المخابرات والمستشفى (الوطني) في ظل غياب تام للاشتباكات". ويدعم التحالف الدولي بغارات جوية ومستشارين على الارض وبالسلاح، قوات سوريا الديموقراطية في معاركها ضد الجهاديين. وكان عناصر التنظيم انسحبوا الاربعاء من الاحياء الشمالية في المدينة على وقع الضربات الكثيفة للتحالف ليتركزوا في حي الامين في الوسط، حيث المجمع الحكومي والمستشفى الوطني. وباتت قوات سوريا الديموقراطية بذلك، بحسب ما افاد المرصد الاربعاء، تسيطر على اكثر من 90% من المدينة. ودخلت تلك القوات الى مدينة الرقة، ابرز معاقل التنظيم الجهادي في سوريا منذ العام 2014، في يونيو بعد حوالى سبعة اشهر على هجوم واسع بدعم من التحالف الدولي بقيادة اميركية سيطرت خلالها على مساحات شاسعة من المحافظة الشمالية. وكانت قوات سوريا الديموقراطية اعلنت في بيان موقع باسم غرفة عمليات "غضب الفرات" الاربعاء انها في "المراحل النهائية لحملة غضب الفرات التي شارفت على النهاية". وخلال معارك الرقة، لجأ تنظيم الدولة الاسلامية بشكل كبير الى القناصة والطائرات المسيرة التي تلقي القنابل. كما زرع الالغام في كافة انحاء المدينة واستخدم سيارات مفخخة وانتحاريين. وانعكست المعارك دمارا كبيرا في المدينة، وفق ما شاهد مراسلون لفرانس برس ذهبوا الى الرقة مرات عدة خلال فترة المعارك. وتحدث المرصد السوري عن دمار طال "80 في المئة من المدينة". وبدا الدمار واضحا في الكثير من الاحياء، وانهارت منازل بكاملها واخرى تدمرت جدرانها او خلعت ابوابها، وانتشرت السيارات المحترقة في الشوارع او حتى على اسطح الابنية. ولم تخل جدران من اثار الرصاص او القذائف. ودفعت المعارك في الرقة وريفها عشرات الآلاف المدنيين على الفرار. كما قتل المئات جراء غارات التحالف الدولي، وآخرون برصاص الجهاديين اثناء محاولتهم الهرب. وتتضارب التقديرات حيال عدد المدنيين المتبقين داخل المدينة، وتحدثت الامم المتحدة في اخر تقديراتها عن وجود نحو 15 الف شخص. ويعاني هؤلاء، وفق الامم المتحدة، من اوضاع معيشية صعبة في ظل النقص الحاد في الغذاء والمياه والدواء. ومنى تنظيم داعش، الذي سيطر في العام 2014 على اراضي واسعة في سوريا والعراق المجاورتين، بهزائم متتالية في البلدين على وقع تقدم خصومه على جبهات عدة.
مشاركة :