تلاحق «قوات سورية الديموقراطية»، آخر فلول عناصر تنظيم «داعش» في الرقة، المعقل الأبرز للتنظيم في سورية بعد معارك دامت نحو أربعة أشهر. وقال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» إن «قوات سورية الديموقراطية والقوات الخاصة الأميركية بدأت عمليات تمشيط لكامل المدينة»، مشيراً إلى أن «كثافة الألغام» التي خلفها «داعش» تقف عائقاً أمام إنهاء التمشيط «في شكل سريع» وأمام «وصول القوات إلى كامل أزقة المدينة وشوارعها». ويتوارى آخر عناصر «داعش» في الرقة، وفق المرصد، «في أقبية وملاجئ المنطقة الممتدة من الملعب البلدي والمخابرات الجوية» في وسط المدينة. وأكد مدير المرصد رامي عبدالرحمن لوكالة فرانس برس: «لم يبق سوى فلول من المقاتلين متمركزين على الأغلب في الملعب البلدي ومبنى المخابرات والمستشفى (الوطني) في ظل غياب تام للاشتباكات». وكان عناصر التنظيم انسحبوا الأربعاء من الاحياء الشمالية في المدينة على وقع الضربات الكثيفة للتحالف ليتركزوا في حي الأمين في الوسط، حيث المجمع الحكومي والمستشفى الوطني. وباتت «قوات سورية الديموقراطية» بذلك، وفق ما أفاد المرصد الاربعاء، تسيطر على أكثر من 90 في المئة من المدينة. وكانت «قوات سورية الديموقراطية» أعلنت في بيان موقع باسم غرفة عمليات «غضب الفرات» أنها في «المراحل النهائية لحملة غضب الفرات التي شارفت على النهاية». وخلال معارك الرقة، لجأ تنظيم «داعش» إلى زرع الألغام واستخدم سيارات مفخخة وانتحاريين. وانعكست المعارك دماراً كبيراً في المدينة، وفق ما شاهد مراسلون لفرانس برس ذهبوا إلى الرقة مرات عدة خلال فترة المعارك. وتحدث «المرصد السوري» عن دمار طاول «80 في المئة من المدينة». وبدا الدمار واضحاً في الكثير من الأحياء، وانهارت منازل بكاملها وأخرى تدمرت جدرانها أو خلعت أبوابها، وانتشرت السيارات المحترقة في الشوارع أو حتى على أسطح الأبنية. ولم تخل جدران من آثار الرصاص أو القذائف.
مشاركة :