نيويورك - أعلن الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي مساء الخميس استعداد حكومته لإيقاف الحرب والتوصل إلى سلام شامل مع جماعة الحوثي الانقلابية لكنه أوضح أن إيران تغذي الصراع وأن المشكلة هي أن بلاده تواجه ميليشيا متطرفة دينية في اشارة الى جماعة أنصار الله الشيعية (جماعة الحوثي). وقال هادي في كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك "أجدد من هذا المكان استعدادنا لوقف الحرب والتوصل إلى سلام شامل فنحن لسنا دعاة حرب". ودعا المجتمع الدولي إلى محاسبة المعرقلين لعملية السلام في اليمن وتنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2216 الصادر في 2015 والذي نص على انسحاب مسلحي جماعة الحوثي من المدن التي سيطروا عليها عام 2014 وتسليم السلاح للدولة. وأضاف "مشكلتنا في اليمن ليست خلافا سياسيا يمكن إدارته عبر طاولات الحوار فقط. نحن نواجه جماعة دينية متطرفة تعتقد أن الله منحها أفضلية عرقية وأعطاها حقا إلهيا في الحكم (في إشارة إلى الحوثيين)". وجدد الرئيس اليمني اتهامه لإيران بدعم جماعة الحوثي سياسيا وعسكريا وماليا، مشددا على أن طهران "دأبت على زعزعة استقرار المنطقة عبر دعم مجموعات منفلتة وإرهابية". وقال إنه "لا يمكن أن يحصل السلام ما لم تتوقف إيران عن التدخل في شؤون المنطقة وانتهاج أساليب الفوضى والعنف". ودعا المجتمع الدولي إلى "كبح جماح أطماع إيران التوسعية غير المشروعة في المنطقة"، مشيرا إلى أنه تم سابقا ضبط عدد من السفن الإيرانية المحملة بالسلاح متجهة إلى اليمن، والقبض على مدربين يتبعون للحرس الثوري الإيراني وآخرين لجماعة حزب الله اللبناني في البلاد. ولم يصدر تعليق فوري عن السلطات الإيرانية المختصة حول تصريحات الرئيس اليمني واتهاماته. وذكر هادي أن بلاده بحاجة إلى الدعم والمساعدة نظرا لمستويات الفقر وانعدام الأمن الغذائي الذي تعاني منه خاصة في المناطق الواقعة تحت الحصار والحرب مثل مدينة تعز (جنوب غربي) المحاصرة من الحوثيين. وأعرب عن استعداد حكومته لتقديم كل التسهيلات اللازمة لإيصال المساعدات الإنسانية لكافة المناطق اليمنية. ودعا الدول المانحة والمنظمات الدولية إلى الإيفاء بتعهداتها التي أعلنت عنها في مؤتمر جنيف للمانحين في أبريل/نيسان لدعم خطة الاستجابة الإنسانية في اليمن للعام الحالي. وأشار هادي إلى أن العام قارب على الانتهاء دون أن تبلغ نسبة الايفاء بالتعهدات النصف. ونجحت الأمم المتحدة خلال المؤتمر الدولي للاستجابة الإنسانية بشأن اليمن الذي عقد في أبريل/نيسان بمدينة جنيف السويسرية بجمع تبرعات بلغت قيمتها 1.1 مليار دولار. ومنذ أكثر من عامين ونصف العام تدور في اليمن حرب بين القوات الحكومية مدعومة بتحالف عربي تقوده السعودية من جهة وبين مسلحي الحوثي وقوات الرئيس اليمني السابق، علي عبدالله صالح من جهة أخرى.
مشاركة :