جنيف - قنا: أكدت دولة قطر أن شعوب منطقة الشرق الأوسط تشعر أكثر من غيرها بمخاطر الأسلحة النووية وبالحاجة للتقدم نحو هدف نزع السلاح النووي، وترى أن إنشاء منطقة خالية من الأسلحة النووية وإلزام إسرائيل بتنفيذ القرارات الدولية ذات الصلة والانضمام إلى معاهدة عدم الانتشار يمثل خطوة أساسية في هذا الاتجاه. جاء ذلك في بيان ألقاه سعادة الشيخ علي بن جاسم آل ثاني سفير دولة قطر لدى جمهورية النمسا ومندوبها الدائم لدى الأمم المتحدة والمنظمات الدولية في فيينا، ورئيس وفدها إلى المؤتمر السنوي العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية المنعقد في فيينا حالياً. وأعربت دولة قطر عن أسفها لعدم تنفيذ قرار مؤتمر استعراض المعاهدة لعام 1995 الخاص بالشرق الأوسط رغم مرور (22) عاماً على صدوره، ودعت الوكالة للقيام بدور فاعل لتجاوز العقبات المصطنعة التي تحول دون إحراز تقدم باتجاه إنشاء المنطقة الخالية من الأسلحة النووية. وفيما يتعلق بالاستخدامات السلميّة للطاقة النووية، اعتبرت دولة قطر هذه الاستخدامات محرّكاً أساسياً لتحقيق التنمية وتعزيز التقارب بين الشعوب وبناء عالم أكثر أمنا للجميع. وقالت إنها تولي أهمية كبيرة لتطوير مؤسساتها المعنية بالتطبيقات السلمية للطاقة الذرية، خاصة في مجالات الأغذية والزراعة والصحة البشرية والبيئة، وهي تتقدم بثبات وفق خطة بعيدة المدى تضمَّنها برنامج دولة قطر للتنمية (رؤية قطر الوطنية 2030)، وتعمل على إعداد البيئة الأساسية لتعظيم الاستفادة من التطبيقات السلميّة المختلفة، وبضمنها إعداد الكوادر المؤهلة. وعبرت دولة قطر عن امتنانها للتعاون والخبرات التي تقدمها الوكالة الدولية للطاقة الذرية لها في تنفيذ المشاريع، والتطلع لتوسيع وتعزيز هذا التعاون في المستقبل وبما يسرّع وتيرة برامج قطر التنموية وتطورها العلمي. كما أثنت على الدور المركزي للوكالة في ترسيخ التعاون الدولي وتدابيرها الرامية إلى النهوض بالاستخدام السلمي للطاقة النووية وبالسلامة والأمن والأمان النووي والأمان الإشعاعي وأمان النقل وأمان النفايات، مؤكدة على أن الأمن والأمان النووي لم يعد مسألة تهم البلدان التي لديها محطات للطاقة النووية أو تلك التي تخطط لإنشاء مثل هذه المحطات فحسب، بل أصبحت سلامة وأمان مفاعلات الطاقة ترتبط بأمن المجتمع الإنساني ككل، ما يستوجب تعزيز الأطر القانونية الدولية والإقليمية والوطنية وزيادة الشفافية وتقاسم المعلومات وبناء الثقة في تلك الأنشطة. وفي هذا الصدد، أشارت دولة قطر إلى المخاطر المتزايدة للهجمات السيبرانية على أمن وأمان المفاعلات النووية وضرورة تعزيز جهود الوكالة في مساعدة الدول على تعزيز الأمن الحاسوبي. وتقدمت دولة قطر في بيانها بالتهنئة لسعادة السيد يوكيا أمانو المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية على إعادة انتخابه، معربة عن اعتزازها بقيادته المهنيّة والمستقلة والحكيمة للوكالة وسعيه المثابر لتعزيز دورها في تسخير الطاقة النووية في خدمة السلام والتنمية الاقتصادية والاجتماعية، واستخدام مفاعلات الطاقة بأعلى درجات الأمن والأمان، ومواجهة مخاطر انتشار الأسلحة النووية.
مشاركة :