رؤية شخصية بحتة صادقة؛ لأنها من القلب، وصادمة؛ لأنها من الواقع، لك الحق أن تقبلها أو تختلف معها، فقط تحمّلني إلى آخر كلمة. 1- من هنا كانت البداية وابتدا الشعب الحكاية 11 فبراير/شباط شباب الثورة والحركات الثورية انصرفوا منتصرين. الإخوان انصرفوا مأجورين. أبو إسماعيل وبعض الحركات رفضوا الانصراف. الجيش يحث الجماهير على الانصراف بتحية الشهداء الشهيرة، مع ضحكات شيطانية مكتومة في الخلفية. أنا كنت سعيداً جداً بمن انصرفوا وناقماً على مَن رفض الانصراف. 2- المسمار الأول: من 11 فبراير/شباط إلى 18 مارس/آذار: الجيش يدعو للجنة تعديل الدستور. ويميل ناحية الإسلاميين. ويوحي بأنه يقبل أن ينتخب الشعب من يكتب دستوره، وأنه لا يفضل أن يختار هو من يكتب للشعب دستوره. موقف جميل لكن الضحكات الشيطانية ما زالت مكتومة ومستمرة. الإسلاميون يشاركون بشكل مميز في لجنة التعديلات. الثوريون ينتقدون اللجنة. ونحن ننتظر ما ستكتبه اللجنة. 3- مراهقة سياسية: الإسلاميون (نعم للتعديلات) التي تمكن الشعب من اختيار ممثليه لكتابة الدستور. الثوريون (لا للتعديلات)؛ لأن الدستور أولاً قبل الانتخاب. رغم أن هذا كان يعني اختيار لجنة من قِبل المجلس العسكري. الجيش وضع أول مسمار في نعش التوافق بذكاء. ابتلع الإسلاميون والثوريون (مطعمين بكوادر تبدو ليبرالية لكنها معسكرة) الطعم. والضحكات تتسع بحجم البحر، وشربه رفقاء الدرب بكل غباوة. الإعلام يتغنى بمصائب السلفيين الذين قفزوا للصدارة فجأة. لم نكن نلحظ الخلايا المزروعة لتأجيج الشقاق. أنا (نعم للتعديلات الدستورية).. أخف الضررين. 4- قطيعة الرحم الثوري: قمة الغباء ١٩ نوفمبر/تشرين الثاني بعد مليونية رفض الفوق دستورية أحداث محمد محمود ومجلس الوزراء. الإخوان لم ينزلوا كتنظيم وتحفظوا على المشاركة الجماعية. وإنما تولى كِبر الهجوم على الشباب في محمد محمود حزب النور الذي لم تتضح معالمه بعد. الإعلام مع الشباب بينفخ في الكير لا لوجه الوطن. هاجمت الإخوان يومها وقلتُ (أُكلت يوم أُكل الثور الأبيض). انتهينا إلى القطيعة بين فصائل الثورة وتأجيج للكراهية من الإعلام. مجموعة إعلاميين ركبوا الثورة. ولأن آفة حارتنا النسيان فقد نسينا مواقفهم السابقة المؤيدة للنظام البائد. وتم ضخ وجوه جديدة في الإعلام لاستكمال السيناريو. أصبح العدو الآن الإسلاميين الطامعين في الحكم. إعادة رسم العدو تم بواسطة الإعلام وأخطاء الإخوان. وضحكات تصل إلى حد الكركرة المكتومة. 5- انتخابات الضرر والضرار: انتخابات الشعب: صعود غير طبيعي لحزب النور. صعود أقل من المتوقع للإخوان. انهيار التحالفات الأخرى. اتساع الفجوات بين الثوار. الإعلام يركز سهامه نحو حزب النور خالطاً متعمداً بينه وبين بقية التيار الإسلامي. ظهور ونيس والبلكيمي وتصريحات عنصرية لبرهامي وانطلاق لفتاوى شاذة من البرهامي وصحبه وهذا هو الإسلام. وعملية تسلط غير مبررة في لجنة الدستور الأولى من حزب النور؛ لإحراج الأغلبية (الإخوان) دينياً، ثم عملية تسلط أخرى ممن ادعوا الثورية؛ لإحراج الأغلبية ثورياً. المقصود طبعاً إسقاط دستور لا يعسكر الدولة، ثم تأتي الدستورية بحكم يمثل الضربة القاضية للجنة الدستور ومجلس الشعب أصلاً. الضحك يزداد ويزداد ويتوسع ويشد زناد بندقيته. 6- أُم الخطايا: انتخابات الرئاسة: نسف كل المنافسين ممن قد يصنعون إرباكاً للمشهد الذي أرادوه. الدفع بشفيق بعد حجب سليمان لسبب غير معلوم. إحجام قامات سياسية توافقية عن المعركة. الإخوان قرروا (يشيلوا الليلة ويحاسبوا ع المشاريب) رغم التحذيرات المتواترة وإعادة التصويت على القرار مرتين داخل الجماعة، ويدخلوا انتخابات الرئاسة ( الخطيئة الكبرى). اعترضت على مشاركة الإخوان بعد إعلانهم عن عدم المشاركة مراراً، وكتبت (لماذا تصدرون لنا أشد الحلول مرارة؟). الانتخابات بشقيها انتهت إلى فوز غير مريح للدكتور مرسي، أعقبه إعلان دستوري عسكري مكبّل لسلطات الرئيس. ملحوظة: التدوينات المنشورة في مدونات هاف بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.
مشاركة :