دمشق – فؤاد مسعد| بات المسلسل الاجتماعي المعاصر «فوضى» جاهزاً للعرض، وهو من إخراج سمير حسين، تأليف حسن سامي يوسف ونجيب نصير، وبطولة عدد كبير من نجوم الفنانين؛ منهم سلوم حداد، ديمة قندلفت، نادين تحسين بك، عبدالمنعم عمايري، سامر اسماعيل، فادي صبيح، زهير رمضان، مرح جبر، إمارات رزق، محمد قنوع، محمد خير الجراح، سوسن ميخائيل، هيا مرعشلي. الغوص للعمق المسلسل الذي عانى قبل تصويره عمليات توقف وتأجيل، وبعد أن انطلقت عجلة تصويره تعرض لكثير من المصاعب والتحديات، سيكون رهاناً قوياً، لا بل يعتبر واحداً من أهم الأعمال التي تعج بالخطوط الدرامية التي تغوص إلى العمق، متناولة قضايا تلامس المواطن العربي وتعنيه في الصميم. يشير المخرج سمير حسين إلى صعوبة العمل قائلاً: العمل صعب جداً ومُتعب ومعقد، وبالنسبة إلي سبق أن أنجزت أعمالاً صعبة مثل «قاع المدينة، وراء الشمس، بانتظار الياسمين..» لكنه العمل الأصعب بلا أية مقارنة، كما أنه الأكثر أهمية مما قدمت والأكثر ادهاشاً، صحيح هو اجتماعي ولكن نستشف فحواه من اسمه «فوضى»، إنها فوضى العشوائيات وانتقالها إلى أبنية وأحياء الطبقة المتوسطة التي كانت سائدة أواسط القرن الماضي، الأمر الذي انعكس على شخصيات المسلسل، فبات هناك عشوائية وفوضى حتى في العقل والروح وفي علاقاتنا، وما يحدث لشخصيات العمل يعتبر مرآة لما يحدث للناس الموجودين في هذه المنطقة. أما على صعيد الرؤية البصرية فيؤكد أنه حقق لمسة خاصة على صعيد الشكل الفني، فكل ما يعتلج في العقل والروح والوجدان من فوضى سينعكس من خلال الصورة وحركة الكاميرا والإضاءة، كما سينعكس عبر أفعال الشخصيات وتفاصيل العمل. الصعاليك والمهمشون يشير المخرج سمير حسين إلى أن المسلسل يُعد «نشيدا إنسانيا» يقدم حالة مكثّفة عن المجتمع، فهو يعج بعلاقات حب وبمفارقات استثنائية مطابقة لما حدث منذ عام 2011 وحتى الآن، فالعمل خطير وتنويري ومكتوب بطريقة مهمة، يتحدث عن حكايات الصعاليك والناس المهمشين (الدراويش)، وعلى سبيل المثال هناك شخصية تعاني فشلا كلويا، وبينما نتابع حكاية شاب اختفى فجأة وسط الأحداث فظن أهله أنه لن يعود، ولكن عندما يعود يجد أن زوجته قد تزوجت أخاه وهي حامل، لنكتشف أنها ليست حاملاً من أخيه، لأنها في المكان الذي كانت موجودة فيه وضمن هذه الفوضى قد اغتصبت، وفقدت أهلها وباتت وحيدة ضمن صراعات خطيرة. ومن الشخصيات المهمة أيضاً هناك المحامي النزيه الذي يرى أن القانون يبني الإنسان والدول والحضارة، ولكن يتعرض له أحد الذين ركبوا موجة الأزمة ويضغط عليه للتنازل عن قضية، ويصل الأمر إلى تهديده بالقتل، وهذا الرجل الذي ركب موجة الأزمة غير مرتبط بأحد، ولكن فجأة باتت له إمبراطوريته الخاصة.
مشاركة :