اللصوص فرسان في الحروب الصليبية

  • 9/23/2017
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

يتناول جيمس واترسون في كتابه «سيوف مقدسة الجهاد في الأراضي المقدسة» الحقبة التاريخية، التي واكبت بدء الحملات الصليبية على العالم الإسلامي تحت ستار الدين، واستمرت لما يقرب من مئتي عام (1906-1291) وكانت البلاد مقسمة إلى إمارات صغيرة متشاحنة يحكمها أمراء لا يهمهم غير أطماعهم الشخصية، وتوسيع رقعة إماراتهم على حساب الآخرين، وقد صدر الكتاب عن المركز القومي للترجمة في القاهرة بعد أن ترجمه يعقوب عبدالرحمن إلى العربية.بدأت الحملة الصليبية الأولى، بعد موعظة البابا أوربان الثاني، التي عقدها وسط فرنسا في نوفمبر/تشرين الثاني 1095 وألقى أوربان خطبة مملوءة بالعواطف؛ لحشد عدد كبير من النبلاء ورجال الدين الفرنسيين، فدعا الحضور إلى انتزاع السيطرة على القدس من أيدي المسلمين، وقال: «إن فرنسا قد اكتظت بالبشر، وأن أرض كنعان تفيض حليباً وعسلاً وتحدث عن مشاكل العنف لدى النبلاء، وأن الحل هو تحويل السيوف لخدمة الرب».واستطرد البابا: «دعوا اللصوص يصبحون فرساناً» وتحدث عن العطايا في الأرض كما في السماء، بينما كان محو الخطايا يُقدم لكل من يموت أثناء الحملات الصليبية، فيما عُرف ب»صكوك الغفران»، وامتدت هذه الصكوك بعد ذلك ليتم منحها لمن يشارك في الغزوات ضد مصر وشمال إفريقيا. كانت الأوضاع مأساوية في معظم البلاد الإسلامية، فكانت مصر بحلول سنوات الستينات من القرن الثاني عشر تقوم بدفع إتاوة للفرنجة، فقط لتتحاشى أن يقوم الفرنجة بغزوها، ولم تكن الأوضاع في بلاد الشام بأفضل منها في مصر، فقد كانت بلاد الشام في هذه الفترة تتألف من عدة ممالك وإمارات صغيرة متفرقة ومتشاحنة أيضاً، ولم يكن المسلمون في بلاد الشام يدركون أطماع الفرنجة، عندما بدأت جيوشهم تزحف نحو الشرق فوصلت إلى البوسفور في عام 1099.

مشاركة :