إيكونومست : الحصار فشل في إجبار قطر على تقديم تنازلات

  • 9/23/2017
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

ذكرت مجلة «إيكونوميست» البريطانية أن المملكة العربية السعودية تشهد أوقاتاً عصيبة، مشيرة إلى أن الشرطة السعودية اعتقلت على مدى الأسبوعين الماضيين عشرات الشخصيات العامة، التي يبدو أن لديها القليل من القواسم المشتركة.أضافت المجلة، في تقرير لها، أن أبرز المعتقلين هو الشيخ سلمان العودة، رجل الدين الشهير الذي يقدم المواعظ الدينية لنحو 14 مليون متابع على «تويتر»، بيد أن القائمة تضم أيضاً كتاباً وناشطين في مجال حقوق الإنسان، وحتى مسؤولين من وزارة العدل. وأشارت إلى أنه في 11 سبتمبر، انتقد خالد، وهو شقيق العودة، اعتقال أخيه، وقال على موقع «تويتر»: «لقد كشف (الاعتقال) عن حجم الغوغائية التي نرتع فيها»، ثم سرعان ما اعتقلته السلطات أيضاً. ورأت المجلة أن دوافع المملكة لشن هذه الحملة مبهمة، مشيرة إلى أن الاعتقالات جاءت قبل 15 سبتمبر، عندما دعا ائتلاف من الناشطين إلى احتجاجات للمطالبة بمزيد من الحرية السياسية. ولفتت إلى أن الموعد المحدد للاحتجاجات مر بهدوء بسبب تواجد مكثف للشرطة في شوارع المدينة، وألمح مسؤولون سعوديون إلى أنها مؤامرة أجنبية نظمتها جماعة الإخوان المسلمين، ووصف أحد المعلقين الاعتقالات بأنها «حملة لتطهير مؤسسات الدولة». وأوضحت المجلة أنه حتى هذا الصيف، كان خليفة الملك المعين هو محمد بن نايف، وزير الداخلية السابق الذي يحظى بالاحترام، ولكن في شهر يونيو قلب الملك ترتيب الخلافة وجعل ابنه محمد بن سلمان ولياً للعهد. وأضافت «إيكونومست» أن بن سلمان الذي يبلغ من العمر 32 عاماً، تولى أول دور عام له في عام 2015، عندما أصبح وزير الدفاع، ومنذ ذلك الحين أشرف على حرب مدمرة في اليمن المجاور، وخطط لمقاطعة دولة قطر. وأشارت المجلة إلى أن حصار قطر سبب ألماً اقتصادياً في جميع أنحاء الخليج، لكنها لم تجبر حتى الآن دولة قطر الغنية بالغاز على تقديم أي تنازلات. ولفتت إلى أن معظم المعتقلين إما عارضوا هذا الحصار أو التزموا الصمت حياله، بينما حثت وزارة الداخلية السعوديين على الابلاغ عن المواطنين الذين يشاركون مثل هذه «الأفكار المتطرفة» على الإنترنت. وتمضي المجلة للقول: إن محمد بن سلمان لديه جدول أعمال واسع النطاق في بلده، فهو يريد أن يقلل من اعتماد المملكة على النفط، وقطع المعونات السخية، وبيع جزء من شركة أرامكو السعودية، وهي شركة عملاقة مملوكة للدولة، لإنشاء صندوق ثروة سيادية، كما يريد أن يخفف من القيود المفروضة على الثقافة السعودية، مثل فتح دور السينما في المملكة حيث يتم حظرها. وأوضحت أن التغييرات التي يريدها بن سلمان أثارت الجدل وأجبرت السعوديين على التقشف، وأثارت غضب المحافظين الدينيين، وكان أحد الرجال الذين اعتقلوا هذا الشهر، عصام الزامل، انتقد بشدة خطة أرامكو. وذكرت المجلة أن محمد بن سلمان كان غامضاً بشكل ملحوظ في قضية واحدة وهي السياسة، فالأحزاب السياسية محظورة في المملكة وهناك قيود مفروضة على الكلام، ولم يبد بن سلمان أي اهتمام بتغيير ذلك. واعتبرت المجلة أن العودة ليس صوت المملكة الأكثر تقليدية، مشيرة إلى أن هناك العشرات من رجال الدين الآخرين الذين يشكلون تهديداً أكبر للإصلاحات الثقافية التي قام بها ولي العهد، ومع ذلك مازالوا أحراراً. ونقلت المجلة عن جمال خاشقجي، الصحافي السعودي المخضرم، قوله: «الفرق الوحيد بينهم هو أنهم يؤمنون بالطاعة الكاملة للحاكم، ويرون أنه واجب ديني»، وذكرت المجلة أن العودة ليس كذلك، فقد كان زعيم حركة «الصحوة» في التسعينات، وهي حركة إسلامية دفعت إلى إحداث تغييرات سياسية، وبعد عقود من الزمن، ألف كتاباً أشاد فيه بالثورات العربية في عام 2011 (تم حظره). وأضافت المجلة أنه من المحتمل أن يطلق سراح بعض المحتجزين، وأن حملة القمع هذه قد لا تكون لها أهمية، فبصرف النظر عن بعض التحريض على وسائل الإعلام الاجتماعية، لم يكن هناك خلاف يذكر على سياسات ولي العهد، ونقلت عن خاشقجي، الذي يخشى القبض عليه أيضاً إذا عاد من أميركا، قوله: «لا أحد يتحدى بن سلمان، الصحف السعودية مليئة بالثناء على جهوده، ما حدث مجرد عمل متهور».;

مشاركة :