أغلبية الأطفال يصابون بمرض الحماق

  • 9/24/2017
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

ينتشر مرض الحماق أو جدري الماء بين قطاعات واسعة من الأطفال في المجتمعات طوال معظم فصول العام، ويعد من الأمراض المعدية للغاية، ولذلك يمكن أن يهاجم أغلبية تلاميذ الفصل المدرسي الواحد وبين الفصول الأخرى، وبين أكثر من طفل في الأسرة الواحدة، وهناك بعض الأسر التي تصاب بالكامل بهذا المرض نتيجة نقل أحدهم للعدوى، ونلاحظ أن الكثير من المنازل تمر بهذه المشكلة في فترة زمنية معينة، وهذه المشكلة المرضية تسبب حالة من الألم الشديد للطفل، والتي تجعله يبكي فترات طويلة من اليوم.ما يميز هذا المرض أنه سهل العلاج والتخلص منه ببعض الأدوية المعتادة والتي لها فاعلية جيدة، وبعد الشفاء من هذا المرض يكتسب الطفل مناعة منه، ولا يصاب به مرة أخرى طوال فترة حياته، والخطورة في إصابة هذا المرض للأطفال حديثي الولادة، والسبب أن المناعة لديهم في هذه المرحلة ضعيفة للغاية ويمكن أن يسبب هذا المرض خطورة جسيمة على حياة هؤلاء الصغار، ومن السهل على الأطباء والأم أيضا تشخيص هذا المرض بسرعة، ومن ثم بداية رحلة العلاج السريع وتخفيف الألم عن الطفل، وفي هذا الموضوع سوف نتناول أسباب انتشار هذا المرض، وطرق الوقاية منه وسبل العلاج المتاحة للشفاء من مرض جدري الماء، وكذلك الأعراض التي تظهر على الأطفال وتسهل من تشخيص هذا المرض.مرهق للكباريسبب مرض جدري الماء نوع من الفيروسات المعدية، ويظهر على هيئة بثور وطفح جلدي وبقع حمراء على البشرة، وتنتشر بسرعة في جميع أنحاء الجسم، وفي بداية المرض تظهر البثور المتهيجة شفافة وتؤدي إلى الحكة، وهذه البثور تمتلئ بالماء ثم بعد عدة أيام يجف الماء تماما، وفي هذه المرحلة تظهر قشور على البثور، وتخلف البقع مكان البثور ثم تقل مساحة هذه البقع بالتدريج ثم تختفي مع الوقت، وفي بعض الأطفال تترك أثراً طفيفاً على البشرة، ويقوم جهاز المناعة لدى الأشخاص بمهاجمة هذا المرض والقضاء عليه، ولكن هناك خطورة كبيرة على الأفراد الذين لديهم ضعف في جهاز المناعة، وكذلك المدخنون ومدمنو المخدرات نتيجة أيضا ضعف المناعة الذي تسببه هذه العادات السيئة، وتتضاعف الخطورة في حالة إصابة هذا المرض الأشخاص أو الأطفال الذين يعانون من مرض سرطان الدم، وكذلك الأشخاص الذين يتناولون أدوية لتثبيط المناعة، نتيجة زراعة عضو جديد بالجسم ويصبحون أكثر تعرضا لمهاجمة جدري الماء، ويمكن أن يصاب بعض المراهقين والشباب والكبار بمرض جدري الماء، وفي هذه الحالة تكون الأعراض أشد والضرر أكثر من مرحلة الطفولة.سريع العدوىيستمر مرض جدري الماء فترة أطول في حالة إصابة الكبار، وأضراره أقوى وتأثيراته مرهقة للكبار عن الصغار، ولذلك درجة العناية الطبية تزيد ويتم عزل الشخص الكبير حتى يتماثل للشفاء التام، وغالبا ما يوجه الطبيب بعض الإرشادات للكبار بعدم الاختلاط في الجامعة أو أماكن العمل، إلى أن تنقضي فترة حضانة الفيروس وتزول فترة العدوى وتختفي الأعراض المؤلمة، والفيروس الذي يسبب هذا المرض يسمى فيروس «النطاقي الحماقي»، ويسهل انتقاله من خلال الجهاز التنفسي عبر الهواء، كالقرب من الشخص المصاب والتعرض للهواء الذي يصدر منه وأيضا السعال أو العطس والقرب منه عند الحديث، وعن طريق استخدام الأدوات الشخصية للمريض، ومنها استعمال المنشفة والنوم في نفس المكان على الأغطية، وارتداء أحد ملابسه ولمس الأشياء التي استخدمها مثل القلم والحاسب والمصعد ومقبض الباب، وكذلك ينتقل الفيروس من خلال الغذاء والشراب الملوث به، والتعرض لبعض إفرازاته من الشخص المصاب أو نقل دم منه إلى شخص سليم، وينتقل الفيروس كذلك في حال مخالطة الشخص المريض، وكذلك من خلال اللعاب عن طريق تناول الماء وراء الشخص المصاب، وأيضا تنتقل العدوى عند ملامسة البثور والبقع وما بها من طفح وصديد، وفي فترة حضانة الفيروس وظهور أعراض جدري الماء يصبح الفيروس في أشد حالات العدوى والنشاط، وتأثيره مضاعف إذا هاجم الكبار وكذلك ضعاف المناعة، وتوضح الدراسات الحديثة أن مرض جدري الماء يعد من أكثر الأمراض الوبائية الفيروسية من حيث الانتشار، حيث يمكن أن يهاجم مناطق كاملة أو مدارس ودور حضانة بالكامل، ويسمى في هذه الحالة وباء، وتتوقف الدراسة والحياة في هذه المنطقة أو المدرسة لحين التخلص والقضاء على هذا الوباء، ويسترد الأطفال عافيتهم ويتم تحصين الأطفال الذين لم يصابوا بالمرض.صداع وحمىتظهر بعض الأعراض نتيجة إصابة الأطفال بمرض جدري الماء في أي مرحلة من فترات الطفولة، وهذه الأعراض تتمثل في ظهور بثور صغيرة وبقع تغطي الجسم كله أو تنتشر في أماكن محدودة من الجسم، ويتوقف ذلك على شدة المرض وقوة جهاز المناعة لدى الطفل الذي يقاوم الفيروس، وتبين بعض الدراسات أنه في معظم الحالات المصابة من الأطفال تظهر هذه البقع الجلدية في منطقة الوجه أو أجزاء من الصدر مع البطن، وفي بعض الأطفال كذلك يظهر في منطقة الظهر، وفي بعض الأحيان ينتشر في الساقين والذراع، كما أن بعض الأطفال يظهر لديهم في فروة الرأس مع كامل الأذنين، ومن الأعراض الأخرى ارتفاع بسيط في حرارة جسم المصاب والشعور بالصداع، وحالة من هيجان الجلد والحكة الشديدة في أماكن الجلد المصاب، ويشعر البعض بألم في الظهر وكذلك بعض المفاصل، ويفقد بعض الأطفال جزءا كبيرا من الشهية، وفي حالة إصابة الكبار تحدث بعض المضاعفات الأخرى، ومنها الإصابة بحالة شديدة من السعال مع ضيق وصعوبة في التنفس، ويحدث لدى البعض التهابات في الرئة، ويحدث لدى بعض الأشخاص التهابات في قرنية العين وعدوى بكتيرية حادة، وكذلك الإصابة بمتلازمة راي، وهو مرض عصبي حاد يتفاقم نتيجة الإصابة بالجدري المائي، ويسبب تضخما في الكبد والدماغ بشكل ملحوظ، وهي من الحالات الجسيمة التي تمثل خطورة حقيقية على الشخص المصاب، ويوجد بعض الأمراض التي تتشابه مع مرض جدري الماء، ومنها مرض الحصف ومرض الهربس الذي يحدث أضراراً بالبشرة والجلد كذلك، ومن السهل أن تنقل الأم الحامل المصابة بمرض الجدري المائي المشكلة إلى الجنين وأيضا الطفل بعد الولادة، ويكون الأمر في هذه الحالة غاية في الخطورة وتأثيراته السلبية شديدة.تجنب المسكناتيتحسن الطفل المصاب بالجدري المائي تدريجيا، فهذا المرض ليس له علاج والمناعة هي التي تتدخل للقضاء عليه، ومعظم حالات الإصابة بمرض جدري الماء تكون بسيطة، ويشفى الأطفال تماما دون تناول أدوية طبية، كل ما يمكن فعله هو تناول أدوية للتخفيف من أعراض المرض، أو اللجوء إلى بعض الأساليب الطبية للتخفيف من حدة المرض، فيمكن التقليل من الحكة باستخدام بعض الكمادات الباردة، مع تناول مضادات الهستامين، إلى أن تنتهي دورة المرض ويشفى الطفل، وينصح الأطباء بعدم تناول المسكنات التي تشتمل على أيبوبروفين للأطفال وأيضا الأسبرين بشكل نهائي، لأن هذه الأدوية لها آثار جانبية خطيرة على الطفل، ومنها الوصول إلى حالة الفشل الكبدي والتسبب في وفاة الطفل، ومن المهم توقف الحكة باستخدام بعض الكريمات المرطبة للبشرة، لأن الحكة سوف تترك أثراً وندبات مكان البثور، ويمكن التخلص من ارتفاع الحرارة باستخدام خافض الحرارة، مع المحافظة على تناول كميات كبيرة من الماء والسوائل لتجنب الجفاف، ومن الجائز استخدام أدوية مضادات الالتهاب، ومسكنات الألم للعضلات والدماغ مثل الباراسيتامول، ويمكن تناول اللقاح خلال أول 4 أيام من التعرض للجدري للحماية من الإصابة.

مشاركة :