لأصحاب الذاكرة القصيرة، أود التذكير أن فرع الشيخ أحمد بن علي من أسرة آل ثاني أصدر في 2 يونيو، أي قبل صدور قرارات المقاطعة، بياناً تبرأ فيه من تنظيم الحمدين وأدان سياستهما العدوانية تجاه دول الخليج ورعايتهما للإرهاب وتمويله، أي أن التحركات المعارضة لطغمة الدوحة سبقت قرارات المقاطعة وانطلقت من إحساس بالمسؤولية لدى أسرة آل ثاني تجاه بلدهم وجوارهم. ويكتسب هذا التذكير أهميته مع توالي البيانات المؤيدة والداعمة لمبادرة الشيخ عبد الله بن علي آل ثاني، أمير قطر القادم، الذي دعا لاجتماع حاسم للأسرة ولأعيان البلاد ووجهائها، وهي المبادرة التي تعززت ببيان الشيخ سلطان بن سحيم بن حمد آل ثاني والتأييد العلني من الشيخ مبارك بن خليفة آل ثاني، وهذا يعني تأييداً من مختلف فروع أسرة آل ثاني. ومن المتوقع والمنتظر صدور المزيد من هذه البيانات، حيث يتم تداول خمسة أسماء على الأقل لشيوخ من أسرة آل ثاني يستعدون لخطوات مماثلة. وجدير بالذكر أن هذه المبادرات أخذت زخماً مهماً بعد نتائج مؤتمر إنقاذ قطر الذي انعقد في لندن منتصف الشهر. وواقع الأمر أن هذه التحركات التي نتمنى لها التوفيق بإذن الله هي رسالة مزدوجة للحكم القطري والجوار الخليجي، فالحكم القطري مطالب أن يستمع لصوت العقل ولرأي الشعب القطري، وهو الذي يدّعي أن تأييده للحرائق التي أشعلها في عدد من دول المنطقة كان استجابة لرأي شعوب تلك الدول. بينما ينكص عن السماع لرأي الشعب القطري الذي يريد علاقات أخوة وحسن جوار طبيعية مع أشقائه وجيرانه ولا يريد أن تتحول قطر إلى مكب نفايات بشرية يجتمع فيها كل مجرم وكل متآمر وكل إرهابي. وها هم أبناء قطر يرفعون الصوت عالياً في وجه هذا النظام ليوصلوا له ما أصمّ أذنيه عن سماعه طيلة 22 عاما من الحقد والتآمر. أما الجوار الخليجي، فرسالة الشعب القطري إليه أصبحت واضحة وضوح الشمس، وهي أنهم لا يقبلون الحال التي أوصلهم إليها تنظيم الحمدين، وهم حريصون على أواصر الأخوة والقربى ويرفضون أن تتحول بلادهم بؤرة للخيانة والتآمر ضد الأشقاء، فهذه ليست من عادات العرب الأقحاح ولا من صفاتهم، كما أن تواجد قوات الاحتلالين الإيراني والتركي بما يمثله من تهديد لأمن الخليج أمر مرفوض من قبل أبناء قطر الشرفاء. وفي الوقت الذي نرحب فيه بالخطوات المباركة لأبناء قطر الشرفاء، نتمنى على دول الخليج وبقية دول العالم أن تبادر للاعتراف بأي خطوة يقوم بها أبناء قطر لإنقاذ بلدهم، وأن توجه إنذارا مشتركا للاحتلالين التركي والإيراني لسحب قواتهم وعدم الوقوف في وجه الطموحات المشروعة لأبناء قطر الشرفاء. بالطبع سيخرج علينا نامق غداً ليقول بعنتريته المشهودة: إن قطر ليست تونس، وعندها سنصفق له كثيراً، ونقول: ما أقصر ذاكرتك يا هذا!
مشاركة :