لجين الأحمدي - جدة في 2 يناير 2016 هاجم مئات المتظاهرين الإيرانيين مبنى القنصلية السعودية في مدينة مشهد بإيران وأضرموا النيران فيها، كما اقتحموا السفارة السعودية في العاصمة طهران وهشموا الأثاث وزجاج النوافذ ونهبوا محتويات السفارة.وفي اليوم التالي أعلن وزير الخارجية السعودية عادل الجبير قطع العلاقات الدبلوماسية بين طهران والرياض، وطالب أعضاء البعثة الدبلوماسية الإيرانية بمغادرة السعودية خلال 48 ساعة، وصرح الجبير أن تاريخ إيران مليء بالتدخلات السلبية والعدوانية في الشؤون العربية وأن الاعتداء على السفارة والقنصلية السعوديتين في إيران يشكل انتهاكا صارخا لكافة الاتفاقيات والمواثيق والمعاهدات الدولية.وفي هذا السياق، كشف لـ «مكة» مدير مركز الخليج للدراسات الإيرانية الدكتور محمد السلمي أن المملكة العربية السعودية دولة قيادية في المنطقة وتحتل مكانة رفيعة ومرموقة في العالم الإسلامي وتحظى باحترام دولي كبير حيال الدور الذي تقوم به.سلوك عدوانيوقال السلمي « ونظرا لواقع السلوك العدواني التوسعي الإيراني في المنطقة العربية والمشاريع التوسعية المدفوعة بالنزعة القومية تارة والنعرات الطائفية تارة أخرى وتدخلات النظام الإيراني في الشأن الداخلي الخليجي والعربي، أخذت بزمام المبادرة للتصدي لهذا السلوك وشكلت التحالف العربي لإعادة الشرعية في اليمن وتقويض مشروع إيران الرامي إلى تطويق الجزيرة العربية عبر الميليشيات والجماعات الإرهابية المختلفة».كشف الحسابوأضاف أن الرياض لعبت دورا حيويا وبارزا في كشف حقيقة الترابط الوثيق بين النظام الإيراني والإرهاب فأظهرت للعالم بالأدلة والبراهين سجل العمليات الإرهابية حول العالم التي تطورت فيها طهران منذ قيام الثورة في 1979، وكشفت للعالم الوجه الحقيقي للنظام الإيراني بغض النظر عن الحكومة التنفيذية في إيران سواء كانت تابعة لمن يسمون الإصلاحيين أو المحافظين، مؤكدا أنها أظهرت بأنه لا فرق بين هذه التصنيفات الداخلية عند الحديث عن المشاريع الاستراتيجية لنظام ولاية الفقيه تجاه دول المنطقة.وأوضح السلمي بأن الوقائع والشواهد تقول إن السعودية نجحت كثيرا في كشف هذه الحقيقة أمام العالم وبخاصة أمام من انخدع بالشعارات البراقة التي يطلقها النظام لتلميع صورته الخارجية.قواعد اللعبةوأكد مدير مركز الخليج للدراسات الإيرانية بأنه على الصعيد الإعلامي تتصدى المملكة لحملة إعلامية شرسة تديرها إيران وعناصرها في المنطقة تعتمد هذه الحملة على الكذب والتزوير ونشر الشائعات والترويج لثقافة الإحباط والتذمر داخل المجتمع السعودي وإنشاء الهاشتاقات والتحريض ضد القيادة وإثارة الفوضى وضرب النسيج الاجتماعي واللحمة الوطنية.وأبان بأن هذه الحملات المغرضة تتخذ من مواقع التواصل الاجتماعي منصة لها وتستخدم في الغالب أسماء وصور رمزية سعودية للحسابات بهدف المخادعة، ورغم محاولات التخفي التي يتبعها عناصر هذه الحملات الإعلامية، إلا أن الوعي الرسمي والشعبي فهم اللعبة جيدا وأدرك أبعادها، مما ساعده كثيرا ليس فقط على إحباط هذه الحملات وكشف زيفها، بل وحول مسار تلك الهاشتاقات إلى أداة للتعبير عن الولاء للقيادة وقلب الطاولة في وجه المشروع التدميري، وشدد على أنه الرغم من هذا النجاح، إلا أن هناك حاجة ملحة لاستخدام كل الوسائل الإعلامية لنشر ثقافة الوعي بين شرائح المجتمع المختلفة وتحصين المجتمع، مما يخطط له الخصوم ضدهم.وترتب على قطع العلاقات الدبلوماسية بين البلدين حزمة من الإجراءات التي اتخذتها المملكة:1 إعلان السعودية وقف رحلات الطيران بين البلدين.2 إنهاء العلاقات التجارية بين البلدين.3 منع السعوديين من السفر إلى إيران.4 رفض الأندية السعودية في دوري أبطال آسيا 2016 اللعب في إيران.5 مطالبة الأندية السعودية في دوري أبطال آسيا 2016 نقل مبارياتها مع الأندية الإيرانية إلى أرض محايدة.ولثقل حجم المملكة العربية السعودية ومكانتها في العالم الإسلامي خاصة وفي العالم كافة اتخذت عددا من الدول إجراءات دبلوماسية ضد إيران، وذلك كرفضها التام لانتهاكاتها وتعدياتها ضد سفارة وقنصلية المملكة في طهران ومشهد.أبرز مواقف الدول والمنظمات ضد انتهاكات إيران للسفارة والقنصلية السعودية:• أدان أعضاء مجلس الأمن الدولي بأشد العبارات الاعتداءات على سفارة المملكة العربية السعودية في طهران وقنصليتها في مشهد، وأشار الأعضاء، في بيان صحفي، إلى مبدأ حرمة الأماكن الدبلوماسية والقنصلية والتزامات الحكومات المضيفة باتخاذ جميع الخطوات الملائمة لحماية تلك الأماكن ضد أي اقتحام ومنع ما قد يعكر صفو السلام بهذه البعثات أو يمس مكانتها.• قطع السودان وجيبوتي وجزر القمر والصومال علاقاتها الدبلوماسية مع إيران.• استدعت الكويت السفير الإيراني وسلمته مذكرة احتجاج.• استدعت الإمارات سفير الدولة في طهران وخفضت مستوى التمثيل الدبلوماسي مع إيران إلى مستوى قائم بالأعمال.الص�?حة التالية >
مشاركة :