أكد وزير الخارجية الإماراتي الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان أن العامل المشترك في أزمات المنطقة يتمثل في «السياسة الإيرانية العدائية والتوسعية القائمة على التدخل في الشؤون الداخلية للدول، وتسليح الجماعات الإرهابية على غرار حزب الله والجماعات الأخرى في العراق وسورية ولبنان واليمن والسعودية والبحرين» وسواها. وشدد على أن هدف «الدول الأربع» من العقوبات على الدوحة تستهدف وقف دعمها الإرهاب. وقال الشيخ عبدالله في كلمة أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، إن إيران تستمر في استغلال أزمات العالم العربي لتأجيج النزاعات والتطرف مشدداً على ضرورة أن تدرك إيران ضرورة تغيير سياساتها «لإعادة العلاقات السوية مع الخليج العربي». وشدد على موقف الإمارات «الثابت والشرعي بالتمسك بسيادتها على الجزر الإماراتية الثلاث التي احتلتها إيران، منتهكة بذلك ميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي، إما طوعاً أو باللجوء الى الوسائل السلمية لحل النزاعات الدولية». وقال إنه على رغم مرور عامين على الاتفاق النووي مع إيران «لا مؤشر على تغيير إيران سلوكها في المنطقة أو تخليها عن طموحاتها النووية» من خلال مواصلتها تجاربها الصاروخية، مؤكداً تأييد بلاده «مواصلة تقويم الاتفاق وشروطه». وشدد على ضرورة «محاسبة الدول الممولة للإرهاب»، ما دفع الإمارات الى جانب المملكة العربية السعودية ومصر والبحرين الى اتخاذ «تدابير تهدف الى وقف دعم قطر للجماعات الإرهابية ودفعها الى تغيير سلوكها الذي يسعى الى زعزعة استقرار المنطقة». وأكد التزام الدول الأربع «مصالحها وأمن الخليج العربي» مشيراً الى أن «تحالف البعض مع أنظمة إقليمية غايتها تقويض السلم في العالم العربي والعالم هو رهان خاسر». كذلك أكد ضرورة «وضع نهاية للاحتلال الإسرائيلي للأراضي العربية، الذي يجعل الشاب العربي عرضة للاستغلال من الجماعات الإرهابية» وعلى جعل أولوية المنطق تتمثل في «تعزيز السلام والاستقرار». وقال إن سبب الأزمات في المنطقة هو «الإرهاب والتطرف والتدخل المستمر في السياسات الداخلية للدول، والسياسات العدائية المدفوعة للهيمنة من قبل أنطمة تقدم الدعم للجماعات الإرهابية والمتطرفة»، داعياً الى «حماية الشرعية ومواجهة نشر الفوضى التي تسعى إليها بعض الدول». كما أكد ضرورة حماية المكتسبات التنموية في المنطقة «وعدم السماح لأي طرف بتقويض الاستقرار، وإلا سنكتفي بإدارة الأزمات في سورية وليبيا واليمن والصومال»، مشدداً على أن «إعادة الاستقرار في هذه الدول سيكون ممكناً فقط بوقف التدخل في الشأن العربي وقطع الدعم عن الجماعات الإرهابية والمتطرفة». وأطلق دعوة الى «الوقوف معاً لرفض التطرف والإرهاب بكل أشكاله كضرورة لا بديل عنها، مشيراً الى أن قمة الرياض كانت تاريخية في كل المقاييس بخاصة في الحضور الواسع وحضور الرئيس الأميركي» فيها، وعلى أن «مخرجاتها خير دليل على وحدة الصف العربي والإسلامي لمحاربة الإرهاب والتصدي لجذوره». وقال إن «التخلص من الإرهاب ليس بالأمر السهل، وتحرير مدن عربية كالموصل في العراق والمكلا في اليمن دليل للمجتمع الدولي على ما يمكن تحقيقه حين توحد الجهود لمكافحة هذه الآفة». وأضاف أن «تعنت المتمردين الحوثيين في اليمن» أدى الى «تعطيل الجهود الإغاثية»، مؤكداً استمرار بلاده العمل بجد «ضمن التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية الحكيمة، على المسارين السياسي والإنساني، لتلبية الاحتياجات للشعب اليمني وإعادة الاستقرار الى اليمن». وقال إن المنطقة تمر في «منعطف تاريخي بين من يتطلعون للمستقبل من جهة، وقوى الظلام والتخريب والفوضى» وهو ما يتطلب «التكاتف تحت مظلة مشتركة للقضاء على جذور التطرف والإرهاب والتصدي للدمار في منطقتنا».
مشاركة :