برلين - ا ف ب، رويترز - نجحت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل في الفوز بولاية رابعة في الانتخابات التشريعية التي جرت، أمس، وشهدت اختراقاً تاريخياً لليمين الشعبوي والقومي ممثلاً بحزب «البديل لألمانيا».
وأظهرت المؤشرات الأولية مع إغلاق صناديق الاقتراع، مساء أمس، فوز المحافظين الألمان بزعامة ميركل، بنحو 33.25 في المئة من الأصوات، في الانتخابات التي شهدت مشاركة كثيفة بلغت 75 في المئة.
وحل «الاشتراكيون الديموقراطيون» في المرتبة الثانية بـ20 الى 21 في المئة، تلاهم اليمين المتشدد (13 الى 13,5 في المئة) واليسار الراديكالي (9 في المئة) ثم الليبراليون والخضر، حسب تقديرات استندت الى استطلاعات راي لدى الخروج من مراكز الاقتراع، بثتها قناتا «ايه آر دي» و»زد دي اف».
وكانت الزعيمة المحافظة أدلت بصوتها بعد الظهر برفقة زوجها يواخيم زاور بعدما سارا تحت المطر من شقتهما وسط برلين، فيما صوت خصمها زعيم «الاشتراكيين الديموقراطيين» الرئيس السابق للبرلمان الاوروبي مارتن شولتز صباحاً في فيرسيلين (غرب).
وبات الكثير من الألمان يُطلقون على ميركل (63 عاماً) التي توصف بأنها «ملكة التقشف» و«زعيمة العالم الحر» الجديدة، لقب «المستشارة الدائمة».
ونجحت «ماما» أو «موتي ميركل»، بفضل نهجها البراغماتي البسيط، بالبقاء في السلطة، في بلد ثري يتقدم سكانه في العمر ويفضل الاستمرارية على التغيير.
وكانت المستشارة ركزت حملتها الانتخابية على موضوع الاستمرارية لبلد مزدهر، في رسالة تهدف إلى الطمأنة في وجه الأزمات التي تهز العالم، لا سيما مع وصول دونالد ترامب إلى البيت الأبيض وخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.
من جهته، أعلن الحزب «الاشتراكي الديموقراطي» أنه لن يشارك في ائتلاف حكومي مع المحافظين في حكومة جديدة برئاسة ميركل، ويفضل ان ينتقل الى المعارضة، وذلك بعد أن مني بهزيمة كبيرة.
وقالت المسؤولة في الحزب مانويلا شفيزيغ في تصريح لشبكة التلفزيون «زد دي اف»، «لقد تلقينا تكليفا واضحا من الناخبين للتوجه نحو المعارضة».
أما قوميو «البديل لألمانيا» فدخلوا بقوة إلى مجلس النواب مع تحقيق نتيجة غير مسبوقة، لمثل هذا التشكيل اليميني المتطرف، منذ نهاية الحرب العالمية الثانية العام 1945.
وحصل هذا الحزب على نحو 13 في المئة من الأصوات، ما وضعه في المرتبة الثالثة متقدماً على اليسار الراديكالي والليبراليين والخضر، بعدما فشل في 2013 في بلوغ عتبة 5 في المئة المطلوبة للفوز بمقاعد نيابية.
وقال الكسندر غولاند، الذي شارك في تزعم قائمة الحزب، «سنُغيّر هذا البلد ... سنطارد السيدة ميركل. سنستعيد بلادنا».
واستمر «البديل لألمانيا» المعادي للإسلام والنخب والهجرة وأوروبا طوال الحملة الانتخابية في تشديد خطابه، معلناً على سبيل المثال أن «ألمانيا تحولت إلى ملاذ للمجرمين والإرهابيين من العالم بأسره» أو مدافعاً عن الحق في الاعتزاز بالجنود الألمان في الحربين العالميتين.
ويتهم القوميون ميركل بـ«الخيانة» لفتحها أبواب البلاد العام 2015 أمام مئات الآلاف من طالبي اللجوء وغالبيتهم من المسلمين.