على الرغم من واجباته اليومية التي كانت تمليها عليه دراسته الأكاديمية في جامعة الجوف، إلا أن طموح الشاب بدر العنزي بدفع مصاريفه الشخصية جعله يلتحق أثناء تلك الفترة في وظيفة مسائية بعد انتهاء محاضراته اليومية، وما كاد يتخرج حتى أصبح مديرا لمعرض تابع لإحدى أكبر المنشآت العالمية. بدر بن علي العنزي، عمل كموظف مبتدىء في خدمة العملاء في الفترة المسائية قرابة عامين ونيّف في الجوف، ثم مشرفًا للفرع، قبل أن يصبح اليوم الرجل الأول في معرض لشركة عالمية في الرس، وذلك بعد أن أكمل الدراسة الجامعية. ويحث العنزي الشباب السعودي من الجنسين على استغلال الوقت بالعمل الجاد، والاستفادة من برامج التوطين التي تشرف عليها أو تنفذها وزارة العمل والتنمية الاجتماعية وصندوق تنمية الموارد البشرية. وأضاف: ” أن من الأهمية بمكان على من يعمل أن يهتم بالتعليمات التي يتلقاها من مرؤوسيه، ويتعاون مع زملائه، ويحرص على التفاني في العمل، والاهتمام بتلبية احتياجات العملاء ” . وأكد أن الشاب السعودي لديه القدرة على إثبات نفسه في سوق العمل متى ما وجد من يوجهه إلى الطريق السليم لتحقيق ذلك، موجهًا شكره الجزيل لأمير منطقة القصيم على ما يبذله من جهود لتفعيل التوطين الوظيفي في المنطقة. وكان صاحب السمو الملكي الأمير الدكتور فيصل بن مشعل رئيس اللجنة الإشرافية العليا لبرنامج التوطين والتنمية الاجتماعية في المنطقة، قد زار مجمع ” النخيل بلازا ” في بريدة الخميس الماضي في اليوم الأول لتطبيق مشروع (توطين المجمعات التجارية المغلقة في المنطقة). وتشاركت عدة جهات حكومية في مشروع (توطين المراكز التجارية المغلقة)، الذي وقعه في وقت سابق صاحب السمو الملكي الأمير الدكتور فيصل بن مشعل بن سعود بن عبدالعزيز أمير منطقة القصيم رئيس اللجنة الإشرافية العليا لبرنامج التوطين والتنمية الاجتماعية الموجّه في المنطقة، ومعالي وزير العمل والتنمية الاجتماعية نائب رئيس اللجنة الإشرافية للبرنامج الدكتور علي بن ناصر الغفيص. ويستذكر العنزي نصائح والده له بدقة على الرغم من مضي سنوات عديدة على ذلك، وبخاصة فيما يتعلق بضرورة حرص الإنسان على أن يبذل ما بوسعه لتحقيق ما يريد، وعدم الاعتماد على الآخرين بتحقيق ما يصبو إليه، وأنه في سبيل ذلك يستوجب على المرء العمل بجد واجتهاد وأن يحرص على تحصيل قوته بعرق جبينه مهما بلغ منه التعب والجهد. ويشير إلى أنه على الشاب الاستفادة من الفرص الوظيفية المتاحة في الوقت الحالي، وبخاصة في ظل برامج التوطين الوظيفي المتعددة. ويوفر إقرار توطين المراكز التجارية، حلولًا نوعية تعزز التوطين المنتج والمستدام، وتقلص حجم الانكشاف المهني، إلى جانب دوره الكبير في دعم رواد ورائدات الأعمال، ومساهمته في إشراك المستفيدين من الضمان الاجتماعي، ونزلاء دور الرعاية والجمعيات الخيرية في سوق العمل، وتحويلهم إلى طاقات منتجة، ونقلهم من المسار الرعوي إلى المسار التنموي، وذلك بالاستفادة من خدمات الدعم والتدريب والتوظيف المقدمة من منظومة العمل والتنمية الاجتماعية، لضبط وتطوير سوق العمل بالمنطقة. ويلاحظ الشاب العنزي أن الزبائن في المجمع الذي يعمل به يتعاملون بارتياح أكثر مع الشاب السعودي، لأنه يستطيع إدراك متطلباتهم بسرعة أكبر من غيره، كونه الأقرب لفهم احتياجاتهم وما يريدون الحصول عليه، ويؤكد أن ذلك يجعل العلاقة بينهم كمقدمي خدمة سعوديين وعملائهم ” أكثر أريحية ” ، مقارنة بمقدمي الخدمة من الجنسيات الأخرى.
مشاركة :