كابوس انتصار ميركل يثير تساؤلات حول مصير ولايتها الرابعة

  • 9/25/2017
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

باشرت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل، الاثنين، مفاوضات معقّدة وصعبة لتشكيل غالبية جديدة، بعد تحقيق حزبها انتصارا خجولا، في انتخابات حقق فيها اليمين القومي اختراقا تاريخيا. واجتمعت قيادة الاتحاد المسيحي الديمقراطي صباح اليوم، لاستخلاص العبر من انتخابات لم يحصل معسكر ميركل فيها سوى على 33% من الأصوات، في أسوأ نتيجة له منذ 1949، بحسب النتائج النهائية الصادرة صباح الاثنين. ووصفت صحيفة بيلد الفوز الضعيف لميركل وحزبها بـ"انتصار كابوسي".إقرأ المزيدنتائج أولية: حزب ميركل يتقدم في الانتخابات الألمانية واليمين القومي يحقق نتائج تاريخية وهذا الفوز الرابع على التوالي للمستشارة طعمه مرير ، إذ أظهرت أولى بوادر الاحتجاجات في صفوف حلفائها المحافظين البافاريين من "الاتحاد المسيحي الاجتماعي" الذين يدعون منذ سنتين إلى ضرورة انعطاف ميركل نحو اليمين في سياستها. وما يعزز حججهم انتقال قسم من الناخبين المحافظين (مليون ناخب بحسب استطلاعات الرأي) إلى حزب "البديل لألمانيا" اليميني الشعبوي الذي ركز حملته على رفض قرار المستشارة عام 2015 بفتح أبواب البلاد أمام تدفق المهاجرين. وقال رئيس الاتحاد المسيحي الاجتماعي هورست سيهوفر "لقد أهملنا خاصرتنا اليمينية ويتوجب علينا الآن ردم الهوة بمواقف حازمة". وكتبت الاثنين صحيفة “سودويتشه تسايتونغ” التي تعتبر من يسار الوسط تقول : "الذهول يخيم على صفوف المحافظين والمسؤولة الرئيسية معروفة". لكن المشكلات بوجه ميركل لا تتوقف عند هذا الحد، إذ يتوقع أن تكون عملية تشكيل الحكومة في غاية التعقيد، ولا سيما بعدما قرر الاشتراكيون الديمقراطيون، إثر تحقيق أسوأ نتيجة انتخابية في تاريخهم (20,5%) الخروج من الائتلاف مع المستشارة والالتحاق بالمعارضة.إقرأ المزيدميركل: نحن أقوى حزب في ألمانيا ولا يمكن تشكيل أي حكومة من دوننا ولا يبقى أمام المحافظين سوى سبيل واحد لتحقيق الغالبية في مجلس النواب الجديد، يمر عبر إقامة تحالف غير مسبوق بين متناقضين على المستوى الوطني، يجمع بين المحافظين وليبراليي "الحزب الديمقراطي الحر" الذين يعودون إلى مجلس النواب بـ10,7% من الأصوات، والخضر الذين حصلوا على 8,9% من الأصوات. وهذا التحالف الذي يطلق عليه البعض تسمية تحالف "جامايكا" بسبب ألوان الأحزاب الثلاثة الأسود والأصفر والأخضر، غير موجود حاليا في ألمانيا سوى على الصعيد المحلي في ولاية شليسفيغ-هولستاين الشمالية، ومنذ الربيع الماضي فحسب. لكن المشكلة هي أن الليبراليين والخضر يختلفون حول الكثير من الملفات الأساسية مثل الهجرة ومستقبل الديزل والتخلي عن الفحم، كما أن لكل من الطرفين خلافات أساسية مع المحافظين. وقالت كاترين غورينغ إيكهارت، التي شاركت على رأس قائمة البيئيين في الانتخابات التشريعية "سوف نرى بهدوء، بعد التحليل والمفاوضات المحتملة، إن كان بإمكاننا التوصل إلى تعاون". أما زعيم الليبراليين كريستيان ليندنر، فقد حدد شرطا للمشاركة في الحكومة، وهو رفض خطط إصلاح منطقة اليورو التي يطرحها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، وأكد أن الميزانية المشتركة التي يقترحها هي "خط أحمر"، رافضا أن تضطر برلين إلى تسديد ثمن التجاوزات المالية التي ترتكبها بلدان أخرى. وبالتالي، فإن المفاوضات قد تستغرق عدة أشهر، علما أن الحزب الفائز في الانتخابات منذ 1949 تمكن على الدوام من تشكيل الغالبية، وقد استبعدت المستشارة قيام حكومة أقلية تستند إلى أغلبية متبدلة. ولن يتم تعيين ميركل رسميا مستشارة لولاية رابعة، إلا بعد الإعلان عن تشكيل ائتلاف حاكم جديد، وإلا فمن المحتمل الدعوة لانتخابات تشريعية جديدة. المصدر: RT  ووكالات سعيد طانيوس

مشاركة :