ليبيا: «مسيرة إقطيط» في طرابلس تثير الجدل

  • 9/26/2017
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

تغاضى رجل الأعمال الليبي، المرشح السابق لرئاسة الحكومة عبد الباسط إقطيط، عن تحذيرات وزارة الداخلية بحكومة «الوفاق» بالتظاهر في ميدان الشهداء بطرابلس، وقاد مسيرة بعد عصر أمس، ضمت العشرات من مؤيديه بمساعدة ميليشيات «النواصي»، فيما انطلقت مظاهرة مضادة له في المكان ذاته، رُفع خلالها لافتات «تطالبه بالرحيل»، ورددوا هتافات مسيئة ضده.وقالت وسائل إعلام ليبية إن ميليشيات النواصي فتحت الطريق لمؤيدي «إقطيط»، باتجاه الميدان، الذي شهد مظاهرة مناوئة توافد إليها العشرات، اتهموا خلالها «إقطيط» باستغلال الأوضاع المعيشية البائسة، ونددوا بـ«الجماعة المقاتلة»، التي قالوا إنها تدعمه.يأتي ذلك فيما وصل رئيس المجلس الرئاسي لحكومة «الوفاق»، فائز السراج، إلى العاصمة طرابلس مساء أمس قادماً من نيويورك، بعد مشاركته في أعمال واجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، وفق ما نشره مكتبه الإعلامي على موقع «فيسبوك».ووسط عشرات من الإسلاميين وعناصر من «الجماعة الليبية المقاتلة»، وصل إلى طرابلس، أمس، رجل الأعمال الليبي، المرشح السابق لرئاسة الحكومة، عبد الباسط إقطيط، الذي دعا للتظاهر في ميدان الشهداء بالعاصمة للإطاحة بحكومة «الوفاق».وكان إقطيط، الذي يعيش خارج البلاد، ويحمل الجنسية الأميركية، دعا الليبيين في أواخر يوليو (تموز) الماضي للخروج إلى ميدان الشهداء بالعاصمة «للاحتجاج على الأوضاع الراهنة في ليبيا»، وأشار إلى عزمه الحصول على اعترافات بـ«إرادة الشعب الليبي» كما تحصل عليها المجلس الوطني الانتقالي بعد اندلاع ثورة فبراير، في إشارة إلى ترشحه للرئاسة، ومن ثم قيادة شؤون البلاد.ووصل إقطيط، مطار معيتيقة في طرابلس، صباح أمس، عبر مطار قرطاج التونسي الدولي، على متن الخطوط الجوية الأفريقية، وانتقل إلى منزله في مدينة تاجوراء، 11 كيلومترا شرقي العاصمة، محاطاً بالعشرات من أعضاء تيارات الإسلام السياسي، بحسب متابعين.واستبق إقطيط، وصوله العاصمة الساحلية أمس، وبث تسجيلاً مصوراً عبر صفحته على «فيسبوك»، قال فيه: إن «كل الدول التي تريد الخير لليبيا سترى الليبيين في هذا اليوم، وعلى رأس تلك الدول الولايات المتحدة الأميركية، وكل المؤسسات الإعلامية في العالم ستتابع الشعب الليبي، اليوم (أمس)».وشهدت العاصمة الليبية انتشاراً أمنياً مكثفاً، بعد صدور الأوامر من وزارة الداخلية بحكومة «الوفاق الوطني» بـ«منع أي مظاهرات قد تحدث وفقا لدعوة إقطيط»، وطوقت القوات وسط العاصمة بالكامل.وقالت غرفة عمليات العاصمة، في بيان نشرته عبر صفحتها على «فيسبوك» بأنها رصدت تحركاً عسكرياً ضخماً للواء السابع (الكانيات) مدعوماً من الحرس الوطني الذي يقوده خالد الشريف عضو الجماعة المقاتلة، وهو جهاز تابع لـ«المؤتمر العام»، مشيرة إلى أن هذا الحشد يتم بمنطقة قصر بن غشير (جنوب العاصمة).وعبّرت قوى ليبية مختلفة عن رفضها لدعوة التظاهر التي أطلقها «إقطيط»، في وقت رحبت بها قوى أخرى. وكانت كتيبة «ثوار طرابلس» التي يقودها هيثم التاجوري في طرابلس، والمقربة من المجلس الرئاسي، قالت في بيان إن «المؤتمر الوطني» وحكومته يحاولان الرجوع لطرابلس من خلال إقطيط.وبرز اسم «إقطيط» للمرة الأولى على الساحة السياسية الليبية عام 2013 كمرشح لمنصب رئيس الوزراء خلفاً لعلي زيدان، رئيس الحكومة آنذاك، ليظهر من جديد قبل شهر مكثفاً دعواته للاحتجاجات والتظاهر في وسط ميدان الشهداء، وللمطالبة بإسقاط حكومة الوفاق ومحاربة ما وصفه بـ«حكم العسكر» في إشارة لمؤسسة الجيش.وقال الباحث السياسي والمحلل الليبي، فوزي حداد لـ«الشرق الأوسط»: إن «إقطيط ليس له وضعية قانونية، ولا يحق له الترشح في الانتخابات الرئاسية، لاعتبارات كثيرة، منها زواجه من أجنبية وهو ما يمنعه القانون الليبي»، مشيرا إلى أن «الكثيرين ومنهم جماعة الإخوان، وأنصار الصادق الغرياني، وميليشيات أخرى، استغلوا الدعوة للظهور في العاصمة». وتابع: «هؤلاء يحاولون استغلال أي فرصة (لركوب الموجة) بعدما خرجوا من المشهد السياسي»، وزاد: «لن يحدث أي انقلاب على السلطة في طرابلس، كما يتوقع ويتمنى الإخوان، ومن يؤيدهم». واتهم عبد المنعم اليسير، عضو المؤتمر الوطني العام (المنتهية ولايته) إقطيط «ومن يقفون خلفه من تيارات الإخوان بالاستخفاف بالشعب الليبي، وادّعاء تصريحات كاذبة بشأن حصولهم على الدعم من الجانب الأميركي دون تحديد أي من الجهات تدعمهم، وهو ما سيفتح المجال أمام ملاحقتهم قانونياً».والجماعة الليبية المقاتلة، التي يعد أهم قياداتها عبد الحكيم بلحاج، المدرج على قائمة الكيانات الإرهابية بتهمة تلقي تمويل من قطر، أعيد تأسيسها في عام 1994 ضد القذافي.في موازاة ذلك، استنكر عضو المجلس الأعلى للدولة، أحمد علي لنقي، الدعوات التي تقول إن 25 سبتمبر (أيلول) (أمس) هو يوم لـ«تنصيب إقطيط» رئيسا للبلاد. وأضاف لنقي لـ«الشرق الأوسط»، أن «عبد الباسط مواطن ليبي اختار ميدان الشهداء في العاصمة ليعبر عن رأيه». وتابع: «يوجد في ليبيا قانون ينظم التظاهر، لكن إذا كانت هناك مخاطرة وإلقاء بالنفس إلى التهلكة، يجب على القائمين عليها تأجيلها، وتقديم طلب مسبق من جهات الاختصاص للسماح بالخروج للتظاهر في مكان محدد بهدف حمايتهم».في غضون ذلك، جدد الناطق باسم القيادة العامة للجيش الليبي، العميد أحمد المسماري، اتهامه لقطر بأنها «الراعي الرسمي للإرهاب في ليبيا». وأضاف المسماري في مداخلة هاتفية مع فضائية «ON Live» المصرية، مساء الأحد، أن العناصر التابعين لقطر في الداخل الليبي يديرون المشهد المتطرف، متابعاً: «الجيش الليبي استطاع أن يكسر أصابع قطر في ليبيا»، مشيرا إلى أنها (قطر) لا تُعد الراعي الأول للإرهاب في ليبيا فقط، بل الراعي الرسمي للإرهاب بشكل عام.

مشاركة :