قتل 45 عنصراً على الأقل من جماعة «فيلق الشام» المعارضة نتيجة غارات روسية استهدفت أحد مقراته في محافظة إدلب شمال غربي سورية، وفق ما أفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أمس (الأحد). وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن: «قتل 45 عنصراً على الأقل من فيلق الشام نتيجة قصف روسي استهدف السبت مقرات تابعة للفصيل على أطراف قرية تل مرديخ الواقعة قرب مدينة سراقب في ريف إدلب الشرقي». ولم يتضح سبب الغارات التي نفذتها الطائرات الروسية أول من أمس على مقرات «فيلق الشام» المشارك في محادثات آستانة التي انتهت جولتها الأخيرة بإعلان ضم محافظة إدلب الى مناطق خفض التوتر في سورية. وقال وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو اليوم إن القصف الروسي على إدلب أسفر عن مقتل مدنيين ومقاتلي معارضة معتدلين، وإن الأمر سيطرح للنقاش عندما يزور الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تركيا. وأضاف في مقابلة مع قناة «خبر» أن قتل المدنيين انتهاك لاتفاق آستانة، وأنه ينبغي على موسكو أن تكون «حريصة». وأكد مسؤول العلاقات الخارجية في «فيلق الشام» إدريس الرعد استهداف المقرات، وتابع «مشاركتنا في محادثات آستانة لا تعني بأي حال من الأحوال اعتبار روسيا دولة صديقة أو محايدة»، موضحاً أن «القصف الروسي ليس مستغرباً، فسياسة روسيا منذ تدخلها في سورية مبنية على الإجرام والقتل». وشدد على أن «الاستهداف لن يثنينا عن الاستمرار في تحقيق أهداف ثورتنا وعلى رأس أولوياتها رحيل الرئيس السوري وطرد المحتل الروسي». وكانت حصيلة للمرصد أفادت ألو من أمس بمقتل 37 عنصراً على الأقل قبل ارتفاع العدد مع استمرار عمليات البحث عن مفقودين تحت الركام. وخاضت جماعة «فيلق الشام» في حزيران (يونيو) الماضي معارك ضد «هيئة تحرير الشام» التي تعد «جبهة النصرة» سابقاً أبرز مكوناتها. وتسيطر «هيئة تحرير الشام» منذ 23 تموز (يوليو) الماضي على الجزء الأكبر من محافظة إدلب مع تقلص نفوذ الفصائل الأخرى، ومستثناة مع تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) من اتفاق خفض التوتر الذي أقر في أيار (مايو) الماضي وتمت اضافة ادلب إليه قبل نحو اسبوعين، في اطار محادثات آستانة برعاية روسيا وإيران حليفتي النظام وتركيا الداعمة للمعارضة.
مشاركة :