هل يكون استفتاء كردستان العراق منطلقاً لحرب إقليمية ـ

  • 9/26/2017
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

تغير كبير للخارطة الجيوسياسية في المنطقة قد تنتهي بحروب وصراعات إقليمية ودولية لن يكون الأكراد فيها رابحين أبداً. لأن تحالفا إقليميا رباعيا سيكون بانتظارهم (إيران - تركيا - العراق - سوريا) ومن هنا لا نستبعد أن يكون وضع الأكراد صعبا في الأيام القادمة لتُعاد الكرة وتقوم لهم دولة لبضعة أشهر أو سنين ثم تندثر! فهل يُعيد التاريخ نفسه؟ أم أن الأكراد لا يقرأون التاريخ بشكل جيد؟ في مطلع القرن العشرين من العام الماضي وبعد هزيمة الدولة العثمانية في الحرب العالمية الأولى 1914/1918 وضع الحلفاء الغربيون المنتصرون تصورا لدولة كردية في معاهدة سيفر عام 1920 إلا أن هذه الآمال تحطمت بعد ثلاث سنوات إثر توقيع معاهدة لوزان مع الزعيم التركي الراحل مصطفى كمال أتاتورك، تلك المعاهدة التي وضعت الحدود الحالية لتركيا بشكل لا يسمح بوجود دولة كردية، وانتهى الحال بالأكراد إلى أقليات مبعثرة في كل من تركيا وإيران وسوريا والعراق وعلى مدار السنوات الثمانيين التي تلت معاهدة لوزان سُحقت أي محاولة كردية لتأسيس دولة مستقلة. وللتذكير فقد قام للأكراد ثلاث دول منذ القرن الماضي لكنها جميعها انتهت إلى غير رجعة. الأولى: "مملكة كردستان" مملكة كردية أسسها شيخ محمود الحفيد زادة البرزنجي في شمال العراق ما بين أكتوبر/تشرين الأول 1922 ويونيو/حزيران 1924. الثانية: "جمهورية آرارات الكردية المستقلة" التي أعلنت في العام 1927 بالتزامن مع احتجاجات اندلعت في جنوب شرق تركيا في أكتوبر/تشرين الأول ليقُضى عليها في العام 1930 على يد الجيش التركي، نتيجة عدم وجود دعم عسكري أو مادي كافي. الثالثة: "جمهورية مهاباد الشعبية الديمقراطية" بواسطة زعيم الحزب الديمقراطي الكردستاني في إيران قاضي محمد في 22 يناير/كانون الثاني 1946 وعاصمتها مهاباد، وشملت مساحتها 30% من المساحة الإجمالية لكردستان الشرقية، لكنها انهارت بعد نحو 10 أشهر. إن انجح تجربة يمكن أن يقوم بها الأكراد ومن الممكن أن تلقى قبولاً من الدول الأربعة هي تجربة الحكم الذاتي مع البقاء ضمن نسيج هذه الدول وعدم التفكير بالانفصال عنها وقد خاض الأكراد هذه التجربة في العراق في العام 1970 حيث قامت الحكومة العراقية والأحزاب الكردية بالاتفاق على معاهدة سلام تمنح الاستقلال للأكراد، والمعاهدة المذكورة اعترفت باللغة الكردية كلغة رسمية والدستور المؤقت أدخل نصاً يشير إلى أن الشعب العراقي "يتكون من قوميتين، العربية والكردية" وحمل إقليم كردستان العراق اسم منطقة الحكم الذاتي الكردية منذ العام 1979. وفي العام 2005، تحولت منطقة الحكم الذاتي الكردية إلى الاسم الحالي "إقليم كردستان العراق"، ليصبح له علمٌ ودستور ونشيد قومي وحكومة وبرلمان، خاص به. التسرع في المواقف من قبل حكومة إقليم كردستان العراق وبدعم واضح من إسرائيل وخفي من الولايات المتحدة وبعض دول المنطقة قد يقود المنطقة إلى المجهول، لكن يبدو أن المجهول هو المطلوب.   غسان يوسف باحث في الشؤون التركية

مشاركة :