حظيت زيارة الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، لدولة الإمارات العربية، أمس واليوم، بمتابعة الدوائر السياسية العربية، وتحليل مؤشرات الزيارة من حيث التوقيت والنتائج والملفات المطروحة على طاولة المباحثات المصرية ـ الإماراتية في أبوظبي، (أربعة ملفات محورية) وفي قمة وصفت بأنها (قمة التحديات) .. وكشفت مصادر دبلوماسية مصرية للغد، أن الملفات الأربعة تتناول التحديات التي تواجه المنطقة، وفي المقدمة الإرهاب، والدول الداعمة له، و ملف أمن الخليج، وتطورات الأزمة القطرية.. والأزمات التي يشهدها الشرق الأوسط، وما يتم بذله من جهود من أجل التوصل لتسويات سياسية لها، خاصة على المسار الفلسطيني، والمساعي الجارية حاليا لعقد قمة إقليمية لإطلاق عملية السلام، ومشاورات لعقدها بشرم الشيخ أو واشنطن.. والمستجدات على الساحة العربية، سواء على الساحة السورية، أو ليبيا، واليمن، والعراق، وهي تطورات تمس الأمن القومي العربي.. والحرص على مواصلة تطوير العلاقات الثنائية على كل الأصعدة، والاستمرار في التنسيق المكثف بين البلدين إزاء القضايا الإقليمية والدولية المختلفة، في ظل ثوابت «خصوصية» العلاقات المصرية الإماراتية. الزيارة (السادسة) تعكس مدى «خصوصية» العلاقات الثنائية هذه الزيارة تعتبر السادسة للرئيس السيسى إلى الإمارات، وهو الأمر الذى يعكس مدى حرص الدولتين على التشاور حول التحديات الراهنة التى تواجهها المنطقة وتتطلب توحيد الجهود لحماية الوحدة الوطنية والعربية ضد محاولات زعزعة استقرار الدول العربية والتدخل فى شئونها الداخلية.. ويرى سيايون ودبلوماسيون مصريون، أن عدد الزيارات في وقت قصير منذ تولي الرئيس السيسي منصب رئيس الجمهورية، يعد مؤشرا بارزا يعكس مدى «خصوصية» العلاقات الثنائية، وتكشف تلك الزيارات المتقاربة عن التوافق المصري ـ الإماراتي بشان كافة القضايا العربية والإقليمية والدولية، وأن لهما دور كبير فى تعزيز الاستقرار السياسى فى عدد من دول المنطقة وعلى رأسها ليبيا، وعملتا على عدم وجود سلطة مركزية للجماعات الجهادية المتطرفة وعلى رأسها (داعش). الملف الاقتصادي وأضافت المصادر الدبلوماسية للغد، أن الملف الاقتصادي، بحتل جانبا مهما من مباحثات الرئيس السيسي في الإمارات، ويتناول الملف التعاون الاقتصادي بين الدولتين، وبحث المساهمات والاستثمارات الإماراتية المتوقعة في العاصمة الادارية الجديدة، والمشروعات القومية الكبرى التي تنفذها مصر، خاصة وأن العلاقات الاقتصادية بين البلدين تشهد فى الآونة الأخيرة زخمًا غير مسبوق تبلور فى صورة مشروعات تنموية مشتركة تصب فى مصلحة الشعبين المصرى والإماراتى على حد سواء، كما تعد دولة الإمارات العربية المتحدة أكبر مستثمر فى مصر بـ6.2 مليار دولار فى ٨٦٨ مشروعًا تعمل فى قطاعات الاتصالات والبنوك والتطوير العقارى والسياحى والاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، فضلا عن أن الصادرات المصرية للسوق الإماراتية حققت زيادة كبيرة خلال النصف الأول من ٢٠١٧، بلغت مليارًا و٢٠٤ ملايين دولار. الإمارات ومصر .. علاقات تزداد رسوخا ويرى الكاتب والمحلل السياسي الإماراتي، محمد الحمادي، رئيس تحرير صحيفة الاتحاد، أنه عندما تكون العلاقات بين الدول فوق المصالح الوقتية وأبعد من المواقف اللحظية يكتب لها البقاء والاستمرار، بل والتطور يوماً بعد يوم، خصوصاً عندما تكون مبنية على الثقة والاحترام المتبادلين، وعندما نتكلم عن هذا النوع من العلاقات فإننا نتكلم عن العلاقة التي تجمع وتربط بين دولة الإمارات وشقيقتها العربية الكبرى جمهورية مصر، فهذه العلاقة التي تأسست قبل نصف قرن تقريباً بقيت في مستواها السياسي والاقتصادي والدبلوماسي والثقافي والاجتماعي وزادتها الأيام والأحداث والتحديات قوةً ورسوخاً وعمقاً، وهذا ما أكدته تصريحات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم خلال لقائه الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي في دبي أمس. ويؤكد «الحمادي»، أن تلك العلاقة النوعية والنموذجية بين البلدين تجعل اللقاءات والزيارات المتبادلة بين قيادتي الدولتين مستمرة لا تنقطع، ودائماً في زيارة الرئيس السيسي تكون مشاهد حضوره خاصة ومختلفة عن زيارة أي رئيس وعن أي ضيف آخر، وفي هذه الزيارة مشهدان مختلفان، المشهد الأول عكسته الصورة التي انتشرت للرئيس السيسي وهو في السيارة التي يقودها الشيخ محمد بن زايد، فمثل هذه الصورة لا تتكرر إلا نادراً في الزيارات الرسمية، وهي تعكس عمق علاقة القائدين، أما المشهد الآخر فقد كان في مجلس الشيخ محمد بن زايد عند مصافحة رواد المجلس للرئيس السيسي، فقد وقف أحد أبناء الإمارات، وهو محمد بن سالم بن كردوس العامري، وعبر للرئيس المصري عن حب الإمارات والإماراتيين قيادة وشعباً لمصر، واستعداد الإماراتيين للوقوف مع مصر دائماً وأبداً، وهذا ما تعلمناه من الشيخ زايد، رحمه الله، وهو ما يؤكده دائماً الشيخ محمد بن زايد، لقد انتشر هذا المقطع بالأمس بشكل كبير وتناقله المواطنون لأنه ببساطة عبّر عما يجول في خاطر كل إماراتي، فقد قال بوسالم ما يريد أن يقوله كل مواطن إماراتي إذا التقى الرئيس السيسي.
مشاركة :