بدأت الثلاثاء محاكمة الداعية العراقي “أبو ولاء” لإنشائه في ألمانيا شبكة تجنيد لحساب تنظيم داعش، الذي كان منفذ اعتداء سوق الميلاد في برلين على صلة بها. ويمثل أحمد عبد العزيز عبد الله وعمره 33 عاما ولقبه “أبو ولاء” أمام القضاء الألماني في مدينة تسيله في شمال البلاد، بالإضافة إلى شركائه الأربعة المشتبه بهم حسن كيلينك وهو تركي الجنسية وعمره 51 عاما، وبوبان سيميونوفيك وهو ألماني – صربي عمره 37 عاما، ومحمود عميرات يحمل الجنسية الألمانية وعمره 28 عاما بالإضافة إلى أحمد فيفس يوسف وهو من الكاميرون وعمره 27عاما. وجميعهم متهمون بالانتماء إلى تنظيم داعش وبدعم هذه “المنظمة الإرهابية الأجنبية” ويواجهون عقوبة السجن لمدة تصل إلى عشر سنوات وفق قانون الجنايات. وطوّق عدد كبير من قوات الأمن محيط المحكمة الثلاثاء، حاملين أسلحتهم ومرتدين سترات واقية من الرصاص، فيما فرضت في قاعة المحكمة اجراءات أمنية مشددة. وأفادت صحيفة شبيجل الألمانية أن المناقشات القانونية، التي قد تمتدّ حتى فبراير/شباط 2018، “ستعطي رؤية مفصلة عن آليات” عمل الشبكة المتطرفة، و”هو ما يجعل من (هذه المناقشات) المحاكمة الأهم منذ سنوات لعناصر إسلاميين”. وبحسب الادعاء، أنشأ أبو ولاء في مسجد يؤمه في هيلدسهايم، شبكة تجنيد ترسل مقاتلين إلى سوريا والعراق إلى حيث أرسلت ثمانية أشخاص على الأقل، من بينهم توأمان ألمانيان نفذا تفجيرا انتحاريا داميا في العراق عام 2015. وصل المتهم الرئيسي إلى ألمانيا كطالب لجوء في 2001 وأوقف في نوفمبر/تشرين الثاني 2016، بعد تحقيق طويل أجرته الاستخبارات الألمانية. وأشارت شبيغل إلى أنه متزوج من امرأتين وأب لسبعة أطفال، وسافر وأقام بطريقة غامضة مرات عدة في العراق. “لا وجه له” أطلق على أبو ولاء لقب “الداعية الذي لا وجه له” لأن تسجيلات الفيديو المنتشرة لدى شبكات متطرفة لا تُظهر وجهه. وبحسب الادعاء، كانت مهمته إلى جانب شركائه، تشريب المجندين الفكر المتطرف وإرسالهم الى الأراضي التي يسيطر عليها تنظيم داعش. لكنه خطط أيضا في المسجد لتنفيذ اعتداءات. ومن بين الأشخاص الذين تربطهم علاقة بهذه الشبكة، واحد على الأقل من بين المراهقين الثلاثة الذين لا يتعدى عمرهم 16 عاما والذين وضعوا عبوة ناسفة في أبريل/نيسان 2016 في معبد للسيخ في ألمانيا، متسببين باصابة ثلاثة رجال أحدهم جروحه كانت خطرة. وحكم على المراهقين الثلاثة بعقوبات بالسجن في مارس/آذار 2017. ويبدو أن التونسي أنيس عمري (24 عاما)، منفذ الهجوم على سوق الميلاد الذي أسفر عن مقتل 12 شخصا واصابة 48 اخرين في ديسمبر/كانون الأول 2016، تردد إلى هذه الشبكة وتواصل مع بوبان سيميونوفيك وهو مهندس كيميائي استقبل عمري في مدرسة إسلامية في دورتموند. وبحسب “شبيجل”، شارك عمري أيضا في مسيرة للبقاء على قيد الحياة يتدرب خلالها المجندون على القتال في سوريا. وتردد طالب اللجوء التونسي، الذي قتلته الشرطة بعد هروبه إلى إيطاليا، إلى مسجد في برلين معروف بارتباطه بالتطرف الإسلامي ألقى أبو ولاء فيه خطبة. ولم يحصل أي تواصل مباشر بين الرجلين. تائب ويعتمد ملف الادعاء بشكل أساسي على شهادة مخبر في جهاز الاستخبارات الألماني الداخلي، جمع مؤشرات وأدلة ضد الداعية العراقي. ومن المفترض أن يتم إعفاء هذا الشاهد من الادلاء بأقواله علنا، حفاظا على سلامته. ودائما بحسب “شبيجل”، وافق مخبر رئيسي آخر هو مقاتل تائب، بعد عودته من الأراضي التي يسيطر عليها تنظيم داعش، على التعاون وروى كيف أرسلته شبكة أبو ولاء عبر بروكسل وتركيا. وتوسعت شبكة التطرف الإسلامي في السنوات الأخيرة في ألمانيا حيث صنفت الاستخبارات حوالى 10300 شخص إسلاميين متطرفين، مقابل 3800 في 2011. ويعتبر نحو 1300 شخص قابلين لاعتناق الفكر العنيف المتطرف. وترى السلطات أن مئات من بين هؤلاء “خطرين” مثلما صنفت أنيس عمري. الا أن هذا الأخير أفلت من مراقبة الشرطة عبر استخدامه بطاقات هوية مختلفة ومستغلا قلة التنسيق بين أجهزة الشرطة الإقليمية المختلفة.
مشاركة :